أزمة الحليب في الجزائر تنعش السوق السوداء برمضان

07 يوليو 2014
الجزائر يزيد وارداته من الحليب (أرشيف/بلومبرج/getty)
+ الخط -

شهدت عدة مدن جزائرية نقصاً في الحليب، الذي يرتفع الإقبال عليه خلال شهر رمضان، بسبب انخفاض الطاقة الإنتاجية للبلاد، التي أقدمت على تكثيف وارداتها من هذه السلعة خلال الأشهر الأخيرة، وسط انتعاش السوق السوداء.

ويضطر الجزائريون منذ بداية شهر رمضان إلى التوجه في وقت مبكر من الصباح إلى محلات بيع أكياس الحليب المبستر المدعوم حكومياً، والذي يبلغ سعر الكيس منه 25 ديناراً جزائرياً، فيما يصل سعر الحليب المعلب إلى ثلاثة أضعاف كيس الحليب، لكونه ينتج من مؤسسات غير حكومية.

ويتوقع عاملون في صناعة الحليب، أن تستمر الأزمة، بسبب تقلص إنتاج مجمع عمومي للحليب بنسبة تجاوزت 40 بالمائة خلال الأيام التي سبقت شهر رمضان.

وقال ممثل الموزعين بمجمع حليب "كوليتال" العمومي، أمين بلور، إن الأزمة الحالية ستمتد إلى ما بعد شهر رمضان.

وتراجع إنتاج المجمع إلى أقل من 300 ألف ليتر يومياً، مقابل 480 ألف ليتر يومياً قبل شهر رمضان، فيما يتجاوز الطلب 500 ألف ليتر يومياً.

وبحسب تجار، شهدت السوق السوداء انتعاشاً كبيراً لمسحوق الحليب المدعوم، الممنوع من التداول بالسوق.

وتشير مصادر من وزارة الفلاحة طلبت عدم ذكر هويتها لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأموال التي خسرتها الجزائر خلال العشر سنوات الأخيرة جراء عدم تمكنها من تحقيق اكتفاء في الحليب تتجاوز 15 مليار دولار، منها 5 مليارات دولار وجهت لدعم حليب البودرة الذي يذهب في النهاية إلى جيوب المربين والمنتجين في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا.

وأضافت المصادر أنه بإمكان الجزائر تحقيق الاكتفاء في مجال الحليب الطازج ومشتقاته واللحوم الحمراء ومشتقاتها والجلود خلال 5 إلى 7 سنوات على أقصى تقدير في حال قامت بإعادة توجيه فاتورة استيراد البودرة نحو استيراد الأبقار الحلوب وتطوير السلالات المحلية وتطوير زراعة الأعلاف في المناطق السهلية في مناطق الجنوب.

ويكفي مبلغ مليار دولار لاستيراد 400 ألف رأس من أجود أنواع الأبقار المنتجة للحليب، حسب المصادر في وزارة الفلاحة.

وتسمح عملية رعاية هذا العدد من الابقار بخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل في كامل سلسلة الإنتاج من التربية إلى توفير الأعلاف والرعاية الصحية إلى إنتاج الحليب وجمعه ونقله وتحويله.

وحسب هيئة الجمارك الجزائرية، بلغت واردات الجزائر من مسحوق الحليب خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية 784.9 مليون دولار، مقابل 487.4 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 61 بالمئة.

وأفاد المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصائيات، مطلع يوليو/تموز الجاري بأن كميات مسحوق الحليب المستوردة خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية بلغت 154.7 طناً، مقابل 128.9 طناً خلال الفترة نفسها من العام 2013، مرتفعة بنسبة 20 بالمئة.

الدولار = 79.48 ديناراً جزائرياً.

دلالات
المساهمون