تختتم غدا الاثنين، قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى وسط تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتفاقم الحروب التجارية.
وخيمت على أجواء اجتماع قيادات أقوى اقتصادات العالم، خلال اليومين الماضيين، في منتجع بياريتس الفرنسي المطل على المحيط الأطلسي، خلافات كبرى حول السياسات المتعلقة بحماية التجارة وبريكست والضريبة العالمية على عمالقة التكنولوجيا الرقمية وتغير المناخ وغيرها من الملفات الاقتصادية الساخنة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذهب إلى فرنسا لحضور القمة، بعد ساعات من تصعيده الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، مما أصاب الأسواق المالية بالفزع.
ووسط تصاعد الخلافات حول هذه الملفات خرج ترامب، اليوم الأحد، ليقول إنه على وفاق كبير مع حلفائه الغربيين خلال قمة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى في فرنسا، نافيا صحة التقارير التي أشارت لوجود خلافات بين الزعماء أثناء التحضير لمناقشة مشكلات التجارة العالمية.
وكتب ترامب على تويتر قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإجراء محادثات ثنائية تركز على التجارة "قبل وصولي إلى فرنسا، كانت الأنباء الزائفة والشائنة تقول إن العلاقات مع الدول الست الأخرى في مجموعة السبع متوترة للغاية، وإن الاجتماعات التي ستعقد على مدى يومين ستكون كارثة".
وأضاف "نحن نعقد اجتماعات جيدة جدا، والزعماء على وفاق كبير وبلدنا على المستوى الاقتصادي يبلي بلاء حسنا- حديث العالم!".
سيناريو آخر للحرب التجارية
حسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، الأحد، قال ترامب إنه كانت لديه أفكار ثانية حول تصعيد الحرب التجارية مع الصين.
وسئل ترامب، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأحد، في قمة مجموعة السبع، عما إذا كان لديه "أي أفكار ثانية حول تصعيد الحرب التجارية" مع الصين، بعد أن أعلن عن ارتفاع الرسوم الجمركية في وقت متأخر من يوم الجمعة. أجاب ترامب "نعم، بالتأكيد، لماذا لا؟" وقال "لدي أفكار ثانية حول كل شيء"، وجاء ذلك دون أن يفصح عن طبيعة السيناريو الآخر للتصعيد.
وتعد تصريحات الرئيس الأميركي هي الأحدث في المعركة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث يواصلان تصعيد الضغوط مع ظهور علامات التحذير على خطر حدوث ركود عالمي مخيف أعاد للأذهان أجواء الأزمة المالية التي اندلعت في عام 2008، حسب مراقبين.
تصاعد الخلافات
ويأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه الخلافات بين واشنطن وبكين عقب فرض ترامب رسوما جديدة. وحسب وكالة الأنباء الصينية شينخوا، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أمس، إن الصين تعارض بشدة إعلان الولايات المتحدة مواصلة رفع الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة حوالي 550 مليار دولار.
وأضاف المتحدث أن "الأعمال الأحادية وأعمال التنمر المتعلقة بالحمائية التجارية والضغط الهائل تتعارض مع التوافقات التي توصل إليها رئيسا الصين والولايات المتحدة، كما أنها تتعارض مع مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة".
وتابع: "تحث الصين الولايات المتحدة بشدة على عدم إساءة تقدير الوضع أو الاستهانة بإصرار الشعب الصيني. ويجب أن تتوقف على الفور عن ممارساتها الخاطئة أو تتحمل جميع العواقب".
اتفاقات ثنائية
وفي الوقت الذي تستعر فيه الحروب التجارية والخلافات حول العديد من الملفات المطروحة على قمة السبع، أعلن الرئيس الأميركي عن احتمال التوصل "سريعاً" إلى اتفاق تجارة "كبير جداً" مع بريطانيا، وذلك عقب أول محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ تولي الأخير مهامه.
وفي إطار الاتفاقات الثنائية، اتفق توشيميتسو موتيغي الوزير الياباني المسؤول عن المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة وروبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأميركي على الخطوط العريضة للمفاوضات التجارية بين البلدين، خلال اجتماع عقداه في واشنطن.
واتفق المسؤولان على ألا تزيد التعريفات الجمركية التي تفرضها اليابان على المنتجات الزراعية الأميركية عن المستويات التي تفرضها على الدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ.