فساد كرة أميركا (10)...المواجهة الطبية مع لجنة الـ"NFL"

24 أكتوبر 2015
اللجنة الطبية تواجه لجنة الاتحاد (العربي الجديد)
+ الخط -

في الجزء الرابع من سلسلة تحقيق "فساد كرة أميركا"، يكشف العربي الجديد عن المواجهة الطبية التي جمعت لجنة من الـ"NFL" مع لجنة طبية تولّت قضية المرض الدماغي، وكيفية تهديد وإبعاد وتهميش مكتشف هذا المرض عن الواجهة، الطبيب بينيت أومالو.

الحلقة العاشرة: المواجهة الطبية مع الأسد
في العام 2009 تولّى قضية "الارتجاج الدماغي" فريق طبي جديد بقيادة الطبيبة أن ماكي، الباحثة الطبية في جامعة بوسطن، التي تلقت اتصالاً من طبيب الـ"NFL" أيرا كاسن الذي طلب منها الحضور إلى جلسة مغلقة مع مسؤولي الاتحاد الأميركي لتقديم الحقائق الطبية وشرحها للرؤساء والمسؤولين عن هذه القضية.

دخلت أن ماكي برفقة مساعدها كريس نووسكي إلى غرفة مؤتمرات فاخرة في مبنى الـ"NFL" حيثُ تواجد حوالي 15 عضواً من الاتحاد الأميركي للكرة، ولكن ما لفت نظر نووسكي هو وجود امرأة وحيدة على الطاولة وهي ليست طبيبة بل محامية، الأمر الذي أثار استغراب ماكي ونووسكي. ليكشف صحافي "أسبين" بيتير كيتينغ أن وجود المحامية لم يكن لمناقشة الأمور الطبية أو إيجاد حل، بل لاكتشاف طريقة من خلال المعلومات الطبية وتحويلها إلى أدوات دفاعية لإنقاذ الـ"NFL" وإبعاد كل الشبهات عنه بعد انفجار القضية في الصحافة.

لكن ماكي ذهبت إلى الاجتماع لعرض دراستها الطبية وكل ما هو متعلق بالأبحاث العلمية ولم تأبه لكل ما يحصل من حولها، لكنها فوجئت بأن كل الأعضاء المتواجدين على الطاولة كانوا يقاطعونها دائماً ويعترضون على كثير من النقاط، ويرفضون بشدة ربط ضربات الرأس المتكررة بالمرض الدماغي المُزمن، في وقت اعتبرت اللجنة التي واجهت الطبيبة ماكي أن الطبيبة لم تجاوب على سؤالين هما المُسبب لهذا المرض وأين الدليل؟ وما هو عدد الإصابات بهذا المرض في الدوري الأميركي.

وبعد انتهاء المواجهة الطبية، لم تبدِ ماكي استغرابها من قرار اللجنة، لأنها كانت على يقين أن كل الأشخاص المتواجدين في القاعة مقتنعون بعدم وجود أي مشكلة دماغية في الكرة الأميركية، حتى أن ماكي اشتكت من مشكلة كبيرة وهي التمييز الجنسي في قاعة الاجتماع، لأنها شعرت بأن اللجنة كلها كانت من الذكور، وهم يريدون سماع رأيها وثم متابعة يومهم بشكل طبيعي، لأنهم لا يثقون بأبحاثها كامرأة.

لم يُسفر هذا الاجتماع عن نتائج إيجابية، بل كان مجرد إقناع للرأي العام أن الـ"NFL" يحاول معالجة القضية التي انتشرت وهزت كيان الكرة الأميركية. حتى أن اللجنة، وفي تسجيلات موثّقة، لم تصدر أي قرار بخصوص ما عرضته الطبيبة ماكي في الاجتماع، حتى أن الأعضاء رفضوا الحديث في القضية معتبرين أن الوقائع العلمية لا تؤكد إصابة أي لاعب بمرض دماغي مُزمن نتيجة تكرر ضربات الرأس.

والأهم أن اللجنة لم تمنح الطبيبة ماكي الحرية في الحديث عن أبحاثها الطبية داخل قاعة الاجتماع، ربما بحسب تعبير مساعد ماكي، كريس نووسكي، لأنهم كانوا يعرفون ماذا يفعلون في هذا الاجتماع، والنتائج محسومة عندهم والهدف مُحدد: ألا تحصل هذه المعلومات الطبية على تأكيد رسمي من الـ"NFL"، لأن هذا الأمر سيضرُ بسمعة هذه الرياضة التي تسيطر على اقتصاد أميركا منذ سنوات طويلة من دون أن تهتز.

اقرأ أيضاً: فساد كرة أميركا (9)...المواجهة الطبية مع الأسد 

المساهمون