بيرنارديسكي وكوستا.. مجرد إضافتين وليسا حلّيْن لمشكلة يوفنتوس

25 يوليو 2017
يوفنتوس قد يعاني الموسم المقبل محليّاً وقاريّاً (Getty)
+ الخط -


أعلن يوفنتوس ضم نجم فيورنتينا، فيديريكو بيرناديسكي، لصفوفه، بعد فترة طويلة من المفاوضات بين الجانبين، واحتفلت جماهير السيدة العجوز باللاعب الجديد، ورشحته لحمل القميص رقم 10، قميص ديل بييرو وبقية أساطير زعيم تورينو، خصوصاً أنه إيطالي موهوب تألق بشدة في ملاعب الكالتشيو، وتدرج في منتخبات شبان إيطاليا، قبل أن يشارك رسمياً مع الأزوري الكبير منذ العام 2016. ولم تدفع إدارة اليوفي رقماً فلكياً للتعاقد مع اللاعب، بسبب انتهاء عقده بعد عامين من الآن، ورفضه كل المحاولات للاستمرار في فلورانسا، مما عجل بفكرة الرحيل تجاه حامل لقب الدوري المحلي.

متعدد الاستخدامات
"كرة القدم الإيطالية هي كرة الخوف، نهاجم بلاعبين وندافع بعشرة، الشبّان يبقون على مقاعد البدلاء والناس لا تأتي إلى الملاعب"، انتقد أريغو ساكي تفاصيل الكرة في بلاده في حديث سابق مع "فيفا". لكن مؤخراً ظهر عدد لا بأس به من المواهب الصغيرة، التي أجادت اللعب في مختلف مراكز الملعب، وصعدت بجرأة للهجوم دون خوف أو تردد، وفيديريكو واحد من هؤلاء الذين صنعوا الحدث بتألقهم بمراكز الجناح، والظهير الحر، ولاعب الوسط المتقدم، والمهاجم المتأخر خلف اللاعب رقم 9، مستفيداً من ثقافة المدرب باولو سوزا في تطوير قدراته وصقل موهبته.

يلعب بيرنارديسكي في الأساس كساعد هجومي، أي جناح حقيقي على الرواق الأيسر، وجناح مقلوب على اليمين، يحصل على الكرة ويقطع بسرعته ومهارته في العمق تجاه منطقة الجزاء، كذلك يملك كل المقومات لشغل المركز 10 على الطريقة الإيطالية، "تريكوارتيستا" يتمركز خلف المهاجمين، يحصل على الكرات من لاعبي الوسط، ويسدد على المرمى من مسافات بعيدة، مع لعبه لفترة قصيرة في وظيفة أقرب للجناح الظهير "Wing Back" في خطة 3-4-2-1 للمدرب سوزا، لاستغلال سرعته ومهارته في بناء اللعب من الأطراف.

يمتاز صفقة اليوفي الجديدة بالقدرة على الحسم داخل الصندوق وخارجه، مع النجاعة الواضحة على مستوى دقة التسديد والمراوغة، وحمل الفريق على عاتقه في المباريات الحاسمة، لكنه يعاني بعض الشيء في الشق الدفاعي، بسبب اندفاعه الهجومي المبالغ فيه أحياناً، وضعفه في افتكاك الكرات والعرقلة المشروعة بنصف ملعب المنافسين، ويعود هذا القصور لإحساسه بدور النجم الأول في تشكيلة فيورنتينا. إنه الخيار الأميز الذي يساعده الآخرون ويلعبون من أجله.

1 ضد1
وصل اليوفي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وحصل على الدوري بسهولة، لكنه قدم شوطاً كارثيّاً أمام ريال مدريد، عرضه لهزيمة تاريخية بالأربعة في كارديف. ورغم امتلاك أليغري لعدد كبير من النجوم بالثلث الأخير، كديبالا وماندزوكيتش وإيغوايين وكوادرادو وحتى بيانيتش، إلا أن كل هؤلاء يلعبون أكثر في عمق الملعب، ويتحركون بطريقة عمودية من الخلف إلى الأمام. يمكن القول إن الكولومبي هو الاستثناء، لكنه مميز أكثر في المرتدات والتحولات، وضعيف للغاية أمام الدفاعات المتكتلة، لدرجة أن أليغري استخدم الكرواتي ماندزوكيتش كنصف جناح ونصف لاعب وسط في كل الأحوال.

ونتيجة افتقار بطل إيطاليا لهذا الجناح القادر على التصرف عرضياً، وهزيمة المدافعين في موقف 1 ضد 1، اتجه الفريق سريعاً نحو البرازيلي دوغلاس كوستا، اللاعب الذي تألق من قبل مع شاختار كجناح صريح على اليمين، ثم وصل إلى قمته مع بايرن ميونخ تحت قيادة بيب غوارديولا، حينما استخدمه على الخط الجانبي الأيسر، لاستلام الكرات والتفوق بعامل المراوغة، لاختراق الدفاعات المتكتلة ونقل اللعب من جهته إلى الجهة الأخرى الخالية من الرقابة فيما يعرف بأسلوب اللعب التموضعي، القائم على تحريك الخصم من جانب لآخر، أملاً في خلق الفراغات خلف خطوط الضغط، ومن ثم عكس الهجمة إلى الجهة المقابلة بعيداً عن الرقابة.

افتقد يوفنتوس لاعباً بهذه القيمة خلال النهائي الأوروبي، وظهر الفريق ضعيفاً بشدة عند إغلاق الطريق أمام أظهرته، بالأخص مع طريقة توظيف ساندرو، الظهير الأيسر الذي يضم باستمرار للعمق من أجل الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء، وبالتالي يحتاج الفريق هجومياً إلى جناح قوي وسريع في نقل الهجمة إلى مناطق الخطورة، لذلك فإن دوغلاس كوستا يعتبر بمثابة القماشة التي لم يتعرف عليها ماسيمليانو منذ فترة ليست بالقصيرة.

طريقة اللعب

خطة 4-2-3-1 هي الأنسب وفق الخيارات المتاحة، وبعد رحيل كلٍّ من بونوتشي وألفيش

يهتم أليغري بتغيير خططه من مباراة لأخرى، والشيء المثير للاهتمام في منهجه يدور حول طريقة استخدامه للاعبيه، تقريبا هو أكثر مدرب يقوم بتعديل تكتيكه، والطريقة، والرسم، وتمركز لاعبيه. وبعد رحيل بونوتشي المفاجئ إلى ميلان، وقرار ألفيش بالانتقال إلى باريس سان جيرمان، قلت الخيارات المتاحة في دفاعات يوفنتوس، رغم قدوم دي تشيلو إلى التشكيلة، ليواجه المدرب نقصاً واضحاً في الهجوم من الجبهة اليمنى، وبناء اللعب من الخلف في حالة تشديد الرقابة على صناع اللعب بالوسط.

مع قدوم دوغلاس كوستا وبيرنارديسكي، يمكن القول إن حامل اللقب سيلعب أكثر بخطة قريبة من 4-2-3-1، بتواجد ديبالا في المركز 10 خلف هيغواين، وفتح الأطراف بالثنائي فيديريكو ودوغلاس يمينا ويسارا، من أجل التغلب على ضعف الإنتاج الهجومي للأظهرة بعد غياب ألفيش، ولتخفيف الضغط على الأرجنتيني ديبالا وإعطائه الحرية في عمق الهجوم.

وفي حالة الرهان على 3-5-2، ربما يتم استخدام كوادرادو كظهير جناح على اليمين، مع تغطية من بارزالي بالخلف، وتمركز كيليني وبنعطية أو روغاني أمام بوفون، بينما يشارك بيرنارديسكي زميله ديبالا في شن الهجمات على مقربة من غونزالو. وتوفر التعاقدات الجديدة خيارات أكبر أمام المدرب إذا تعقدت الأمور، مع المداورة بين ماندزوكيتش وهيغواين في قيادة مركز رأس الحربة داخل الصندوق. في النهاية تبدو هذه الصفقات مناسبة لطريقة عمل أليغري، لعدم ثباته أبداً على طريقة معينة طوال الموسم.

مشكلة الارتكاز
عرف يوفنتوس أقوى خط وسط له في السنوات الآخيرة خلال مناسبتين، الأولى رفقة المدرب أنطونيو كونتي في رحلة السيطرة على لقب الدوري، مع كلٍّ من بيرلو، فيدال، وماركيزيو فيما عرف وقتها بالارتكاز الكامل، مع لعب أندريا كريجستا أمام الدفاع، وحصول كلاوديو على دور الوسط الثالث، بينما تحرك فيدال ذهاباً وإياباً كـ "بوكس تو بوكس"، ونجحت المجموعة في الجمع بين السيطرة والحيازة في وبين الخطوط. ثم كانت المناسبة الثانية عام 2015، مع الوصول إلى نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، بقيادة ثلاثي الوسط بيرلو، فيدال، والفرنسي بول بوغبا، بالإضافة لحضور ماركيزيو أيضا.

قارن الكثيرون بين يوفنتوس الحالي ويوفنتوس السابق عند مواجهة الفريق مع البارسا هذا الموسم، ورغم أن فريق هذا العام أميز على مستوى الأظهرة، إلا أن خط وسطه ضعيف للغاية مقارنة بعمالقة السابق، فسامي خضيرة لاعب مميز في الركض نحو القنوات الشاغرة، لكنه ضعيف بشدة عند التصرف في المساحات الضيقة، مع عدم لعبه من الأساس كارتكاز دفاعي، وحاجته إلى وجود لاعب آخر بجواره للتغطية خلفه من دون الكرة. وستزيد الأمور صعوبة على إنتاج الوسط عملية رحيل بونوتشي، فرغم أنه مدافع صريح إلا أنه يساهم في صناعة الفرص من الخلف، بعيداً عن غابة السيقان في نصف ملعب المنافسين.

بيانيتش أيضا لاعب مميز للغاية، لكنه ليس مودريتش على سبيل المثال، يصعد إلى الهجوم ويعود للخلف، ويتحكم في نسق المباريات، لأنه يتألق أكثر كلاعب وسط هجومي أمام ثنائي محوري للحماية، مع ابتعاد ماركيزيو عن مستواه نتيجة الإصابات، ووجود بدلاء بحجم ليمينا على الدكة، لذلك عانى اليوفي أمام الفرق التي تقلل الفراغات في وبين الخطوط، كما فعل ميلان مونتيلا في الدوري والسوبر، وخسر المعركة بالقاضية أمام ريال مدريد نتيجة خلق موقف 3 ضد 2 في الوسط، وفصل ديبالا تماماً عن زملائه حول الدائرة. ونتيجة لكل هذه النواقص، فإن أليغري في حاجة إلى نجم أو حتى نجمين في منطقة الارتكاز، حتى يستطيع تحقيق الحلم الأصعب على الإطلاق، دوري أبطال أوروبا.

المساهمون