طهران: الإمارات وعدت بحل مشاكل التجار الإيرانيين

04 اغسطس 2019
التعهد الإماراتي جاء على لسان بن راشد (Getty)
+ الخط -
نقلت وسائل إعلام إيرانية عن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وعده بحل جميع مشاكل التجار الإيرانيين، وإعادة فتح حساباتهم المصرفية المغلقة، في تطور جديد أعقب تقاربا ملحوظا بين الطرفين، تخللته زيارات وفود عسكرية وأمنية إماراتية إلى طهران وتوقيع مذكرات تفاهم.

وأعلن رئيس اتحاد التجار الإيرانيين في دبي، عبد القادر فقيهي، في حوار مع موقع "رويداد 24" الإيراني، اليوم الأحد، أنه أجرى مباحثات مع السلطات الإماراتية لحل مشاكل التجار الإيرانيين وتلقى وعودا بذلك.

وأضاف أن "فضاء جديدا بدأ يفتح للتجارة بين إيران والإمارات"، مشيرا إلى أن حاكم دبي قد وعده بتمديد تأشيرات ملغاة للتجار الإيرانيين وإعادة فتح حسابات مغلقة بسبب العقوبات الأميركية.
وعن سبب الانفتاح الإماراتي على إيران، عزاه الفقيهي إلى "مغادرة الكثير من الإيرانيين دولة الإمارات ونقل أموالهم إلى تركيا ودول أخرى"، قائلا إن حجم التجارة بين إيران والإمارات تراجع من 40 مليار دولار إلى سبعة مليارات دولار خلال السنوات الأخيرة".


وأوضح فقيهي، الذي يمثل أيضا شركة إيران للتأمين في الإمارات: "لقد وجهنا رسالة إلى حاكم دبي وشرحنا له الوضع، وقلنا إن الإيرانيين منذ 120 عاما وهم شركاء في التجارة مع الإمارات والكثير منهم لا يتدخلون في السياسة".

ومضى قائلا: "لقد اتخذوا قرارا بتقديم تسهيلات وبذلك تعود التأشيرات الملغاة وتفتح الحسابات المغلقة".

وأضاف أن السلطات الإماراتية "قبلت منح التأشيرات بغرض التجارة للتجار الذين يعتزمون ممارسة تجارة نظيفة مع الإمارات، كما أن البنوك الإماراتية ستفتح حسابات للإيرانيين بناء على توصية من سلطات دبي".

وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت الإمارات قد حددت حدودا لـ"التجارة النظيفة"، قال فقيهي: "لا، قالوا لنا ينبغي أن تكون التجارة نظيفة ولا تجارة محظورة تخضع لعقوبات، وأن التجارة النظيفة تشمل الصادرات والواردات بين إيران والإمارات"، لافتا إلى وجود اتفاق مع دبي على الاستمرار في "إعادة التصدير" (RE-EXPORT).
وتشهد العلاقات الإيرانية الإماراتية، تطورات متسارعة خلال الفترة الأخيرة تمثلت في إرسال الإمارات إشارات "إيجابية"، تظهر رغبتها في تحسين علاقاتها مع إيران، منها تقليل الضغوط على عمل الصرافات المتعاونة مع إيران رغم العقوبات الأميركية، واستعداد مصارف إماراتية للتعاون مع نظيرتها الإيرانية، إضافة إلى زيارة وفود أمنية وعسكرية إماراتية إلى طهران كان آخرها زيارة معلنة لوفد عسكري رفيع من خفر السواحل الإماراتي، الأسبوع الماضي، وعقده مذكرة تفاهم مع حرس الحدود الإيراني.

وتتزامن هذه التطورات أيضا مع انسحاب الإمارات من مناطق في اليمن، من ثم وقف الحوثيين هجماتهم على الإمارات إلى أن رحبوا خلال الأيام الأخيرة بتقاربها مع إيران.

وأعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية، حسين دهقان، خلال الشهر الماضي، أن بلاده تقلت رسائل "سلام" من وفود إماراتية زارتها، عازيا هذا التحول في سياسة الإمارات إلى فشل أبوظبي في سياساتها الإقليمية.

كما أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كان قد أعلن عن "مؤشرات على أن الإمارات بصدد اتخاذ سياسات جديدة في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة حكومتها".

وكان وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قد قال الجمعة الماضية، إن موقف بلاده الأخير حيال الملف الإيراني، كان بالتنسيق مع السعودية بهدف تفادي المواجهة وتغليب العمل السياسي.
المساهمون