MBC تتبنى رواية الاحتلال: المقاومة الفلسطينية إرهابية

بغداد

صفاء الكبيسي

سيف الخزاعي
صفاء الكبيسي
صحافي عراقي
19 أكتوبر 2024
غضب شعبي عربي من mbc إثر وصفها قيادات في المقاومة بـ"الإرهاب"
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقتحم أنصار الفصائل العراقية مكتب قناة "إم بي سي" في بغداد، احتجاجاً على تقرير وصف قيادات المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهابيين"، مما أدى إلى تدمير المكتب وتعزيز الوجود الأمني.
- أثار التقرير غضباً واسعاً في العراق، ودفع حركة حماس لإدانته والمطالبة باعتذار، بينما لم تصدر القناة أي تصريح حول الواقعة، وتم تعطيل حساب معدّ التقرير.
- في ظل التوتر الإقليمي بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، تسعى حكومة بغداد لتجنب الصراع، بينما تدعو فصائل عراقية للاستعداد لتوسع الحرب.

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة، فجر اليوم السبت، مكتب قناة "إم بي سي" MBC السعودية في العاصمة بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهابيين". وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي اندلاع النيران في واجهة مقر القناة في بغداد، فيما اقتحم العشرات من المتظاهرين أروقته وغرفه، وقاموا بتدمير وتكسير محتوياته، وهم يحملون أعلام الحشد الشعبي والمقاومة العراقية والعلم العراقي ويهتفون بشعارات "لبيك يا نصر الله" و"كلا كلا آل سعود" و"كلا كلا أميركا". ولم تتمكن القوات الأمنية العراقية التي كانت تحيط بمقر القناة من منع المتظاهرين من الوصول إلى مقر المكتب، بعد أن اندفعوا بشكل كثيف، وتسلقوا المبنى، واقتحموا أروقته.

ومنذ فجر اليوم السبت، عززت القوات الأمنية العراقية وجودها في محيط مكتب القناة، لمنع أي محاولة اقتحام جديدة قد يقدم عليها أنصار الفصائل. وما زالت "إم بي سي العراق" تبث برامجها وتعرض مسلسلات عراقية.

وفقاً لتصريح أدلى به مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لوكالة فرانس برس، فقد اقتحم بين 400 و500 شخص بُعيد منتصف ليل الجمعة السبت مقرّ شركة تُنتج محتوى لقناة MBC السعودية، وأقدموا على "تحطيم الأدوات الحاسبة وحرق قسم من المبنى". وأشار المسؤول نفسه إلى أن فرق الدفاع المدني أخمدت الحريق، فيما فرّقت القوات الأمنية المحتجّين، من دون التحدث عن أي عمليات توقيف على الفور. ولفت مسؤول في الشرطة العراقية إلى أن "المتظاهرين الغاضبين وصلوا إلى المقر قبل التمكن من إرسال تعزيزات من قوات حفظ النظام"، وأكد أن المبنى "احترق وتعرض لعملية تخريب كبيرة".

وعلى منصة تليغرام، نشرت قناة صابرين نيوز المقربة من الفصائل العراقية الموالية لإيران مقاطع فيديو تُظهر متظاهرين يحملون أعلام حزب الله اللبناني والحشد الشعبي، وهو تحالف يضم فصائل عراقية. وقال النائب العراقي مصطفى جبار سند إن الهجوم على مكتب قناة "إم بي سي العراق" في بغداد "لا ينتهي بالتكسير أو الحرق". وأضاف عبر حسابه في منصة إكس: "لا مكان لكم في العراق، وسيتم العمل على إلغاء رخصتكم، واسم العراق لا يتشرف بالعملاء".

وتداول مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي مقتطفات من التقرير الذي بثّه برنامج "MBC في أسبوع" الذي أعده محمد مشاري، ظهر أمس الجمعة، وعنوانه "ألفية الخلاص من الإرهابيين... الشخصيات التي روعت العالم وسفكت الدماء"، ما أثار غضب بعض المستخدمين في العراق. وعدّد التقرير شخصيات قيادية، بينهم مؤسس القاعدة أسامة بن لادن وغيره من قادة التنظيم. وذكر كذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل الأسبوع الماضي في قطاع غزة ووصفه بأنه "وجه جديد للإرهاب"، وسلفه إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران في 31 يوليو/ تموز الماضي. ورد أيضاً ذكر قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس اللذان قُتلا بضربة أميركية في العاصمة العراقية في يناير/ كانون الثاني 2020، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي اغتيل بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.

ويبدو أن محمد مشاري، معدّ التقرير، عطل حسابه على منصة إكس، إذ بات يظهر للمستخدمين رسالة مفادها بأن هذا الحساب لم يعد موجوداً. كما حذف برنامج "MBC في أسبوع" التغريدة التي تطرق فيها إلى التقرير المذكور الذي لم يعد متاحاً على أي من حسابات القناة. ولم تصدر MBC أي تصريح أو بيان حول الواقعة. كما لم يصدر أي تعليق عن وزارة الإعلام والاتصالات العراقية.

وكانت حركة حماس قد أصدرت بياناً أمس الجمعة، تعليقاً على تقرير "إم بي سي"، جاء فيه: "في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لحرب إبادة وعدوان إرهابي غير مسبوق من قبل الكيان الصهيوني وجيشه الإرهابي منذ أكثر من عام، تطل علينا قناة ناطقة بالعربية تدعى MBC ببثها تقريراً ظلامياً وتحريضياً ضد الحركة وقادتها، ولتصف أعمال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل بالإرهاب، وذلك في سقوط مهني وإعلامي وأخلاقي يتساوق مع الدعاية والرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقاومة ورموزها". وأضافت: "نستهجن بشدة هذا التقرير الذي لا يخرج إلا عن صحافةٍ صفراء وطابورٍ خامس، ونطالب إدارة القناة بالتراجع الفوري عن هذا السقوط والانحدار المهني وحذف التقرير من منصاتها، وتقديم الاعتذار عن هذا التقرير الذي يسيء لأصحاب القناة والقائمين على إدارتها، لا المقاومة وقادتها الذين جادوا بدمائهم على طريق تحرير فلسطين والأقصى، وكذلك نطالب بتعديل هذا النهج التحريري الخبيث الذي يتساوق مع أجندة الاحتلال، والالتفات إلى ما يتعرض له شعبنا من جرائم وفظائع على يد الكيان الصهيوني المجرم".

ووسط تصعيد إقليمي يتفاقم مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وامتداده إلى لبنان، تسعى حكومة بغداد لتجنيب العراق الصراع، في حين تدعو فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران إلى الاستعداد لتوسع الحرب. وأعلنت فصائل التشكيل المعروف باسم "المقاومة الإسلامية في العراق" مراراً في الأشهر الأخيرة شنّ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية تضامناً مع قطاع غزة. ودعت أخيراً إلى تكثيف هذه الهجمات.

في سبتمبر/أيلول 2023، كانت المملكة العربية السعودية وإسرائيل على عتبة تطبيع علاقتهما برعاية أميركية. لكن اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات. وانتقدت الرياض إسرائيل مراراً، وطالبت بوقف الحرب. في مارس/آذار 2023 استأنفت السعودية وإيران علاقاتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق مفاجئ رعته الصين، بعد قطيعة دامت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر في 2016.

ذات صلة

الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
المساهمون