العقوبات المفروضة على روسيا أثرت بإمدادات الحبوب إلى أفريقيا

06 اغسطس 2024
العقوبات الغربية على روسيا تعطّل صادرات الحبوب - موسكو (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأثير العقوبات على إمدادات الغذاء والأمن الغذائي**: العقوبات على روسيا أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني في أفريقيا بتعطيل إمدادات الحبوب وتفتيت سوق الغذاء العالمية، مما أثر سلباً على الأمن الغذائي.

- **تضخم أسعار الغذاء وتأثير العقوبات**: العقوبات أحادية الجانب تسببت في زيادة كبيرة في تضخم أسعار المنتجات الغذائية في دول مثل أفغانستان وكرواتيا وزيمبابوي، مما زاد من معاناة السكان.

- **مبادرة البحر الأسود وتداعياتها**: مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب الأوكرانية انتهت بعد اعتراض روسيا، مما زاد من تعقيد الوضع الغذائي العالمي.

قالت ألينا دوهان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتأثير السلبي للإجراءات القسرية الانفرادية على التمتع بحقوق الإنسان، لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفستي" إن فرض العقوبات على روسيا له عواقب وخيمة على إمدادات الحبوب إلى أفقر البلدان في أفريقيا، مشيرة إلى تفاقم الوضع الإنساني في القارة السمراء

وأضافت دوهان "الإجراءات القسرية أحادية الجانب تؤدي إلى تفتيت سوق الغذاء العالمية إلى حد كبير، ولها أيضاً تأثير في البلدان النامية، وكان لفرض العقوبات الأحادية الجانب على روسيا تأثير خطير بالقدرة على توريد الحبوب إلى البلدان الأكثر فقراً في أفريقيا، مما ساهم في تدهور الوضع الاقتصادي هناك".

 وتابعت دوهان أنه كجزء من ولايتها، جرى إطلاق مشروع لرصد وتقييم التأثير السلبي للتدابير القسرية الانفرادية والامتثال المفرط على التمتع بحقوق الإنسان. وبحسبها، وفي ظل الإجراءات القسرية الأحادية، يجري أيضاً إعاقة الوصول إلى الأسمدة ولقاحات الماشية والبذور، "مما يقوض أيضاً بشكل خطير الأمن الغذائي"، على حد تعبيرها.

وأوضحت خبيرة الأمم المتحدة أن نتائج الرصد الأولية أظهرت أن فرض العقوبات أحادية الجانب يؤدي إلى زيادة خطيرة في تضخم أسعار المستهلك للمنتجات الغذائية بالنسبة للغالبية العظمى من البلدان الخاضعة للعقوبات، والتي كان هذا المعيار متاحاً لها، وهو مؤشر إنساني آخر تأثر بشكل كبير باعتماد العقوبات أحادية الجانب. وأشارت الخبيرة إلى أن هذه التدابير كانت مؤشراً على شذوذ أسعار الغذاء في أفغانستان وكرواتيا والجبل الأسود وزيمبابوي والصين ومالي ونيكاراغوا والبوسنة والهرسك وبيلاروسيا وإيران.

من جهته، يقول فاديم ميكيف، صحافي روسي، لـ"العربي الجديد": "الغرب لا يفكر في نتائج أفعاله بفرض العقوبات على روسيا، ولا يهتم بتدهور الاقتصاد أو تهديد الأمن الغذائي في الدول النامية، وكل ما يفكر فيه في الوقت الحالي هو محاولة حصار روسيا اقتصادياً". وأضاف ميكيف: "لم تنجح العقوبات الاقتصادية بشكل كامل في حصار روسيا، التي تمكنت من التغلب على كثير من العقوبات، ولكن ما نراه في الوقت الحالي أن العقوبات أصبح لها تأثير واضح بدول كانت تعتمد على روسيا".

وفي وقت سابق، صرحت الممثلة الرسمية للخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الغرب هو المسؤول عن تدمير الأمن الغذائي العالمي، رغم اتهامات واشنطن بمسؤولية وهمية لروسيا في هذا الأمر. وتنص مبادرة البحر الأسود، التي وقعها ممثلو روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 يوليو/تموز 2022، على تصدير الحبوب والأغذية الأوكرانية، وكذلك الأسمدة عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، ومنها ميناء أوديسا. وانتهت صفقة الحبوب في 18 يوليو 2023، عندما أبلغ الاتحاد الروسي تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة باعتراضه على تمديدها.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أكثر من مناسبة، إلى أن الغرب يوجه معظم الحبوب الأوكرانية إلى دوله، وأن الهدف الرئيسي من الصفقة، المتمثل في توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة، بما في ذلك البلدان الأفريقية، لم يتحقق قط. وكانت مبادرة الحبوب جزءاً لا يتجزأ من اتفاق الحزمة.

أما الجزء الثاني، وهو مذكرة روسيا والأمم المتحدة، المصممة لمدة ثلاث سنوات، فقد نصت على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وكان من بين مهامها الرئيسية إعادة ربط بنك روسيلخوزبانك بنظام "سويفت"، واستئناف إمدادات الآلات الزراعية وقطع الغيار والمعدات، وترميم خط أنابيب الأمونيا تولياتي - أوديسا، وعدد من الإجراءات الأخرى. وكما أوضحت موسكو، فإن هذا الجزء من الاتفاق الشامل لم ينفّذ.

المساهمون