ارتباك مصري في التعامل مع شحنة قمح روسي مصابة بالإرجوت

03 يونيو 2018
السلطات المصرية تسمح بفحص قمح روسي مصاب بالأرجوت(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد 3 أيام من تأكيد متحدث باسم وزارة الزراعة المصرية أن بلاده رفضت شحنة قمح روسية لاحتوائها على مستويات زائدة من فطر الإرجوت، عدلت السلطات عن موقفها، حيث قالت مصادر رسمية وتجارية إنه سيتم إعادة فحص شحنة قمح روسية حجمها 63 ألف طن بعد أيام من رفضها بسبب مستويات زائدة من فطر الإرجوت الشائع وجوده في الحبوب.

وحسب المصادر فقد تم إرسال عينات من ميناء سفاجة على البحر الأحمر إلى المختبرات المركزية في العاصمة القاهرة.

وقال مسؤولون في ميناء مصري لرويترز، اليوم الأحد، إن شحنة القمح الروسي التي تم وقفها في الميناء الأسبوع الماضي لاحتوائها على فطر الإرجوت الشائع في الحبوب تحتوي على مستويات ضمن الحدود المقبولة للفطر، وسيتم السماح بدخول الشحنة إلى البلاد.

كانت الشحنة البالغ حجمها 63 ألف طن قد تم وقفها في ميناء سفاجا المطل على البحر الأحمر بعدما تبين احتواؤها على الإرجوت بنسبة 0.06%، بما يتجاوز قليلا الحد الأقصى المسموح به البالغ 0.05%.

لكن المسؤولين قالوا إن العينات التي أرسلت إلى مختبر في القاهرة أظهرت احتواءها على نسبة أقل من الإرجوت، وأمرت السلطات بالإفراج عن الشحنة.

كانت مصر، أكبر مشتر للقمح في العالم، قالت يوم الخميس الماضي إن الشحنة المبيعة إلى الهيئة العامة للسلع التموينية قد احتوت على الإرجوت بنسبة 0.06% وهو ما يزيد قليلا على الحد الأقصى المسموح به، وفقا لقواعد المناقصات الحكومية المصرية.

والشحنة المرفوضة هي الرابعة التي تتعطل في الأسابيع الأخيرة، لكنها الأولى بسبب الإرجوت. والشحنات الأربع نحو 250 ألف طن، وقد يتعين على هيئة السلع المصرية الآن تعويض تلك الكمية من الأسواق العالمية.

وحسب المصادر الحكومية فإنه من المستبعد أن تواجه البلاد أي نقص وشيك في القمح في حال رفض القمح الروسي، حيث اشترت الحكومة بالفعل ثلاثة ملايين طن من الكمية المستهدفة من القمح المحلي البالغة 3.5 ملايين طن، ويغطي الاحتياطي الاستراتيجي حاجة البلاد لخمسة أشهر.

وكانت النيابة الإدارية قد وجهت قبل أيام اتهامات لنائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية وموظفين آخرين بارتكاب مخالفات مالية وإدارية. وإذا أُدين نائب رئيس الهيئة، فسيواجه غرامات محتملة والفصل من وظيفته.

وقال تاجر في القاهرة "يبدو أن الروس مارسوا بعض الضغط".

ومصر أكبر سوق للقمح الروسي وأكثرها أهمية. وقالت الهيئة المشرفة على سلامة المنتجات الزراعية في روسيا إنها سترسل فريقا من الخبراء إلى مصر.

وأربكت مصر التجار في السنوات الأخيرة بتطبيقها معايير استيراد صارمة، وعلى وجه الخصوص اشتراط خلو القمح المستورد تماما من أي نسبة للإرجوت، لكنها سمحت في وقت لاحق بوجود النسبة الشائعة عالميا البالغة 0.05 %، بعدما أحجم موردون رئيسيون عن المشاركة في المناقصات الحكومية.

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية حامد عبد الدايم يوم الخميس إن السلطات رفضت شحنة القمح الروسية لاحتوائها على مستويات زائدة من فطر الإرجوت، وهي الأحدث في بضع شحنات تعطلت في الفترة الأخيرة.

وأضاف عبد الدايم أن الشحنة البالغة 63 ألف طن، والمبيعة إلى الهيئة العامة للسلع التموينية، احتوت على الإرجوت بما يزيد بشكل طفيف على الحد الأقصى المسموح به وفقا لقواعد المناقصات الحكومية المصرية.

وقال عبد الدايم إن الشركة المسؤولة عن الشحنة تلتمس إعادة تحليلها، لكن إدارة الحجر الزراعي المصرية رفضت الطلب، مما يجعل من المرجح إعادة تصدير الشحنة.


لكن تجار حبوب قالوا إن ذلك قد يكون باهظ التكلفة لأن الصوامع في ميناء سفاجا على البحر الأحمر، حيث توجد الشحنة، غير مجهزة بالمعدات اللازمة لإعادة تحميل الحبوب على السفينة.

وقال المصدر لدى الشركة، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنها ما زالت تضغط على إدارة الحجر الزراعي لإعادة فحص الشحنة.

وأضاف قائلا "قمحنا نظيف ويتماشى بالكامل مع مواصفات المناقصة. تم التأكد من هذا من قبل جميع الجهات الرسمية والشركة الفاحصة عند التحميل".

وقال مصدر لدى الشركة المسؤولة عن الشحنة إن مواصفات القمح تتماشى مع مواصفات المناقصة.

وأيدت المحكمة الإدارية العليا المعيار العالمي هذا الأسبوع، وأوقفت حكما من محكمة أدنى كان أعاد العمل بالحظر الكامل للإرجوت.

ودفعت صعوبات مثل التفتيش الصارم، التجار إلى فرض علاوات باهظة بمئات آلاف من الدولارات في الأسعار التي يقدمونها للفوز بالمناقصات الحكومية المصرية قائلين إن ذلك ضروري للتحوط من المخاطر.

وأبلغ وزير التموين علي المصيلحي رويترز الشهر الماضي أن شحنتين تم التعاقد عليهما مع شركة إيه.أو.إس التي مقرها دبي لم تصلا.

وقال المصيلحي إن شحنة ثالثة من إيه.أو.إس محتجزة في ميناء مصري. وقال مسؤول في الميناء إن القمح محتجز وسط نزاع على الدفع لكن الشركة أحجمت عن التعقيب.

وحسب خبراء أغذية، فإن فطر الأرجوت مضر بالصحة العامة حيث يتسبب فى حدوث اضطرابات عصبية لدى الرجال، ويحتوي الفطر على مركبات كيميائية تزيد من فرص الإصابة بأمراض الكبد، كما يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية، وتقليل تدفق الدم، وعدم وصوله إلى معظم أعضاء الجسم، ويزيد كذلك من حدوث الإجهاض عند المرأة الحامل، كما أنه يفرز في لبن الأمهات فينتقل التسمم إلى الطفل الرضيع، ويعمل على ضيق الأوعية الدموية، وخصوصا التي تغذي الساقين والقدمين، فتزيد من خطر إصابة الأوعية الدموية وحدوث الغرغرينا.

 

دلالات
المساهمون