"واتساب" العبري يُحرض ضد الفلسطينيين

26 مايو 2016
منشور تحريضي ضد العرب كل ستّ دقائق (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يقر فيه مسؤولون وأوساط إسرائيلية وازنة بتعاظم مظاهر الفاشية في "إسرائيل"، تدلّ المعطيات على تعاظم التحريض على العنصرية ضد العرب، وتصاعد الدعوات للعنف الجسدي ضدهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات "واتساب" العبرية. فبحسب دراسة وتقرير إسرائيليين، تبين أنّ المضامين العنصرية والتحريضية في المناشير التي تنشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وفي التغريدات التي ينشرها "تويتر" والمواد التي ترسل بواسطة "واتساب" تعاظمت بشكل كبير.

وتشير الدراستان إلى أن منشوراً تحريضياً ضد العرب ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي العبرية كل 6 دقائق، في حين تنشر مادة تحث على استخدام العنف الجسدي ضدهم كل 27 دقيقة. وحسب الدراسة التي أجراها "المركز الإصلاحي للدين والدولة"، فقد تبين أن منظمة "لاهفا" الإرهابية التي يقودها الحاخام بنتسي غوفشتاين، تلعب دوراً مركزياً في التحريض على العرب في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن "الحركة الإرهابية تجند عناصرها للعمل على مدار الساعة على نشر المواد العنصرية والتحريضية ضد العرب".

وأشارت الدراسة، التي اقتبستها صحيفة "معاريف" منذ يومين، إلى أنّ "لاهفا" تقوم بنشر 200 ألف منشور وتغريدة وصورة، ذات مضامين عنصرية على فيسبوك وتويتر وإنستاغرام كل عام. وذكرت الدراسة أن حوالي 50 بالمئة من المناشير والتغريدات تشيد بمواقف غوفشتاين وأيديولوجيته ومواقفه من العرب ومنطلقاته "الفقهية"، مشيرةً إلى أن النصف الآخر من المواد التي تنشر على مواقع التواصل تحث على الكراهية والعنف ضد العرب، ولا سيما ترديد شعار "الموت للعرب" و"علينا اجتثاث أصول العماليق"، مع العلم أن التوراة استخدمت لفظ "العماليق" في الإشارة إلى القبائل الكنعانية التي كانت تقيم في فلسطين والتي ينحدر إليها الشعب الفلسطيني.


وأشارت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من المناشير تدعو إلى إحراق الكنائس في فلسطين، حيث إن غوفشتاين يجاهر بدعوته لإحراق هذه الكنائس بزعم أن المسيحية "تعد ضرباً من ضروب الوثنية". وقد أكد غوفشتاين في أكثر من مناسبة أن إحراق الكنائس "فريضة شرعية"، مستنداً إلى فتوى أصدرها الحاخام موشيه بن ميمون، المعروف بـ"الرمبام"، والذي عاش في مصر في القرن الثاني عشر. وأشارت الدراسة إلى أن هناك 80 مجموعة تعمل في "فيسبوك" تعمل على تعميم الرسائل العنصرية والتحريضية ضد العرب.

وفي سياق متصل، قال معلق الشؤون الاستخبارية رونين بريغمان، إن "واتساب" تحولت إلى أداة فعالة لنقل المضامين العنصرية تجاه العرب في إسرائيل.

وفي تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" منذ يومين، قال بريغمان إن اليمين المتطرف نجح في إقناع مسؤولين حكوميين وجنرالات متقاعدين ومستشرقين وصحافيين بارزين بالانضمام لمجموعات على "واتساب" واستغلال سمعتهم في إضفاء صدقية على المضامين العنصرية للرسائل التي يعممها. وأوضح بريغمان أن الرسائل التي تعممها قوى اليمين المتطرف من خلال "واتساب" تعرض العرب كمجرد "مخربين". وأضاف أن هذه الرسائل تقدم لكل عمل جنائي يتم في مناطق تواجد العرب داخل إسرائيل بعنوان "مخربون في قلب إسرائيل". وأضاف بريغمان أنه تبين له أن إحدى الجهات التي تقف وراء تعميم هذه الرسائل حركة "عائدون للهيكل"، وهي حركة تجاهر بالدعوة لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن الحركة، التي يتزعمها رفائيل موريس وزعت مؤخراً قمصاناً على أعضائها تحمل منظر الجرافات وهي تدمر الأقصى استعداداً لبناء الهيكل على أنقاضه، مضيفاً أن "هذا السلوك يدلل على أن المجتمع الإسرائيلي بات يضفي قدراً كبيراً من الشرعية على الخطاب العنصري ضد العرب"، كما قال.
المساهمون