توقّعت أوساط تركية زيادة صادرات أنقرة الى موسكو بأكثر من مليار دولار سنوياً، وقال مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول جيواد غوك إن الخطوة الروسية برفع الحظر عن استيراد المنتجات الزراعية من شأنها أن تزيد من صادرات تركيا إلى أكثر من مليار دولار سنوياً، نظراً إلى حاجة السوق الروسية الكبيرة، ومنافسة الإنتاج الزراعي التركي، بالجودة والسعر.
ويضيف غوك لـ"العربي الجديد" أن خطوة رفع الحظر على بعض الخضراوات، بعد رفع الحظر عن بعضها الآخر، ومنها الطماطم العام الماضي، جاءت متأخرة ولم تواكب تطور العلاقات السياسية والتطبيع الذي يعيشه البلدان، من بعد إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015.
وحول أثر زيادة الصادرات التركية على أسعار السلع الزراعية في السوق التركية، يؤكد المحلل التركي، "لاحظنا ارتفاع سعر الطماطم من 3 إلى 5 ليرات تركية، منذ رفعت روسيا حظرها، وسترتفع الأسعار اليوم أيضاً، ولكن ذلك سينعكس بالفائدة على الاقتصاد التركي وعلى المزارعين الذين رحّبوا بالخطوة الروسية".
وتوقع المصدرون الأتراك أن تتجاوز صادرات الفواكه والخضراوات التركية إلى روسيا المليار دولار سنوياً، بعد رفع روسيا القيود المفروضة على بعض المنتجات التركية منذ أول من أمس الثلاثاء.
وقال عضو مجلس إدارة مجلس المصدرين الأتراك، رئيس اتحاد مصدري الفواكه والخضراوات الطازجة في منطقة إيجه، رضا سيار، في تصريحات قبل أيام، إن رفع روسيا التدريجي للقيود التي كانت قد فرضتها عام 2016 على استيراد بعض الفواكه والخضراوات التركية سيؤدي إلى زيادة الصادرات التركية إليها.
وتراجعت الصادرات الزراعية التركية إلى روسيا بعد فرض القيود الروسية مطلع عام 2016، إلى 331 مليون دولار عام 2016 في حين كانت 877 مليوناً عام 2015 و928 مليوناً عام 2014، قبل أن تتحسّن قليلاً نهاية عام 2017 ومطلع العام الجاري، بحسب ما يؤكد مجلس المصدرين الأتراك.
وتشير أرقام المجلس إلى زيادة في صادرات الفواكه والخضراوات الطازجة من تركيا إلى روسيا في الشهرين الأولين من عام 2018، بنسبة 65% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لترتفع من 66 مليوناً إلى 109 ملايين دولار.
وشهدت العلاقات الاقتصادية التركية الروسية توتراً إثر إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ما راجع حجم التبادل التجاري من 35 مليار دولار إلى نحو 28 ملياراً عام 2016، قبل أن تشهد العلاقات تحسناً، بعد إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، نهاية يونيو/ حزيران 2016، أعرب خلالها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل؛ ليتم على إثر ذلك اتخاذ خطوات سريعة لتطبيع العلاقات بين البلدين.
لكن روسيا التي رفعت الحظر عن بعض المستوردات التركية، أبقت الحظر على بعض السلع والمنتجات الزراعية "البندورة والعنب والخيار والتفاح والكمثرى والفراولة والكوسا والخس"، التي بلغت قيمتها من الصادرات نحو 875 مليون دولار قبل عام 2015، حصة البندورة منها 259 مليون دولار.
وهذا ما دفع تركيا إلى الرد على استمرار حظر استيراد بعض المنتجات، بإيقاف إصدار تراخيص استيراد زيت عباد الشمس، والقمح، والذرة من روسيا، التي حاول الطرفان، من خلال جولات تفاوض استضافتها أنقرة وموسكو العام الماضي، إزالة الحظر والقيود والعودة إلى علاقات اقتصادية طبيعية كالتي كانت عليه قبل عام 2015، والتي تكللت (المفاوضات) أخيراً بإعلان المتحدثة باسم هيئة الأمن الغذائي في روسيا، يوليا ميلانو، أن روسيا ستسمح باستيراد الفلفل والباذنجان والخس والرمان والكوسا من تركيا.
وأوضحت الناطقة باسم هيئة الأمن الغذائي الروسية خلال تصريحات صحافية، أنه سيتم رفع القيود عن "الباذنجان، والخس، والرمان، واليقطين" التركية، وسيتم استيرادها ابتداء من تاريخ 5 الشهر الجاري.