البورصات "تفرمل" هبوطها مع تعافي أسهم التكنولوجيا... لكن المخاوف مستمرة

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
21 نوفمبر 2018
AFDBDFCE-2995-4BEA-86AD-5297B4D65E9F
+ الخط -
رغم عكس البورصات الأوروبية والأميركية مسارها صعوداً، اليوم الأربعاء، بعد سلسلة تراجعات حادة على مدى الأيام الماضية، تضاعف القلق من حدوث انهيار كبير في أسواق المال العالمية، مع تزايد التوتر بين بكين وواشنطن على خلفية الحرب التجارية التي تدور رحاها منذ أكثر من عام، والتغيير في السياسة النقدية الأميركية، من سياسة التيسير الكمي إلى سياسة التشديد النقدي، التي تعني رفع سعر الفائدة.

فإضافة إلى عوامل أخرى، من بينها تداعيات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، التي منحت الحزب الديمقراطي أغلبية في مجلس النواب، والتي تعني بالنسبة للمستثمرين أن الحوافز الضريبية التي وعد بها الرئيس دونالد ترامب ربما لا تحدث، لأن الحزب الديمقراطي يعارض ارتفاع الدين العام الأميركي، يتوقع خبراء أسواق ومصارف استثمارية أن تتواصل عمليات "التصحيح المؤلم" في سوق المال الأميركية، ولكنهم يستبعدون حدوث انهيار يقود إلى أزمة مال جديدة على غرار أزمة 2018، بسبب "قوة الاقتصاد الأميركي".

وتقول شركات وساطة أميركية "يسيطر على المستثمرين في الوقت الراهن الهروب من أسهم الأسعار المرتفعة، إلى الموجودات والأصول ذات النوعية العالية بحثاً عن السيولة". 

ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تواصل أسهم التقنية والتكنولوجيا التذبذب الحادّ في "وول ستريت"، بسبب إحساس المستثمرين أنها بلغت الذروة، ومن بين هذه الأسهم آبل وفيسبوك، وأمازون، ونتفليكس وغوغل.


وبحسب بيانات قناة "سي إن إن"، خسر سهم "فيسبوك" نحو 40% من قيمته منذ يوليو/ تموز، ويتداول حالياً حول 130 دولاراً للسهم، فيما تواصل الشركة مواجهة مغادرة عدد من كبار التنفيذيين، وسداد تعويضات كبيرة لهم. كما خسر سهم شركة أمازون أكثر من 25% منذ سبتمبر/ أيلول، ويدور سعر أمازون حالياً حول 1500 دولار للسهم. 

ووفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز"، استفادت سوق "وول ستريت" خلال الأشهر الأخيرة في تفادي حدوث هزة مالية، من استراتيجية المستثمرين في شراء الأسهم لدى نزولها أمل تحقيق مكاسب، التي يطلق عليها "اشترِ السهم النازل ـ باي ذي ديب". لكن يبدو أن هذه الاستراتيجية بدأت تفقد مفعولها خلال الأسبوع الجاري.

في هذا الصدد، قال كبير خبراء الاستثمار بشركة "دي دبليو أس" جورج شوه، إن "المستثمرين يتحولون من شراء السهم النازل إلى بيع السهم المرتفع"، مضيفاً في تعليقاته للصحيفة البريطانية "أنه توجه جديد يضيف مخاطر جديدة للسوق".

من جانبه، يرى مصرف "مورغان ستانلي"، أن استراتيجية شراء "السهم النازل"، أي المنخفض سعره، كانت استراتيجية ناجحة حتى في أيام أزمة المال العالمية عام 2008، ولكنها لا تعمل الآن بسبب تحول السياسة النقدية في أميركا من "التيسير النقدي إلى التشديد النقدي برفع سعر الفائدة".

وذكر المصرف الأميركي، "هذا العام من الواضح أنه ليس عام ركود، ولكن الأنباء السيئة تتواصل فيه".

من جانبها تقول شركة الوساطة الأميركية لاري وويس إن "الهرب الجاري الآن من السوق هو هرب نحو السيولة، ومن الصعب إقناع أي مستثمر بوضع أموال في السوق". 

وتشير كذلك إلى أن مصرف الاحتياط الفدرالي "المركزي الأميركي"، لا يبدي في الوقت الراهن أي نية لتأجيل رفع سعر الفائدة، وهذا يسبّب قلقاً كبيراً لحملة سندات الشركات الأميركية البالغ حجمها 5 ترليونات دولار.

يذكر أن الشركات الأميركية طرحت خلال السنوات الماضية سندات ضخمة للبيع، لجمع تمويلات وشراء أسهمها. 

المؤشرات تعكس مسارها صعوداً

وعكست مؤشرات أسواق المال حركتها اليوم، إذ ارتفعت الأسهم الأوروبية في صعود واسع النطاق شهد تعافي أسهم قطاع التكنولوجيا بعد هبوط حاد سببته المخاوف بشأن الطلب على هواتف آيفون وتقييمات مرتفعة، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم البنوك الإيطالية من أدنى مستوى في عامين.


وقفز المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1%، منهياً موجة هبوط استمرت 5 أيام، وقادت المؤشر إلى الإغلاق بالقرب من أدنى مستوى في عامين الذي سجله الشهر الماضي.

ووفقاً لبيانات رويترز، قفز المؤشر داكس الألماني 1.6%، مسجلاً أقوى أداء يومي منذ 26 يوليو/ تموز الماضي. وارتفع مؤشر قطاع البنوك الإيطالية بما يصل إلى 2.6% بعد أن ذكر تقرير أن نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني ربما يكون منفتحاً على مراجعة ميزانية الحكومة لعام 2019، ما عزّز الآمال في أن تتجنّب البلاد التصادم مع المفوضية الأوروبية.

وأغلق مؤشر البنوك مرتفعاً 2.4%، بعدما سجل أدنى مستوى في نحو عامين يوم الثلاثاء. وكان مؤشر القطاع المصرفي الأوروبي الأوسع نطاقاً من بين أكبر القطاعات الرابحة بارتفاع بلغ 1.8%، بينما قفزت أسهم قطاع التكنولوجيا 2.2% متعافية من أدنى مستوى منذ نهاية فبراير/ شباط.

كذلك قفزت أسهم الشركات الموردة لأبل بقوة، إذ ارتفع سهم إس.تي مايكرو إلكترونيكس 4.2%، وزاد سهم إنفينيون 4.3%، وقفز سهم ايه.إم.إس النمساوية المتخصصة في صناعة الرقائق 9.1%.

لكن مع ذلك، لا تزال الأسهم الأوروبية تعاني من أزمات "بريكست"، وصعود المد اليميني في عدد من الدول على رأسها إيطاليا. وهذا الصعود يهدّد تماسك الكتلة الأوروبية، ويطرح تساؤلات لدى المستثمرين حول شراء سندات الدين الطويلة الأجل في دول منطقة اليورو، التي تخضع لإشراف المركزي الأوروبي وتداول اليورو.

وفي الولايات المتحدة، فتحت الأسهم الأميركية مرتفعة اليوم الأربعاء، بعد هبوط حاد سجلته على مدى يومين، في الوقت الذي تعافت فيه أسهم أبل وشركات تكنولوجيا أخرى وارتفعت أسعار النفط.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 76.01 نقطة، أو ما يعادل 0.31%، إلى 24541.65 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعاً 15.85 نقطة، أو 0.60%، إلى 2657.74 نقطة. وزاد المؤشر ناسداك المجمع 76.68 نقطة، أو 1.11%، مسجلاً 6985.51 نقطة عند الفتح.

ذات صلة

الصورة

منوعات

حذّر الإعلام البريطاني شركة آبل من أن أي إجراء ستتخذه لإدراج أداة حظر الإعلانات في متصفحها سيعرض استدامة التمويل الصحافي للخطر
الصورة

منوعات

يخوض مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ"ميتا" المالكة لـ"فيسبوك" و"إنستغرام"، وإيلون ماسك، مالك "تويتر"، منافسة شرسة، وصلت إلى عرض خوض نزال في ما بينهما في قفص.
الصورة

منوعات

تتيح شركات ناشئة لزبائنها إمكانية البقاء على اتصال افتراضي مع أشخاص فارقوا الحياة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في مجال لا يزال يلفه غموض كبير ويثير تساؤلات كثيرة.
الصورة
لوغو نوكيا الجديد

منوعات

كانت إعادة شركة نوكيا الفنلندية تصميم شعارها الأيقوني طريقتها لتذكير العالم بأنها لم تعد شركة للهواتف، كما لا يزال ينظر إليها في أغلب أنحاء العالم.
المساهمون