قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، إن بلاده لا تعتزم الانسحاب من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، رغم أن بعض الأعضاء "حوّلوا المنظمة إلى محفل سياسي لمواجهة إيران وفنزويلا".
وأوضح زنغنه، في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لوكالة أنباء مجلس الشورى الإسلامي الإيرانية، اليوم السبت، أن "هناك بلدين في المنطقة يبديان عداء نحونا. نحن لسنا عدوا لهما لكنهما يبديان عداء لنا، ويستخدمان النفط كسلاح ضدنا في السوق العالمية".
ولم يذكر وزير النفط الإيراني اسم البلدين، لكن التوترات تصاعدت بين إيران من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى في العام الحالي، بعدما قال البلدان إنهما سيزيدان إنتاج النفط لتعويض غياب الخام الإيراني عن السوق بفعل العقوبات الأميركية.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مايو/أيار 2018، من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وطاولت العقوبات الكثير من القطاعات الإيرانية، لكنها استهدفت بشكل أساسي صادرات النفط، حيث قالت واشنطن إنها تستهدف تصفير هذه الصادرات.
وبهدف وقف مبيعات إيران من النفط بالكامل، أنهت واشنطن، في مايو/أيار الماضي، إعفاءات من العقوبات كانت منحتها لبعض مستوردي الخام الإيراني، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وأفادت بيانات الناقلات ومصدران في قطاع النفط، وفق رويترز، نهاية الشهر الماضي، بأن صادرات إيران من الخام هبطت كثيراً، في مايو/أيار، إلى نحو 400 ألف برميل يومياً. وكانت صادرات إيران من النفط قد بلغت 2.6 مليون برميل يوميا، في إبريل/نيسان من العام الماضي، وفق بيانات وزارة النفط.
وفي إجراء جديد لتوسيع العقوبات، أدرجت الإدارة الأميركية، يوم الجمعة الماضي، أكبر شركة قابضة إيرانية للبتروكيماويات على قائمة العقوبات الخاصة بها، حيث اتهمتها بدعم الحرس الثوري على نحو غير مباشر. وقالت واشنطن إن تلك الخطوة تهدف إلى تجفيف إيرادات الحرس الثوري، لكن محللين وصفوا القرار بأنه رمزي إلى حد كبير.
وطاولت العقوبات الجديدة مجموعة "الخليج الفارسي للصناعات البتروكيماوية" القابضة، و39 شركة تابعة لها، إضافة إلى وكلاء لها خارج إيران، بحسب قناة "الحرة" الأميركية.
وقال مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية لرويترز، إن تأثير العقوبات سيكون محدوداً، مضيفا: "إنها متواضعة. لا أعتقد أن معظم الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات كانت تتعامل معهم على أي حال. إنها طريقة جيدة لإبقاء الضغط السياسي متصدرا الصفحات الأولى".
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال، في بيان، اليوم السبت، إن العقوبات الأميركية على صناعة البتروكيماويات في بلاده "تتنافى مع مبادئ وقواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي".
وبحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" الرسمية، اعتبر موسوي أن "أسبوعا واحدا فقط كان كافيا لإثبات سخافة ادعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتفاوض مع إيران".
وأشار إلى أن سياسة الضغط الأميركية القصوى "سياسة فاشلة جرّبها مرارا رؤساؤها السابقون"، وأنه يمكن لواشنطن التأكد من أنها "لن تحقق أيا من الأهداف المحددة لهذه السياسة".