تشهد سوق المواشي في العاصمة القطريةالدوحة، حركة نشطة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وفي جولة لـ"العربي الجديد" بالسوق كشف التجار عن وفرة في قطيع الخراف والأغنام والإبل والأبقار بأسعار لا تختلف كثيراً عن الموسم السابق. وأكد التجّار، أنهم تجاوزوا الحصار البري والبحري والجوي المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، إذ استمرت عمليات الاستيراد بشكل طبيعي بالإضافة إلى زيادة ضخ الإنتاج المحلي من المواشي في الأسواق بأسعار منافسة.
وتواصل إقبال المواطنين والمقيمين والجمعيات الخيرية على شراء الأضاحي خلال الأيام الماضية، وسط توقعات بزيادة الإقبال الأيام المقبلة مع اقتراب العيد.
دعم الأضاحي
وما ساهم في استقرار الأسعار قيام الدولة بدعم المواشي عبر مبادرات وإجراءات حافظت على توازن الأسواق خلال موسم عيد الأضحى الذي يزداد فيه الإقبال على شراء اللحوم مقارنة بالأوقات العادية.
وأعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة، أخيراً، عن مبادرتها لدعم أسعار الأضاحي، والتي تأتي للعام الخامس على التوالي بهدف التخفيف عن كاهل المواطنين، وخلق توازن في الأسعار بما يساهم في الحد من ارتفاعها بالأسواق.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أن عمليات البيع بالسعر المدعم ستستمر حتى 3 سبتمبر/ أيلول المقبل (ثالث أيام عيد الأضحى)، وحددت الوزارة سعر بيع الأضحية الحية بـ 1100 ريال للخروف (نحو 301 دولار). وتعاقدت الوزارة مع شركة ودام الغذائية "مواشي سابقا"، لتوفير 12500 رأس من الخراف العربية (سورية المنشأ، بوزن 45 كيلوغراما فأعلى) للمواطنين بأسعار مدعومة وتخصيص منافذ للبيع المباشر للمواطنين في كل من السوق المركزي (المقصب الآلي ومقصب الأهالي) والمقاصب التابعة للشركة بمنطقة الشمال، وسوق أم صلال المركزي.
وتقتضي شروط الاستفادة من هذه المبادرة بأن يتم البيع للمواطنين القطريين عن طريق البطاقة الشخصية، وأن يكون عمر المشتري عشرين عاما فأكثر، وبمعدل رأس واحد فقط من الأغنام، بهدف الوصول إلى الفئة المستهدفة.
ونسقت وزارة الاقتصاد مع شركة ودام الغذائية بشأن عدم بيع أي خراف هزيلة أو غير مطابقة لمواصفات وشروط الأضاحي الشرعية، أو غير مطابقة للأوزان والأحجام المذكورة في العقد، بالإضافة إلى توفير الحظائر المناسبة لها. وأكدت الوزارة أنها ستكثف حملاتها التفتيشية، للتأكد من الالتزام بالأسعار المدعومة وسلامة الإجراءات.
حركة نشطة
وفي جولة بسوق المواشي في أبو هامور بالعاصمة الدوحة، لاحظت لـ "العربي الجديد" أن شباناً يسارعون لإيقافك، وكل يريد الظفر بك ليصحبك إلى مكان الحظيرة التي يضع فيها قطيعه، يعرضون عليك أنواعا متنوعة من الخراف والأغنام، سوري وأردني وأسترالي محلي وغيرها، وإذا غادرت نحو حظيرة أخرى سيتكرر المشهد نفسه، وعندما تقرر الشراء تبدأ مرحلة المساومة على السعر، وإذا رغبت بشراء أكثر من رأس فستجد تخفيضا في الأسعار.
مواطنون ومقيمون يجولون السوق في سياراتهم، ويلتف حولهم البائعون، لا يخلو المشهد من مساومة بالأسعار يعقبها ولوج المتسوق إلى الحظيرة لاختيار أضحيته، وبعد أن تتم الصفقة، يتفق الطرفان على وضع علامة من صباغ أو دهان، لتمييزها عن باقي القطيع، ويوافق البائع على ترك "الأضحية" داخل الحظيرة حتى صلاة العيد أو لثاني وثالث أيام العيد من أجل ذبحها في المقصب الآلي، حسب القانون.
المواطن جاسم. س، يقول لـ "العربي الجديد"، فوجئت باستقرار الأسعار وخاصة أننا على أعتاب حلول عيد الأضحى الذي يعتبره تجار المواشي موسمهم وفرصتهم للربح كل سنة، بالإضافة إلى الحصار الجائر، لكني لاحظت وفرة للأضاحي بمختلف الأنواع، من الأغنام والإبل، وحتى البقر.
ويؤكد مدير أحد المطاعم الشهيرة في الدوحة، أحمد زيتون، والذي تواجد بالسوق لشراء مواش لـ "العربي الجديد"، أن اللحوم لم تنقطع نهائيا، ولم تتأثر اللحوم جراء الحصار، ويتواجد في السوق دائما مختلف أنواع الماشية، وفي مقدمتها الأسترالي المحلي والخروف السوري، وقال "إن أسعار الأضاحي الموجودة في سوق الدوحة، تنافس أسعار دول الحصار".
استقرار الأسعار
يقول بائع المواشي حميد الأبرك، لـ "العربي الجديد"، إن السوق تشهد تنوعاً في المعروض من كل الأصناف، مؤكدا أن حركة السوق لم تتأثر بالحصار، لافتا إلى أن الأسعار تختلف حسب نوع الماشية، فسعر الخروف السوري يتراوح ما بين 1200 ريال و1400 ريال (الدولار = 3.65 ريالات)، يليه الأردني الذي وصل سعره إلى 1100 ريال، وأما الخروف الأسترالي المحلي يصل إلى 360 ريالاً، وأوضح أن أسعار الأضاحي من الإبل في حدود 7 آلاف ريال ومن البقر نحو 8 آلاف ريال.
وحول طريقة نقل المواشي من المصدر إلى قطر في ظل الحصار، قال البائع، معظم القطيع من الأغنام وغيرها يأتي عبر البحر، وكانت كميات قليلة تستورد من السعودية وسلطنة عمان عبر الشاحنات، لكن يبقى الشحن البحري هو الوسيلة الأولى لقدرة السفن على حمل أعداد كبيرة من الماشية.
وقال رئيس مجلس إدارة "ودام الغذائية"، علي محمد العبيدلي، في تصريحات سابقة، إن الحصار الذي تعرضت له قطر لم يؤثر على تدفقات واردات اللحوم المبردة والمواشي الحية للدولة، موضحا أن الشركة لا تعتمد في وارداتها من اللحوم والمواشي على المنفذ البري الذي يربط دولة قطر بالسعودية إلا بنسبة ضئيلة، وتعتمد في الأساس على وارداتها عبر خطوط الطيران، والتي ترد من أستراليا والهند والسودان، وأما في ما يتعلق بالماشية الحية فيتم استيراد الأغنام والعجول الأسترالية عبر البواخر الضخمة المخصصة لذلك، والتي يتم شحنها مباشرة من أستراليا، وكذلك يتم شحن بعض أنواع الماشية من الأصناف العربية من عدد من الدولة مثل الأردن ولبنان عبر الجو، وكل ذلك يأتي من حرص الدولة على توفير جميع الأنواع والمنتجات من الماشية في السوق المحلي، بما يوازي حجم الطلب.
وذكر مصدر في شركة ودام الغذائية، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، أن الشركة تجري الترتيبات اللازمة على المقاصب الثمانية التابعة لها لاستقبال المواطنين والمقيمين لتقديم خدمات ذبح الأضاحي، أول وثاني وثالث أيام العيد.
تجدر الإشارة إلى أن شركة ودام الغذائية، تعمـل بشكل حصري على إدارة دعم الدولة للحوم الأسترالية لصالح السوق القطري، وتساعد أيضا في توفير الأصناف الأخرى من لحوم الضأن والأبقار بشكل عام.
وتمتلك ودام الغذائية 27 % من حصة السوق القطري في تجارة اللحوم والتي تساوي 24700 طن سنوياً ما بين مذبوح ومبرد.
اقــرأ أيضاً
دعم الأضاحي
وما ساهم في استقرار الأسعار قيام الدولة بدعم المواشي عبر مبادرات وإجراءات حافظت على توازن الأسواق خلال موسم عيد الأضحى الذي يزداد فيه الإقبال على شراء اللحوم مقارنة بالأوقات العادية.
وأعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة، أخيراً، عن مبادرتها لدعم أسعار الأضاحي، والتي تأتي للعام الخامس على التوالي بهدف التخفيف عن كاهل المواطنين، وخلق توازن في الأسعار بما يساهم في الحد من ارتفاعها بالأسواق.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أن عمليات البيع بالسعر المدعم ستستمر حتى 3 سبتمبر/ أيلول المقبل (ثالث أيام عيد الأضحى)، وحددت الوزارة سعر بيع الأضحية الحية بـ 1100 ريال للخروف (نحو 301 دولار). وتعاقدت الوزارة مع شركة ودام الغذائية "مواشي سابقا"، لتوفير 12500 رأس من الخراف العربية (سورية المنشأ، بوزن 45 كيلوغراما فأعلى) للمواطنين بأسعار مدعومة وتخصيص منافذ للبيع المباشر للمواطنين في كل من السوق المركزي (المقصب الآلي ومقصب الأهالي) والمقاصب التابعة للشركة بمنطقة الشمال، وسوق أم صلال المركزي.
وتقتضي شروط الاستفادة من هذه المبادرة بأن يتم البيع للمواطنين القطريين عن طريق البطاقة الشخصية، وأن يكون عمر المشتري عشرين عاما فأكثر، وبمعدل رأس واحد فقط من الأغنام، بهدف الوصول إلى الفئة المستهدفة.
ونسقت وزارة الاقتصاد مع شركة ودام الغذائية بشأن عدم بيع أي خراف هزيلة أو غير مطابقة لمواصفات وشروط الأضاحي الشرعية، أو غير مطابقة للأوزان والأحجام المذكورة في العقد، بالإضافة إلى توفير الحظائر المناسبة لها. وأكدت الوزارة أنها ستكثف حملاتها التفتيشية، للتأكد من الالتزام بالأسعار المدعومة وسلامة الإجراءات.
حركة نشطة
وفي جولة بسوق المواشي في أبو هامور بالعاصمة الدوحة، لاحظت لـ "العربي الجديد" أن شباناً يسارعون لإيقافك، وكل يريد الظفر بك ليصحبك إلى مكان الحظيرة التي يضع فيها قطيعه، يعرضون عليك أنواعا متنوعة من الخراف والأغنام، سوري وأردني وأسترالي محلي وغيرها، وإذا غادرت نحو حظيرة أخرى سيتكرر المشهد نفسه، وعندما تقرر الشراء تبدأ مرحلة المساومة على السعر، وإذا رغبت بشراء أكثر من رأس فستجد تخفيضا في الأسعار.
مواطنون ومقيمون يجولون السوق في سياراتهم، ويلتف حولهم البائعون، لا يخلو المشهد من مساومة بالأسعار يعقبها ولوج المتسوق إلى الحظيرة لاختيار أضحيته، وبعد أن تتم الصفقة، يتفق الطرفان على وضع علامة من صباغ أو دهان، لتمييزها عن باقي القطيع، ويوافق البائع على ترك "الأضحية" داخل الحظيرة حتى صلاة العيد أو لثاني وثالث أيام العيد من أجل ذبحها في المقصب الآلي، حسب القانون.
المواطن جاسم. س، يقول لـ "العربي الجديد"، فوجئت باستقرار الأسعار وخاصة أننا على أعتاب حلول عيد الأضحى الذي يعتبره تجار المواشي موسمهم وفرصتهم للربح كل سنة، بالإضافة إلى الحصار الجائر، لكني لاحظت وفرة للأضاحي بمختلف الأنواع، من الأغنام والإبل، وحتى البقر.
ويؤكد مدير أحد المطاعم الشهيرة في الدوحة، أحمد زيتون، والذي تواجد بالسوق لشراء مواش لـ "العربي الجديد"، أن اللحوم لم تنقطع نهائيا، ولم تتأثر اللحوم جراء الحصار، ويتواجد في السوق دائما مختلف أنواع الماشية، وفي مقدمتها الأسترالي المحلي والخروف السوري، وقال "إن أسعار الأضاحي الموجودة في سوق الدوحة، تنافس أسعار دول الحصار".
استقرار الأسعار
يقول بائع المواشي حميد الأبرك، لـ "العربي الجديد"، إن السوق تشهد تنوعاً في المعروض من كل الأصناف، مؤكدا أن حركة السوق لم تتأثر بالحصار، لافتا إلى أن الأسعار تختلف حسب نوع الماشية، فسعر الخروف السوري يتراوح ما بين 1200 ريال و1400 ريال (الدولار = 3.65 ريالات)، يليه الأردني الذي وصل سعره إلى 1100 ريال، وأما الخروف الأسترالي المحلي يصل إلى 360 ريالاً، وأوضح أن أسعار الأضاحي من الإبل في حدود 7 آلاف ريال ومن البقر نحو 8 آلاف ريال.
وحول طريقة نقل المواشي من المصدر إلى قطر في ظل الحصار، قال البائع، معظم القطيع من الأغنام وغيرها يأتي عبر البحر، وكانت كميات قليلة تستورد من السعودية وسلطنة عمان عبر الشاحنات، لكن يبقى الشحن البحري هو الوسيلة الأولى لقدرة السفن على حمل أعداد كبيرة من الماشية.
وقال رئيس مجلس إدارة "ودام الغذائية"، علي محمد العبيدلي، في تصريحات سابقة، إن الحصار الذي تعرضت له قطر لم يؤثر على تدفقات واردات اللحوم المبردة والمواشي الحية للدولة، موضحا أن الشركة لا تعتمد في وارداتها من اللحوم والمواشي على المنفذ البري الذي يربط دولة قطر بالسعودية إلا بنسبة ضئيلة، وتعتمد في الأساس على وارداتها عبر خطوط الطيران، والتي ترد من أستراليا والهند والسودان، وأما في ما يتعلق بالماشية الحية فيتم استيراد الأغنام والعجول الأسترالية عبر البواخر الضخمة المخصصة لذلك، والتي يتم شحنها مباشرة من أستراليا، وكذلك يتم شحن بعض أنواع الماشية من الأصناف العربية من عدد من الدولة مثل الأردن ولبنان عبر الجو، وكل ذلك يأتي من حرص الدولة على توفير جميع الأنواع والمنتجات من الماشية في السوق المحلي، بما يوازي حجم الطلب.
وذكر مصدر في شركة ودام الغذائية، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، أن الشركة تجري الترتيبات اللازمة على المقاصب الثمانية التابعة لها لاستقبال المواطنين والمقيمين لتقديم خدمات ذبح الأضاحي، أول وثاني وثالث أيام العيد.
تجدر الإشارة إلى أن شركة ودام الغذائية، تعمـل بشكل حصري على إدارة دعم الدولة للحوم الأسترالية لصالح السوق القطري، وتساعد أيضا في توفير الأصناف الأخرى من لحوم الضأن والأبقار بشكل عام.
وتمتلك ودام الغذائية 27 % من حصة السوق القطري في تجارة اللحوم والتي تساوي 24700 طن سنوياً ما بين مذبوح ومبرد.