(كتاب ميسي37)..فيلانوفا يقود القافلة وميسي يقابل "الوجه الآخر" للكرة

07 ابريل 2016
+ الخط -


حينما علم ليونيل ميسي أن الاختيار وقع على تيتو فيلانوفا لقيادة الفريق ابتسم، ولم لا؟ فالأخير كان أول من جعله يلعب في مركزه المفضل خلف رأس الحربة، وكان معه بيب غوارديولا طوال السنوات الأربع الماضية.

في أول صيف بحقبة ما بعد غوارديولا لم تطرأ الكثير من التغييرات على الفريق الذي لم يضم سوى أليكس سونج من أرسنال، وجوردي ألبا من فالنسيا، ولكن النادي في الموسم السابق لم يفز بألقاب كبرى بمقاييسه فقط كأس الملك ومونديال الأندية وكأس السوبر.

كان تيتو يتوجب عليه القيام بمهمة هامة وهي الحفاظ على الصحة العقلية للفريق التي تقاس بتوزيع الأهداف، وهو الأمر الذي كان ميسي يستحوذ عليه. بمعنى آخر كان فيلانوفا يسعى للمشاركة الجماعية في التهديف، وأن يسمح ميسي للاعبين المحيطين به بالتطور.

أراد فيلانوفا إدخال الأمور بصورة تدريجية، لذا قرر في البداية أن تكون التغييرات في أضيق الحدود، كما أنه فك بعض "القيود الافتراضية "على اللاعبين، مثل عادة تناول الطعام معا، والتي كانت تحافظ على تغذية اللاعبين بصورة صحيحة، بعد أن فرضها غوارديولا.

حدث نوع بسيط من "الانفلات" إن صح التعبير، وبالأخص من ميسي وفابريغاس، بشكل ألقى بظلال على عمل إنييستا وتشافي. فإذا كانت مفاتيح غوارديولا من ناحية تسعى دائما للتمركز الجيد من أجل ممارسة الضغط والتحركات بدون كرة من قبل اليكسيس أو فيا أو بدرو في انتظار طبخ اللعبة المطلوبة، فإن الأمور مع تيتو كان بها قدر من الحرية، ولكن حينما يختفي هذا الانضباط والسعي وراء الألعاب الفردية فإن كل الأمور تعتمد على الموهبة.

أثناء هذه العملية عانى فيلانوفا من انتكاسة في مرضه، وبداية من هذه اللحظة كان الحكم على عمله بشكل عاطفي أكثر منه مهنيا.. وبدأ فيلانوفا في الظهور والاختفاء من المدينة الرياضية والمباريات، محاولا بكل شجاعة الجمع بين تعافيه وإدارة الفريق.

قضى تيتو حوالي شهرين في نيويورك من أجل العلاج، حيث تولى الفريق حينها مساعده جوردي رورا الذي كان يتواصل معه هاتفيا وعن طريق (واتسب)، للنقاش بخصوص الفريق ومنحه التعليمات اللازمة.

مرت أيام صعبة على ليو والفريق.. أغلب التدريبات لم تستغرق أكثر من أربعين دقيقة، كان الاعتناء بالتفاصيل واللمسات الأخيرة غائبا.. خلال تلك الفترة التي يبدو أن الفريق كان يدير فيها أموره بنفسه تأخر ميسي بمركزه، في محاولة لصناعة اللعب وتنفيذه وفعل شيء جديد فيما يتعلق بإحصائياته، حيث إن 15% من أهدافه كانت بقدمه اليمنى على غير العادة.

خلال ذلك الموسم كانت هنالك الكثير من الأقاويل حول العلاقة بين فيا وميسي، وبالأخص بسبب الحديث الذي دار بينهما في مباراة غرناطة، بعدما لم يمرر فيا الكرة لليو الذي كانت أمامه مساحة للتسجيل.

كان فيا فقد ثقله في التشكيل الأساسي، عقب الكسر الذي تعرض له في مونديال الأندية في ديسمبر 2011، فيما أن تيتو اعتبر أن اليكسيس هو الرفيق المناسب لليو، وهو الأمر الذي لا يمكن لبطل عالم مثل ديفيد تقبله، خاصة أنه قبل هذه الإصابة كان تأقلم بشكل مثالي على منظومة برشلونة.

أنكر ليو وجود شيء، في تصريحات لجريدة (الباييس)، حيث قال "لا توجد مشكلات، فلتبحثوا عنها في مكان آخر، الأوضاع في غرف الملابس رائعة، نحن معا منذ فترة ولا يعرف أحد مدى جودة العلاقة بين كل لاعبي الفريق".

على الرغم من هذا، ففي مواجهة سلتيك الاسكتلندي، التي كانت ثاني هزيمة للفريق هذا الموسم، قرر فيا التسديد على المرمى، على الرغم من وجود فرصة للتمرير لليو.. التوتر بينهما كان حادا للغاية مثل السكين.

لم يقتصر الأمر على هذا فقط، ففي مباراة أمام بايرليفركوزن سجل فيها أليكسيس هدفين تلقى وابلا من التوبيخ من ليو بسبب عدم اختياره بعض تمريراته بصورة أفضل.. كلمات ميسي كانت مواجهة لمهاجمين على أعلى مستوى، ولكن يبدو أنه كان يؤمن بمبدأ ضرورة أن يواجه اللاعبون الجدد مثل هذه الأمور وتخطيها.. هو نفسه مر بهذا.

انتهى عام 2012 بصورة جيدة بالنسبة لميسي، في الثاني من نوفمبر ولد ابنه تياجو، كما أنه لم يحطم فقط رقم جيرد مولر بتسجيل 91 هدفا، بل فاز بالكرة الذهبية للمرة الرابعة أيضا وأصبح الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني، متخطيا جابرييل باتيستوتا. هذا بخلاف الاتفاق على عقد جديد وقع عليه في فبراير 2013.

واصل برشلونة مسيرته في الليغا، على الرغم من الشكوك، فيما أن الريال الذي دخل في دوامة من النزاعات لم تكن الأمور معه على ما يرام، ولكن في المواجهات المباشرة كان مورينيو طور فريقه تكتيكيا لتصعيب الأمور على ليو، حيث كان الدفاع المدريدي العالي للمدريديين يقيده.. في خلال هذا الموسم تعادل الفريقان بهدف لمثله في البرنابيو، وخسر البرسا في كامب نو 3-1.

خلال هذا الموسم كان يجب على ميسي مواجهة "الوجه الآخر" لكرة القدم أو حملات التشويه التي شنت ضده، فبعد نهاية تلك المباراة سربت تلك الواقعة المفترض أنها جمعت بينه ومساعد مورينيو، آيتور كاراكانا، والتي وصف فيها ليو الأخير بـ"دمية مورينيو"، وأيضا مواجهته العصبية لأربيلوا بعد المباراة، والتي قال فيها "ما الذي تنظر إليه يا أحمق؟ أنتظرك في كامب نو".

انتقد خوسيه كاييخون لاعب ريال مدريد السابق الأمر وقال "واقعة أيتور شاهدتها، وهذا شيء عادي يحدث داخل الملعب بسبب السخونة، حيث نقول أشياء نندم عليها، ولكن أن ينتظر زميل في المهنة بعد المباراة لساعة أو ساعة ونصف زميلا آخر هو وامرأته، فهذا كثير".

وكان برشلونة رحل عن الملعب عقب ساعة إلا ربع بعض انتهاء المباراة، حيث تقول روايات إن ليو اتجه نحو باب الحافلة حينما كان أربيلوا يخرج بسيارته، ولكن لم يحدث أي مواجهة بينهما، حيث كتب الصحافي المخضرم بجريدة (ماركا) المدريدية، جارسيا كاريداد، حينها "محاولة تشويه صورة ميسي قائمة.. من يسرب هذه الأشياء التي يفترض أن ميسي يفعلها؟ مورينيو؟ مساعده؟ هل هذا هو وقت تشويه صورة ميسي؟".

بغض النظر عن كل هذه الأسئلة فالهدف كان واضحا: سكب المزيد من البنزين على نيران حملة لتشويه صورة ليو كانت بدأت منذ شهور على خلفية نقاشاته مع فيا وأليكسيس سانشيز.. ميسي كان يدفع ضريبة النجاح.

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 36) ... "الطفل البطل" ووداع بيب غوارديولا
(كتاب ميسي 35)..بداية مستفزة ومونديال الأندية والكرة الذهبية الثالثة
(كتاب ميسي 34)..ميسي غريب في بلاده
(كتاب ميسي 33).. "الشيطان" ميسي ونهائي ويمبلي
(كتاب ميسي 32) مورينيو وموسم مليء بالمواجهات
(كتاب ميسي 31).. إسبانيا تهاجم ليو ميسي!
(كتاب ميسي 30)..أزمة مارادونا ومونديال 2010
(كتاب ميسي 29).. إبراهيموفيتش وجوارديولا..علاقات شائكة
(كتاب ميسي 28)..الكرة الذهبية ومونديال الأندية
(كتاب ميسي 27)..نهائي روما وبداية عداوة ميسي ورونالدو 
(كتاب ميسي 26).. رباعية بايرن والمهاجم الوهمي وسداسية البرنابيو
(كتاب ميسي 25)..غوارديولا يبدأ في صقل الأسطورة
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال 
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني 
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر 
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين 
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو 
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي 
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه 
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو" 
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش! 
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون