الاتفاق التجاري الأميركي الصيني..في انتظار تنفيذ التعهدات

13 مايو 2017
أصبح موقف ترامب أكثر ليونة حيال بكين(جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -
يشكل الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة مبادرة تهدئة جديدة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيال بكين، لكنه رغم ذلك لم يقنع المشككين. الأمر المؤكد هو أن الإجراءات الأولى "لخطة العمل لمئة يوم" والتي أطلقتها واشنطن وبكين في منتصف أبريل/نيسان، تشير إلى روح التعاون.

بعد وصوله الى البيت الأبيض، أصبح موقف ترامب أكثر ليونة حيال بكين، وتخلى في منتصف أبريل عن اعتبار الصين، أنها بلد يتلاعب بسعر عملته.

وللوهلة الأولى، يبدو هذا الاتفاق التجاري الأميركي الصيني الأول، يؤكد استراتيجية التهدئة ويكشف أولى ثمارها، وقال وزير التجارة الأميركي، ويلبر روس، الجمعة "حققنا في أربعين يوماً تقدماً لم ينجزه المفاوضون السابقون خلال قرن".

في التفاصيل، تنص خطة العمل التي تقع في صفحتين من الحجم الكبير،على رفع الحظر الذي تفرضه بكين على لحوم الأبقار الأميركية منذ 13 عاماً، وفتح الأسواق الصينية تدريجياً أمام الشركات الأميركية المشغلة لأنظمة الدفع.

الغاز مقابل الدواجن

بدوره، قال كريغ أودن، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأبقار الأميركيين في بيان "لا يمكننا أن نقدر كم سيعود ذلك بالفائدة على مربي الماشية الأميركيين".

وأكد أنه ينتظر بفارغ الصبر الاقتراب من "1.4 مليار مستهلك جديد في الصين"، ومع أنه كبير، فإن هذا التقدم ليس جديداً تماماً، فمبدأ رفع الحظر عن لحوم الأبقار أقر في أيلول/سبتمبر الماضي في عهد الرئيس باراك أوباما.

والأمر الوحيد الجديد فعلياً، هو أن قرار تسريع الصادرات المباشرة للغاز الطبيعي الأميركي المسيل إلى الصين أثار ارتياح العاملين في هذا القطاع في الولايات المتحدة.

كذلك، أكد تشارلي ريدل، مدير جمعية منتجي مركز الغاز الطبيعي المسيل أنها "إشارة قوية جاءت من البلدين، أن هناك اهتماماً حقيقياً في استخدام الغاز الطبيعي المسيل الأميركي في الصين".

في المقابل، حصل الصينيون على رفع الحواجز الأميركية عن صادرات الدواجن المعدة مسبقاً، وهو تنازل لا يثير قلق هذا القطاع في الولايات المتحدة.

وقال جيم سامنر مدير، مجلس تصدير الدواجن والبيض الأميركي، وهو تجمع لمنتجي الدواجن لوكالة "فرانس برس" إنها "سوق محدودة جداً ولا نعتقد أن ذلك يمكن أن يسبب أي مشكلة لسوقنا الداخلية". 

مراحل سهلة 

قال دوغلاس بال، الخبير في شؤون الصين في معهد كارنيغي للسلام للوكالة ذاتها، إنه في نهاية المطاف، هذا التقدم الصيني الأميركي "ليس سلبياً، لكنه لا يشكل خطوة عملاقة".

وأضاف "أنها المراحل السهلة ويبقى الآن العمل الكبير"، مشيراً إلى أن "هذه الإجراءات الأولى لا تذكر شيئاً عن الملكية الثقافية وخصوصاً قطاع الصناعات التحويلية الأميركي الذي يعاني من المنافسة الصينية ووعد ترامب بدعمه إذا انتخب رئيساً".

ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن واردات المنتجات التحويلية الصينية مسؤولة عن العجز التجاري الأميركي الهائل في المبادلات مع بكين، الذي بلغ 347 مليار دولار في 2016 ووعدت إدارة ترامب بخفضه.

وقال سكوت بول من تحالف الصناعات التحويلية الأميركية إنه "ليس هناك الكثير عن قطاع الصناعات التحويلية وهذا لا يفاجئني لأنها قضايا يصعب حلها".

وهذا المسؤول مستعد بالتأكيد لمنح البيت الأبيض بعض الوقت، وإن كان التغيير حيال بكين لا يبشر بالخير في نظره.

وأضاف، أن إدارة ترامب "تبني موقفاً أكثر جرأة وتعزيزاً لإمكانية فرض عقوبات تجارية أو قيود من أجل الحصول على تنازلات كبيرة من الحكومة الصينية".

ويوافق عدد من الخبراء على هذا الرأي، مشيرين إلى أن الصين وعلى الرغم من وعودها المتكررة قبل انضمامها الى منظمة التجارة العالمية، لم تحترم تعهداتها فتح سوقها للمنافسة الأجنبية، وأكد دوغلاس بال "أن هناك شكوكاً كبيرة بشأن معرفة ما إذا كانت الصين ستحترم تعهداتها فعلاً".


(فرانس برس)


المساهمون