"شارلي إيبدو" تثير غضب الإيطاليين

في عددها الأخير الصادر نهار الأربعاء الماضي، وعلى غير العادة لم تكن الأديان ورجال الدين والسياسيين الفرنسيين عرضة للتهكّم في صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، التي اتخذت من زلزال إيطاليا، الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص، مادة كاريكاتيرية تركت ردود فعل سلبية في الوسط الرسمي والإعلامي الإيطالي، لتعيد التذكير بكاريكاتير الطائرة الروسية التي تحطمت في جزيرة سيناء، والذي جعل الصحافة الروسية تصف الصحيفة الفرنسية بالـ"روسيافوبيا".

ونشر الرسام فيليكس على صفحتها الأخيرة كاريكاتيراً عنوانه "زلزال على الطريقة الإيطالية" يظهر فيه رجلان يمثلان نوعين من المعكرونة، الأول تظهر عليه آثار الصلصة الحمراء في إشارة إلى الدماء، والثاني يشبه غراتان المعكرونة، ويبدو طبق اللازانيا معمولاً بجثث الضحايا التي تشكّل لحم الطبق.

من ناحيتها عنونت صحيفة "الكورييرا ديلا سيرا"، الأكثر توزيعاً في إيطاليا، على صفحتها الأولى "اليوم..لا أحد شارلي"، وأجرت مقابلة مع عمدة أماتريتشي المدينة الأكثر تضرراً من الزلزال الأخير، قال فيها سيرجيو بيروزي "حاولت الجريدة أن تكون ساخرة بتعليقها على الزلزال الذي لم يهتف "الله أكبر" -في إشارة إلى الاعتداءات الإرهابية التي يصيح فيها المنفذون بالله أكبر- لكنها لم تكن موفقة وحاولت الغمز من باب النكتة لتشبك رسماً يصوّر ضحايا الزلزال على أنهم طبق لازانيا، وفي الحالتين بدت الجريدة والقائمون عليها خارج السياق الهزلي".

الصحافي الإيطالي سيرو بيلليغرينو كان أوّل المغرّدين الذين عبّروا عن استيائهم من الكاريكاتور "هذا الرسم الذي عرضته شارلي عن زلزال إيطاليا، بانتظار الطليان الذين يعتبرون أنفسهم شارلي ويتضامنون مع صحافييها".

بدوره قال محافظ إقليم لاتسيو نيكولا زينغاريتي إنّه "من حق شارلي أن تنشر ما تريد وأن تحاول استجلاب الضحك، الذي يبدو بعيداً إلا في مخيلتها، ولنا الحق أن نقول لهم اخجلوا من أنفسكم".

وفي نفس السياق استنكرت النائب في البرلمان الإيطالي ڤانا لوري الرسم الكاريكاتيري وقالت في تصريح تلفزيوني "هذا الرسم حقير لأنّه يسخر من معاناة الناس".

لكنّ المواقف الإيطالية الغاضبة حاولت احتواءها الرسامة الفرنسية في شارلي كورين راي المعروفة بـ "كوكو" التي نشرت رسماً على موقع الجريدة يقول "ليست شارلي من سيعاود بناء البيوت المهدمة، إنها المافيا".

وكانت السفارة الفرنسية في روما قد سارعت إلى إصدار بيان صباح الخميس قالت فيه "إنّ كاريكاتير شارلي يأتي في سياق حرية الصحافة المكفولة في الدستور وهو لا يعبّر أبداً عن موقف فرنسا الرسمي، ولن يؤثّر أبداً على صداقة الشعبين الإيطالي والفرنسي".