أعلنت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، في بيان مشترك صدر صباح اليوم الاثنين، أنهما تابعتا باهتمام وقلق بالغين عقد ورشة البحرين يومي 25 و26 يونيو/ حزيران 2019، من وراء ظهر الشعوب العربية ورغماً عنها، في خطوة خطيرة.
وأوضح البيان، الموقع من قبل نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري ونقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، أن ذلك تم بتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لفرض "صفقة القرن" والتقدم في تصفية القضية الفلسطينية في الوقت الذي تجلب فيه القضية الفلسطينية أنصاراً ومدافعين جدد في مختلف بلدان العالم، نظراً لعدالة القضية ولاستماتة الشعب الفلسطيني طيلة عقود في الدفاع عن حقه الوطني المشروع، وتزداد فيه عزلة العدو الصهيوني كقوة احتلال غاشمة ومجرمة ومستهترة بكل القيم والقوانين الدولية.
وأعلنت النقابتان أن موقفهما من ورشة البحرين ينطلق من موقعهما وموقفهما المتجذر من القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، ورفضهما لكل محاولات التفريط في حق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتنديدهما بكلّ أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب مهما كانت التسميات أو العناوين.
كما أعلنتا إدانتهما واستنكارهما لاستهتار السلطات البحرينية بالمطالبات المتعددة بعدم استضافة هذه اللقاء المشبوه، واعتبار انخراطها وتواطؤ بعض الأنظمة العربية وحكوماتها في فرض هذا المسار جريمة تاريخية في حق الشعب الفلسطينيين لا يُمكن أن تُغفر بالتقادم، ومحاولة إضافيّة جبانة في رهن الموقف الرسمي العربيّ لرؤية صهيو-أميركية قائمة على جماجم أطفال ونساء وشبان الشعب الفلسطيني.
وحذّرتا كافة الدول العربيّة من مغبة استضافة أي ورشة أو لقاء أو مؤتمر مشابه تحت أيّ مسمى كان تُخطّط له الإدارة الصهيو-أميركية بهدف تصفية القضية الفلسطينية وفرض التطبيع بكافة أشكاله.
ووجهتا دعوة لكافة النقابات والاتحادات والمنظمات الصحافية، وعلى رأسها الاتحاد العام للصحافيين العرب، بتبني مواقف صارمة تجاه جريمة ورشة البحرين وما سيليها من محاولات لفرض التطبيع مع العدو الصهيوني وطرد أيّ صحافي يطبّع مع العدو الصهيوني من هياكلهم واتخاذ أقصى الإجراءات بحقّهم.
كما عبرتا عن الاعتزاز بالمواقف المشرفة للصحافيين والمثقفين والنخب في الوطن العربي التي رفضت المشاركة في هذه الجريمة واتخذت مواقف وطنية وقومية ومهنيّة مشرفة ضدّ المؤتمر الخياني والتصفوي في حقّ القضية الفلسطينية، ودعوتهم لمواصلة فضح هذه الجريمة وتعرية القائمين عليها وعزلهم عن شعوبهم وأمتنا العربيّة.
كما دعتا كافة منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والأحزاب والبرلمانات باعتبارها ضمير الشعوب العربية لتحمل مسؤولياتها كاملة في إيقاف هذا النهج التفريطي وتحويل مساندتها اللفظية للشعب الفلسطيني إلى إجراءات عملية وفورية تتناسب مع خطورة ما يحصل، لأن السكوت على تصفية القضيّة الفلسطينيّة والمشروع الصهيو-أميركي مقدمة لتدمير وتفتيت أمتنا ودولنا.
وطالبتا بإدراج كلّ المشاركين في ورشة البحرين ضمن قائمة العار وتركها مفتوحة لكلّ من ستسوّل له نفسه المشاركة في لقاءات أخرى تهدف إلى إجهاض مشروع التحرر العربي الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني.
واتفقت النقابتان على مواصلة التنسيق المشترك في كافة المجالات والملفات واتخاذ مواقف مشتركة دائمة بينهما، وتوسيع ذلك ليشمل كافة النقابات والمنظمات والاتحاد الصحافية العربيّة في إطار اتحاد الصحافيين العرب ومع كافة الهياكل الصحافية إقليمياً ودولياً.