كانت إعادة شركة نوكيا الفنلندية تصميم شعارها الأيقوني وتقديمه بشكل جديد، طريقتها لتذكير العالم بأنها لم تعد شركة للهواتف. فالشعار الجديد، الذي أُعلن عنه الشهر الماضي، يتميز بخمسة أشكال مختلفة مجتمعة لتصنع اسم "نوكيا". والخط أكثر أناقة من ذاك الذي كان مستخدماً في السابق، كما استُبدل الأزرق الكلاسيكي بمجموعة متنوعة من الألوان.
ويوم الإعلان عن الشعار الجديد، كتب المدير التنفيذي لـ"نوكيا"، بيكا لوندمارك: "لقد بنينا على تراث الشعار السابق، لكننا جعلناه يبدو أكثر معاصرة ورقمية، ليعكس هويتنا الحالية.. هذه نوكيا، ولكن ليس كما شهِدَنا العالم من قبل".
"نوكيا" لم تعد شركة هواتف
كانت "نوكيا" أكبر بائع للهواتف المحمولة في العالم، قبل أن تجد نفسها تعاني للحاق بركب "آبل" و"سامسونغ" وغيرها في سوق الهواتف الذكية.
بعد التراجع الشديد بِيع قسم الهواتف الذكية من "نوكيا" لشركة مايكروسوفت عام 2014 في صفقة كارثية أفقدت "مايكروسوفت" 8.4 مليارات دولار في العام التالي. منذ ذلك الحين، بدأت الشركة مشواراً طويلاً لتغيير هويتها بعيداً عن الهواتف، بحسب "سي أن أن".
وعلى الرغم من انهيار عالمها الذي بَنَته حول الهواتف، فإن "نوكيا" تحقق اليوم الكثير من إيراداتها من المبيعات بين الشركات، مع خطط لتوسيع وجودها في هذا السوق.
"نوكيا" لم تكن شركة هواتف ولا حتى شركة إلكترونيات
كثيرون لا يعرفون أن "نوكيا" لم تبدأ أصلاً كشركة للإلكترونيات، إذ عند تأسيسها عام 1865 كانت متخصصة في بيع الورق والمنتجات الأخرى التي قد تنتج عن حصاد الغابات التي نمت بالقرب من بلدة نوكيا الصغيرة، في فنلندا.
وعندما أدت إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى زيادة الطلب على مواد البناء، وجدت نوكيا نفسها تعمل مصدراً رئيسياً للمنتجات الورقية والخشبية.
لكن عام 1975، تولى كاري كايرامو منصب الرئيس التنفيذي، وحوّل تركيز "نوكيا" من منتجات الغابات إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.
ما هي "نوكيا" الآن؟
كافحت الشركة لسنوات للتخلي عن ربط اسمها بالهواتف، بينما تركز الآن على تقنيات الشبكات المحمولة والخدمات السحابية.
وتقول مجلة فوربس إن "نوكيا" تأمل تحقيق النمو من خلال بيع خدمات مثل أتمتة (التشغيل الآلي) للمصانع والاتصال اللاسلكي للمؤسسات.
وحدّد بيان لوندمارك ست نقاط تركز عليها "نوكيا" بمهامها الجديدة:
- زيادة حصتها في السوق مع الشركات.
- توسيع حصة الشركات في باقة عملائها.
- اغتنام الفرص بعيداً عن الأجهزة المحمولة، والاستثمار في الملكية الفكرية والبحث والتطوير.
- ضمان مكانة رائدة في جميع القطاعات حيث تقرر المنافسة.
- تنفيذ نماذج أعمال جديدة.
- أن تصبح "المزود المفضل الموثوق به" في المجال.
وبحسب "فوربس"، التحول في الاستراتيجية محفوف بالمخاطر، لأن السوق مليء بمزودي تكنولوجيا المعلومات الكبار الذين يعرضون الخدمات السحابية وتلك الموجهة للمؤسسات على حد سواء.
وأبرز المنافسين هم "أمازون ويب سيرفس"، و"غوغل كلاود"، و"مايكروسوفت أوجور"، بالإضافة إلى الشركات الكلاسيكية مثل "سيسكو"، و"أوراكل"، و "HPE"، و"IBM".