نقص قطع الغيار والسلع الوسيطة بسبب "كورونا" يهدد قطاع الصناعة العالمي​

03 مارس 2020
الاقتصاد العالمي يواجه أكبر اختبار منذ الأزمة المالية (Getty)
+ الخط -

انعكست أزمة فيروس كورونا الجديد سلبا على قطاع الصناعة العالمي، خاصة مع حدوث نقص ملحوظ في قطع الغيار والسلع الوسيطة.

وحسب إحصاءات صدرت عن بنك "جيه بي مورغان"، أمس الإثنين، فقد انكمش نشاط التصنيع حول العالم خلال شهر فبراير/شباط الماضي بأكبر وتيرة في 11 عامًا، مع تأثير تفشي الفيروس سلبًا على الطلب وسلاسل التوريد والتجارة.

وتراجع مؤشر "جيه بي مورغان" لمديري المشتريات العالمي إلى 47.2 نقطة في فبراير، بعد نموه على مدار ثلاثة أشهر، كما انخفض الإنتاج بأكبر وتيرة في عشرين عامًا، وانخفضت أيضًا طلبيات التصدير الجديدة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه أكبر اختبار منذ الأزمة المالية العالمية، في ظل تفشي فيروس "كورونا" خارج الصين.

وأكد بنك غولدمان ساكس أن العالم يواجه أكبر صدمة في الطلب على السلع منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 بسبب تفشي فيروس "كورونا".

وقال رئيس أبحاث السلع في البنك، جيفري كوري، إن تعطل النشاط الاقتصادي في الصين تسبب في تراجع الطلب على النفط بنحو أربعة ملايين برميل يوميًا، مقارنة بخمسة ملايين برميل يوميًا في فترة الكساد الكبير في عامي 2008 و2009.

وأضاف أنه تم إلغاء حوالي 45% من عمليات الإبحار المقررة للحاويات من آسيا إلى أوروبا في الأسابيع الأربعة التي تلت عطلة العام القمري الجديد في الصين في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وهذا يعني أن زيادة النشاط الصيني في مارس/آذار الجاري قد تكون بطيئة.

وأشار كوري إلى أن الذهب لديه مناعة ضد الأزمات، وتفوق على الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني.

وفي اليابان، قررت شركة هوندا لتصنيع السيارات خفض إنتاجها المحلي بصورة مؤقتة بضغطٍ من صعوبة الحصول على قطع غيار السيارات من الصين اللازمة لعملية التصنيع وسط تفشي "كورونا"، حيث سيبدأ تنفيذ هذا القرار اعتبارًا من الشهر الجاري مع انخفاض الإنتاج بمقدار بضع مئات من المركبات في مصنعها بمدينة سايتاما اليابانية.

وقالت شركة هوندا في تصريحات لوكالة "رويترز"، إنها عدلت خطتها الإنتاجية في مصنعين في سايتاما، ومع ذلك أكدت أن التأثير الناتج عن هذا الإجراء سيكون محدودًا.

وتراجعت مبيعات السيارات في اليابان بأكثر من 10% على أساس سنوي خلال فبراير إلى 430.185 سيارة متأثرة بتفشي فيروس "كورونا".

وفي الولايات المتحدة، انخفض نشاط القطاع الصناعي إلى أدنى مستوياته منذ أواخر 2019 خلال الشهر الماضي في ظل تصاعد المخاوف المتعلقة بانتشار "كورونا"، وفقًا للبيانات الصادرة عن معهد إدارة التوريدات.


وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 50.1 نقطة خلال فبراير/شباط مقابل القراءة السابقة عند 50.9 نقطة في يناير/كانون الثاني، والتوقعات التي أشارت إلى انخفاضه عند 50.8 نقطة، ولكنه ما زال أعلى من مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.

كما انخفض مؤشر الطلبيات الجديدة إلى 49.8 نقطة خلال الشهر المنصرم مقارنة مع 52 نقطة في يناير، فيما ارتفع مؤشر التوظيف على نحو طفيف إلى 46.9 نقطة.

وفي تطور متعلق بالقطاع الصناعي العالمي، ألغت الجهة المنظمة لـ"أسبوع سيسكو للنحاس" في مدينة سانتياغو التشيلية فعاليات المؤتمر المقرر انعقاده في 23 مارس/آذار، بسبب المخاوف المتعلقة بانتشار "كورونا".

وقال مركز دراسات النحاس والتعدين المنظم للمؤتمر، أمس الإثنين، إن حالة عدم اليقين التي تسبب بها فيروس كورونا دفعت إلى اتخاذ قرار بإلغاء فعاليات المؤتمر.

يُذكر أن المؤتمر يضم سنوياً عدداً من أكبر الأسماء في صناعة النحاس حول العالم لمناقشة آفاق السوق.

المساهمون