يفتتح قادة دول مجموعة العشرين، اليوم الجمعة، قمة تستمر يومين في الأرجنتين التي تشهد أزمة اقتصادية، فيما تخيم على أجواء القمة توترات جديدة بشأن أوكرانيا وتزايد الانقسامات بسبب سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التجارة والتغير المناخي.
وأعلن ترامب، أمس الخميس، إلغاء لقاء كان مقرّراً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة على خلفية التوتر المتجدد بين روسيا وأوكرانيا، فيما من المقرر أن يشارك في القمة أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وقع احتجاجات وتظاهرات منددة بسياساته الاقتصادية في بلاده، إضافة إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.
لكن ما هي أبرز الملفات الساخنة المطروحة للمداولات، سواء فوق الطاولة مباشرة وجماعياً، أو في لقاءات ومباحثات على هامش القمة؟
"رسوم ترامب"
بعد فرض رسوم عقابية على سلع صينية والتهديد بفرض المزيد في يناير/ كانون الثاني، يصوب ترامب أيضاً على الصين فيما يستعد للاجتماع برئيسها شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين.
في السياق، قال ترامب أمس الخميس، إنه يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الصين، مضيفاً أنه ليس واثقاً من أنه يريد ذلك، ويحبذ الوضع الحالي للأمور.
وأبلغ ترامب الصحافيين، وهو يغادر البيت الأبيض لحضور قمة الدول العشرين في الأرجنتين واجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، إنه منفتح على إبرام اتفاق تجاري، مضيفاً: "أعتقد أننا قريبون جداً من فعل شيء مع الصين، لكن لا أدري ما إذا كنت أريد ذلك".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة والصين تستكشفان إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري، تجمد بموجبه واشنطن فرض مزيد من الرسوم حتى ربيع 2019، مقابل محادثات جديدة "تبحث تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية الصينية".
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم على جانبي المحيط الهادئ، إنه ليس من الواضح ما إذا كان اجتماع ترامب وشي في بوينس آيرس سيسفر عن أي اتفاق. وقال مصدر مطلع إن المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو، الذي يؤيد تبني موقف صارم تجاه الصين، سيحضر قمة العشرين في الأرجنتين.
الصين تحض على تنازلات
وسيتخلل قمة مجموعة العشرين عدد من المبادرات الدبلوماسية واللقاءات الثنائية بين القادة. وتجري الولايات المتحدة محادثات مع شي جين بينغ السبت لمزيد من الضغط على الصين. وفرض ترامب رسوماً على ما قيمته 250 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة.
وقالت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية، اليوم الجمعة، إن الجانبين يمكن أن يتوصلا الى اتفاق في بوينس آيرس، لكنها حذرت الولايات المتحدة من مغبة زيادة الضغط بشأن التكنولوجيا، وسط اتهامات أميركية لبكين بسرقة الملكية الفكرية.
وكتبت الصحيفة في مقالة افتتاحية: "في حال بروز أهداف أخرى، مثل استغلال النزاع التجاري لخنق النمو الصيني، لن يتم على الأرجح التوصل إلى اتفاقية". وأضافت: "لكن اتفاقية جدية تعني أن يغادر الجانبان مسرورين. على الولايات المتحدة أن تتخلى في عطلة الأسبوع عن مقاربتها المعتادة للعلاقات الدولية والقائلة بأن الفائز يأخذ كل شيء".
خلاف حول المناخ
وتشكل قضايا الالتزام للتخفيف من تداعيات التغير المناخي نقطة خلاف أخرى. وانتقد ماكرون الخميس الذين يرغبون في مواجهة التحديات الاقتصادية بـ"بخطابات نارية والانعزال وإغلاق الحدود".
وحذر من أن فرنسا قد ترفض المضي قدماً في اتفاق تجارة مع مجموعة "مركورسور" الأميركية الجنوبية في حال انسحب الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جاير بولسونارو من اتفاق باريس للمناخ.
وأعلن ترامب قبل أشهر انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ. وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أن التغير المناخي يكاد يصبح أكبر عقبة أمام اتفاق حول صدور بيان مشترك في بوينس آيرس عندما تختتم القمة السبت.
وانتهت قمتان كبيرتان هذا العام لمجموعة الدول السبع ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا- المحيط الهادئ، من دون صدور البيانات الروتينية، بسبب خلاف بين ترامب ومضيفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالنسبة إلى قمة مجموعة السبع.
وقال المفاوض الكندي السابق توماس بيرنس من مركز أبحاث حول الحوكمة الدولية يتخذ من أونتاريو مقراً "هل سنحصل على بيان؟ إنه فعلاً سؤال مفتوح".
توتر بشأن أوكرانيا
وتنعقد قمة مجموعة العشرين، أيضًا، وسط توترات سياسية دولية، ستفرض نفسها على لقاءات الزعماء، على الرغم من أنّ القمة اقتصادية. وقد ألغى ترامب أمس الخميس لقاءه المقرّر مع نظيره الروسي بسبب توقيف خفر السواحل الروس سفناً وبحارة أوكرانيين، على خلفية التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا. وكتب ترامب على حسابه على "تويتر"، "استناداً إلى واقع أنّ السفن والبحارة لم يعودوا الى أوكرانيا من روسيا، فقد قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّراً سابقاً في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين". وأضاف "أنا أتطلّع لقمّة مفيدة مجدداً حين يتمّ حلّ هذا الوضع!".
وأسف الكرملين لقرار ترامب، وقال الناطق باسمه "هذا يعني أن المحادثات حول قضايا دولية وثنائية خطيرة ستؤجل إلى ما لا نهاية"، مؤكداً أن الرئيس الروسي لا يزال "مستعداً لإجراء اتصالات مع نظيره الأميركي".
مناورة بن سلمان للتنصّل من "خاشقجي"
ولعلّ من أبرز الملفات الدولية الساخنة التي ستفرض نفسها بقوة على أعمال القمة، محاولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تلميع صورته، والتنصّل من مسؤولياته المشكوك فيها بإطار التحقيقات المرتبطة بجريمة اغتيال الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
اقــرأ أيضاً
إذ يبذل بن سلمان جهوداً حثيثة لإجراء لقاءات مع أكبر عدد ممكن من القادة المشاركين، سعياً لتلميع صورته بإطار حملة علاقات عامة بدأها في الآونة الأخيرة ولا يبدو أنه جنى ثماراً منها، سوى الدعم المستمر الذي يتلقاه من الرئيس ترامب وكبار مسؤولي إدارته.
"أوسمكا"
وقبيل انطلاق أعمال القمة، سيبدأ شعار ترامب "أميركا أولاً" بجني ثماره مع التوقيع على النسخة المعدلة من اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا).
وتبدو الاتفاقية المعدلة التي أطلق عليها اسم "اتفاقية الولايات المتحدة- المكسيك- كندا" (أوسمكا) إلى حد كبير شبيهة بالاتفاقية السابقة. لكن تم إدخال تعديلات عليها تسمح لترامب بإعلان النصر باسم العمال الأميركيين الذين يقولون إن "نافتا" خدعتهم.
لكن قد لا تكون الاتفاقية الجديدة الحدث الكبير. فالتوقيع عليها سيكون من جانب المفاوضين التجاريين الكبار من الدول الثلاث وليس من جانب الرؤساء المشاركين في قمة العشرين.
وعملياً، وقعت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك اليوم الجمعة، اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية خلال حفل رسمي نظم على هامش قمة المجموعة.
وقال الرئيس الأميركي: "هذا نموذج اتفاق للتبادل الحر سيغير الخارطة التجارية بالنسبة للجميع"، في إشارة الى الاتفاقية التي كانت موضع مفاوضات شاقة بين الدول الثلاث بضغط من دونالد ترامب.
والاتفاقية الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي أبرمت في 30 سبتمبر/أيلول تحل محل اتفاقية التبادل الحر لاميركا الشمالية السارية منذ 1994، والتي قرر الرئيس الأميركي الانسحاب منها.
وكان المفاوضون من الدول الثلاث توصلوا إلى اتفاق بعد ماراتون من المحادثات بدأ في مطلع سبتمبر. وتوصل الاطراف الثلاثة أخيرا إلى تسوية حول عدد من المسائل الحساسة وخصوصا في ما يتعلق بالسيارات والزراعة.
احتجاجات مضادة
وبعد التوقيع على اتفاقية "أوسمكا" وافتتاح الرئيس الأرجنتيني ماوريتسيو ماكري اليوم الأول من القمة، يتوقع أن تخرج تظاهرة حاشدة في وسط بوينس آيرس بعد ظهر اليوم الجمعة.
وترزح الأرجنتين تحت وطأة تضخم وبطالة بسبب أزمة اقتصادية حصلت في أعقابها من صندوق النقد الدولي على خطة إنقاذ لا تحظى بتأييد شعبي.
وقال الحلاق آريل فييغاس (47 عاماً) خلال تظاهرة أمام مبنى الكونغرس الأرجنتيني "هناك الكثيرون الذين ليس لديهم بيوت أو عمل. إنهم (قادة مجموعة العشرين) لا يركّزون على الناس الذين لديهم احتياجات".
وتوعدت الحكومة بعدم التساهل مع أعمال العنف خلال استضافتها أكبر تجمع دولي، وتقول إنها حصلت على وعود من منظمي التظاهرات بالحفاظ على الهدوء في الشارع.
وستكون المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من بين القادة الذين سيلتقون ترامب الجمعة. لكنها لن تحضر الافتتاح بعد أن أُجبرت طائرتها على القيام بهبوط اضطراري في كولونيا بسبب مشكلة فنية.
وأقلعت طائرة تابعة لشركة الطيران الإسبانية "ايبيريا" تقل ميركل من مدريد التي قصدتها من كولونيا، الجمعة متوجهة إلى بوينس آيرس. وقد يعقد غيابها المؤقت محاولات ماكرون بناء جبهة أوروبية ضد ترامب في اجتماع صباح الجمعة لقادة الاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة.
مناورة بن سلمان للتنصّل من "خاشقجي"
ولعلّ من أبرز الملفات الدولية الساخنة التي ستفرض نفسها بقوة على أعمال القمة، محاولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تلميع صورته، والتنصّل من مسؤولياته المشكوك فيها بإطار التحقيقات المرتبطة بجريمة اغتيال الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
إذ يبذل بن سلمان جهوداً حثيثة لإجراء لقاءات مع أكبر عدد ممكن من القادة المشاركين، سعياً لتلميع صورته بإطار حملة علاقات عامة بدأها في الآونة الأخيرة ولا يبدو أنه جنى ثماراً منها، سوى الدعم المستمر الذي يتلقاه من الرئيس ترامب وكبار مسؤولي إدارته.
"أوسمكا"
وقبيل انطلاق أعمال القمة، سيبدأ شعار ترامب "أميركا أولاً" بجني ثماره مع التوقيع على النسخة المعدلة من اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا).
وتبدو الاتفاقية المعدلة التي أطلق عليها اسم "اتفاقية الولايات المتحدة- المكسيك- كندا" (أوسمكا) إلى حد كبير شبيهة بالاتفاقية السابقة. لكن تم إدخال تعديلات عليها تسمح لترامب بإعلان النصر باسم العمال الأميركيين الذين يقولون إن "نافتا" خدعتهم.
لكن قد لا تكون الاتفاقية الجديدة الحدث الكبير. فالتوقيع عليها سيكون من جانب المفاوضين التجاريين الكبار من الدول الثلاث وليس من جانب الرؤساء المشاركين في قمة العشرين.
وعملياً، وقعت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك اليوم الجمعة، اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية خلال حفل رسمي نظم على هامش قمة المجموعة.
وقال الرئيس الأميركي: "هذا نموذج اتفاق للتبادل الحر سيغير الخارطة التجارية بالنسبة للجميع"، في إشارة الى الاتفاقية التي كانت موضع مفاوضات شاقة بين الدول الثلاث بضغط من دونالد ترامب.
والاتفاقية الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي أبرمت في 30 سبتمبر/أيلول تحل محل اتفاقية التبادل الحر لاميركا الشمالية السارية منذ 1994، والتي قرر الرئيس الأميركي الانسحاب منها.
وكان المفاوضون من الدول الثلاث توصلوا إلى اتفاق بعد ماراتون من المحادثات بدأ في مطلع سبتمبر. وتوصل الاطراف الثلاثة أخيرا إلى تسوية حول عدد من المسائل الحساسة وخصوصا في ما يتعلق بالسيارات والزراعة.
احتجاجات مضادة
وبعد التوقيع على اتفاقية "أوسمكا" وافتتاح الرئيس الأرجنتيني ماوريتسيو ماكري اليوم الأول من القمة، يتوقع أن تخرج تظاهرة حاشدة في وسط بوينس آيرس بعد ظهر اليوم الجمعة.
وترزح الأرجنتين تحت وطأة تضخم وبطالة بسبب أزمة اقتصادية حصلت في أعقابها من صندوق النقد الدولي على خطة إنقاذ لا تحظى بتأييد شعبي.
وقال الحلاق آريل فييغاس (47 عاماً) خلال تظاهرة أمام مبنى الكونغرس الأرجنتيني "هناك الكثيرون الذين ليس لديهم بيوت أو عمل. إنهم (قادة مجموعة العشرين) لا يركّزون على الناس الذين لديهم احتياجات".
وتوعدت الحكومة بعدم التساهل مع أعمال العنف خلال استضافتها أكبر تجمع دولي، وتقول إنها حصلت على وعود من منظمي التظاهرات بالحفاظ على الهدوء في الشارع.
وستكون المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من بين القادة الذين سيلتقون ترامب الجمعة. لكنها لن تحضر الافتتاح بعد أن أُجبرت طائرتها على القيام بهبوط اضطراري في كولونيا بسبب مشكلة فنية.
وأقلعت طائرة تابعة لشركة الطيران الإسبانية "ايبيريا" تقل ميركل من مدريد التي قصدتها من كولونيا، الجمعة متوجهة إلى بوينس آيرس. وقد يعقد غيابها المؤقت محاولات ماكرون بناء جبهة أوروبية ضد ترامب في اجتماع صباح الجمعة لقادة الاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة.