انخفضت اليوم الأربعاء، مؤشرات أسواق الأسهم العالمية، كما انحسرت مكاسب أونصة الذهب بعد صعود قوي، فيما عاود الدولار صعوده، إثر تصريحات لرئيس المصرف المركزي الأميركي جيروم باول، انهارت معها الرهانات على خفض كبير وقريب لأسعار الفائدة.
في السياق، ارتفع الدولار اليوم الأربعاء، في الوقت الذي تضاءلت فيه التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة الأميركية بعد تصريحات مسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي)، حيث أكد رئيسه باول استقلالية البنك عن الرئيس دونالد ترامب، الذي يضغط باتجاه إجراء تخفيضات لأسعار الفائدة.
وانخفض الدولار الأسبوع الماضي بعد أن فتح صانعو السياسات الباب أمام خفض لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فيما يعتقد بعض المتعاملين أن المركزي الأميركي ربما يخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس الشهر المقبل.
لكن التعليقات الصادرة أثناء الليل قلصت تلك التوقعات، ما دفع الدولار للارتفاع من أدنى مستوى في 3 أشهر مقابل سلة من العملات الأخرى في الجلسة السابقة إلى 95.843. وارتفع المؤشر 0.1% إلى 96.273، وفقا لرويترز.
وتصدر الدولار النيوزيلندي قائمة الرابحين في التعاملات المبكرة في لندن مقابل الدولار. وربح الدولار النيوزيلندي 0.4% مرتفعا إلى 0.6661 دولار من 0.6536 دولار بعد أن أبقى بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة دون تغيير عند 1.5% في اجتماعه بشان السياسة النقدية، رغم أنه لمّح إلى أن إجراء خفض آخر غير مستبعد.
وظل الجنيه الإسترليني قرب أدنى مستوى في 5 أشهر عند 1.2669 دولار، بعدما أكد بوريس جونسون، الذي يتصدر سباق خلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التزامه بمغادرة بلاده للاتحاد الأوروبي سواء باتفاق أو من غير اتفاق بحلول 31 أكتوبر/تشرين الأول.
هبوط مؤشرات الأسهم
في نطاق آخر، تراجعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، بعد انهيار الرهانات على خفض كبير للفائدة الأميركية بمقدار نصف نقطة مئوية بعد رسالة باول التي خففت من أثرها نتائج قوية لشركة ميكرون تكنولوجي لصناعة الرقائق.
وكان باول صرح أمس الثلاثاء بأن البنك المركزي "بمنأى عن الضغوط السياسية القصيرة الأمد"، متصديا بذلك لضغوط ترامب لخفض سعر الفائدة.
وبحلول الساعة 7:06 بتوقيت غرينتش، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3%. وجاء أداء قطاع البنوك، الذي على خلاف قطاعات السلع الاستهلاكية وشركات التجزئة أو الصناعات التحويلية يستفيد من أسعار الفائدة العليا، أفضل من أداء السوق.
وحققت شركة "ميكرون" نتائج أفضل من المتوقع أثناء الليل مما دعم شركات أشباه الموصلات على مستوى العالم، حيث ارتفعت أسهم "انفينيون" و"سيلترونيك" و"ديالوغ سيمي" و"إيه.إم.إس" بنسب بين 0.6 و1.3%.
وصعد سهم "تيسن غروب" 3% ليكون ضمن الأعلى ارتفاعا على المؤشر الرئيسي بفعل تقرير بشأن عرض استحواذ محتمل من شركة كون للاستحواذ على شركة صناعة المصاعد الألمانية.
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية 0.5% ليغلق على 21086.59 نقطة. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6% إلى 1534.34 نقطة.
وجاء أداء شركات صناعة الرقائق مخالفا للضعف العام في السوق، حيث ارتفع القطاع بعدما أعلنت شركة "ميكرون تكنولوجي" أمس الثلاثاء أنها استأنفت بعض شحنات الرقائق الدقيقة لشركة "هواوي تكنولوجيز"، مضيفة أنها لا تزال تتوقع تعافي الطلب على رقائقها في وقت لاحق من العام الحالي.
وصعد سهم "طوكيو إلكترون" 2.2%، وارتفع سهم أدفانتست كورب 3.5%. وتراجعت أسهم شركات التصدير الأخرى، حيث نزل سهم "هوندا موتور" 1.3%، وانخفض سهم "دايكن إندستريز" 1.1%، وسهم "كانون" 2.6%.
وقفز سهم "ليكسيل غروب" 16% بعدما أعيد رئيسها التنفيذي السابق أمس الثلاثاء إلى منصبه بدعم من المساهمين في اجتماع الجمعية العمومية السنوية، وهو ما اعتبر نصرا لمساهمي الأقلية.
غير أن وول ستريت فتحت على ارتفاع اليوم الأربعاء، مدعومة بنتائج أعمال قوية لشركة "ميكرون" لصناعة الرقائق أسهم التكنولوجيا بينما عززت تصريحات وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين التفاؤل بشأن إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 0.19% إلى 26599.42 نقطة، وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.30% إلى 2926.07 نقطة، وناسداك المجمع 0.62% إلى 7933.93 نقطة.
نزول الذهب من ذروة 6 أعوام
وفي سوق المعادن الثمينة، نزلت أسعار الذهب ما يزيد عن 1% اليوم الأربعاء، مبتعدة عن ذروة 6 أعوام التي بلغتها في الجلسة السابقة.
وبحلول الساعة 7:14 بتوقيت غرينتش، نزل سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 1406.91 دولارات متجها صوب تسجيل أول انخفاض في 7 جلسات.
وبلغت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ 14 مايو/أيار 2013 عند 1438.63 دولارا في الجلسة السابقة. وهبط الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.6% إلى 1410.6 دولارات، وفقا لبيانات رويترز.