Tekken: Bloodline... أن تقاتل بدماء سلالتين

07 سبتمبر 2022
يستند العمل إلى لعبة فيديو يابانية شهيرة (نتفليكس)
+ الخط -

يمكن القول إن Tekken واحدة من أشهر ألعاب القتال على مستوى العالم. اللعبة اليابانيّة التي ظهرت للمرة الأولى في عام 1994 على منصة بلايستيشين، ما زالت إصداراتها مستمرة حتى الآن. وعلى الرغم من أن حكاياتها بشكل عام مشابهة لحكاية منافستها اللعبة الأميركية Mortal Kombat التي صدرت في عام 1992، (دورة ألعاب قتالية سريّة يتصارع بها أقوى مقاتلي العالم لنيل اللقب) لكن لـTekken جماليات مختلفة، ما زالت حتى أيامنا هذه تأسر اللاعبين القدامى والجدد.
بثت منصة نتفليكس، أخيراً، مسلسل الكرتون Tekken: Bloodline. هو ليس الأول من نوعه الذي يقتبس من اللعبة، لكنه الأحدث، ويستمد قصته من الجزء الثالث من اللعبة الصادر عام 1997. ونتعرف في العمل إلى شخصية جين كازاما، الذي قتل الغول والدته، فلجأ إلى جده، هيهاتشي ميشيما، كي يتعلم منه أسلوب قتال جديد يمكنه من هزيمة الغول.
لن نشير إلى أحداث المسلسل للحفاظ على متعة المشاهدة. لكن من يعرف اللعبة لن يجد شيئاً جديداً، بل سيشعر بالامتعاض. بعض أشهر شخصيات اللعبة غير موجودة. صحيح هناك هوارنغ، ذو الركلات السريعة، وبول فينكس الملاكم الذي لا يستهان به، لكننا لا نرى إيدي كودو راقص الكابوريا، ولا السياف يوشي مي تسو، ولا براين فيوري الغاضب دوماً.


يكتفي المسلسل بالشخصيات الرئيسية، لتتدفق أمامنا حبكة تقليدية، تحركها رغبة جين باكتشاف العائلة، ثم التمرين، ثم المشاركة في البطولة، والانتصار على "كل" الخصوم. نؤكد على كلمة "كلّ"، لأن البطولة في حد ذاتها ليست إلّا طعماً لاجتذاب الغول، الذي نكتشف مع ظهوره حقيقة جين وجده هيهاتشي.
يدلل المسلسل النوستالجيا لدى من يشاهده، خصوصاً إن كان لاعباً هاوياً أو محترفاً لـTekken؛ إذ نشاهد الحركات الأشهر للاعبينا المفضلين. في الوقت ذاته، نشاهد شرحاً لهذه الحركات، الأمر الذي لا نعرفه في اللعبة، مع تفسيرات لاختلاف أساليب القتال. فركلات هوارنغ تشابه تلك التي في لعبة، حتى أن بول فينكس نفسه يستخدم لكمته الأقوى والأشهر في إحدى المباريات التي يخوضها، لكن ما يثير الاهتمام أن "القتال" ليس الحامل الوحيد للحبكة، بل العلاقات الأسرية، وتاريخ كل واحدة من الشخصيات، والسر الذي يحمله جين ويحاول اكتشافه. صحيح أننا أمام حكاية انتقام، لكنها ليست الأمر الوحيد، إذ نتعرف إلى الشخصيات بوصفها أشخاصاً، وليست مجرّد أنماط ذات أساليب قتال مختلفة، يهدف المسلسل إلى استعراضها ثم الانتقال إلى المعركة النهائيّة.
اللافت، خصوصاً لمن يمتلك خبرة شخصية طويلة مع اللعبة، ولمن يتابع بعض التعليقات على موقع Reddit، أن الشخصية المفضلة للاعبي Tekken ليست جين كازاما. أسلوب اللعب فيه معقد، ولا يمتلك سلاسة هوارنغ أو أيدي كودو؛ الشخصيتان الأكثر تفضيلاً، بالرغم من أن اللعبة والمسلسل يدوران حول جين.
ربما هذا ما دفع منصة Watch Mojo إلى تصنيف جين كالشخصية الأشهر في كل أجزاء اللعبة. لكن من وجهة نظر اللاعبين، جين ذو حركات معقدة، أسلوبه ثقيل وليس فيه كثير من الاستعراض، وصارم نوعاً ما، وصاحب قضية جدية (يريد هزيمة الشيطان). وهذا ما قد يهدد جاذبيته بالنسبة إلى البعض.

ما يميز هذا المسلسل وينقذنا من الإحباط والغضب المرافق لمثل هذا النوع من الإنتاجات (أي تحويل لعبة إلى فيلم أو مسلسل)، هو أن النهاية مغلقة. صحيح هناك ترقب لموسم ثان، لكن الموسم الأول يجيب عن كل الأسئلة التي يطرحها، ويستعرض كل المعارك التي ننتظرها، بعكس ما يحصل مثلاً مع Mortal Kombat؛ إذ تتركنا الأفلام المقتبسة عن اللعبة في كل مرة نشاهدها فيها مُعلقين، في انتظار جزء ثان لا يُنتج إطلاقاً. هذا ما يفسر مثلاً المديح الذي تلقاه المسلسل، إذ لبى أغلب رغبات من قرأوا اسمه، وحررهم من خيبة الأمل إلى حد أن أحد المقالات عن المسلسل شبهه بـ"رسالة حبّ إلى ألعاب القتال".

المساهمون