The Game في ورطة مدتها عشر دقائق

02 سبتمبر 2022
أصدر ذا غيم ألبوماً جديداً باسم Drillmatic: Heart Vs. Mind (يونيك نيكول/Getty)
+ الخط -

لا يوجد جدل، حتى في أوساط مغنّي الراب المخضرمين، في أن إمينيم رابر لا يجوز الاقتراب منه؛ فأيّ محاولةٍ لاختلاق مشكلة معه، أو استفزازه بأغنية، أو بما يُعرف بـ Diss Track، ستنتهي بعكس ما يريد صاحبها. فـ Slim Shady (اللقب الآخر لإمينيم)، ومن دون أن نخوض كثيراً في المعارك التي انتصر بها، رفعت عليه والدته نفسها دعوى ذم وتشهير عام 1999، بحجة أنه شوه سمعتها. أي يمكننا أن نتساءل: كيف يمكن انتقاد أو افتعال معركة مع رابر، والدته نفسها لم تسلم من كلماته؟ 

على الجانب الآخر، لدينا رابر كذا غيم The Game، الذي اشتهر في بداياته عام 2005، إثر تعاونه مع دكتور دري و50 سنت وفرقة G-Unit التي طرد منها  وخبا نجمه، ليدخل مع الذين ذُكرت أسماؤهم قبلاً، في عداء طويل لا يزال مستمراً إلى الآن؛ إذ لا يوفر مناسبة أو أغنية كي ينتقدهم ويسخر، منهم بوصفه الـ Gangster (رجل العصابة) الحقيقي، والرابر المظلوم الذي لم ينل حقه. 

أخيراً، اشتعل عالم موسيقى الراب، ثم ما لبث أن انطفأ؛ إذ أصدر ذا غيم ألبوماً جديداً باسم Drillmatic: Heart Vs. Mind، وفيه أغنية تحمل اسم The Black Slim Shady، تُحيل إلى أغنية The Real Slim Shady التي أصدرها إمينيم عام 2000.

أغنية ذا غيم مدتها عشر دقائق، يتقمص فيها شخصية سائق أوبر، يقوم بخطف شقيق "ستان" Stan، الشخصية  الوهمية التي ابتدعها إمينيم في أغنية تحمل ذات الاسم  صدرت عام 2000، وتحكي عن معجب مهووس به، ينتحر في نهاية الأغنية التي اشتهرت، كون ديدو غنت الكورس فيها، ثم إلتون جون نفسه غنى الكورس في حفل توزيع جوائز غرامي عام 2001. 

لكن، ما الذي يريد ذا غيم قوله؟ ولم يستهدف إمينيم؟ بالإمكان الإجابة عن السؤال الثاني بلا نعلم، كون إمينيم لم يقترب من ذا غيم  قط، ولم يشِر إليه من قريب أو من بعيد. وكأن ذا غيم غير موجود، وهذا ما أثار استغراب كثيرين. لماذا فتح معركة مع إمينيم؟ ربما هي محاولة من ذا غيم لاستعادة شهرةٍ يرى أنه لم ينلها. لكن اللافت، في هذا السياق، أن الأغنية ضعيفة على العديد من المستويات. 

سوء الأغنية وانتقادات الكثير من مغني الراب لا تتعلق فقط بطولها، بل بالتكرار الذي يمارسه ذا غيم. فنحن أمام 10 دقائق مليئة بكلمات غير مترابطة، وجمل لا تحمل أي معنى. في ذات الوقت، هناك خطأ في بناء الخط الزمني، كون ذا غيم يحاول بناء حكاية، لكنها حكاية لا تتطابق مع تواريخ حياة إمينيم أو أغنية Stan. وهذا ما ترك كثيرين مدهوشين. هل ذا غيم بهذا السوء؟ أو الحماقة؟ خصوصاً أنه هو نفسه سبق له أن صرح أنه لا يستطيع العبث مع إمينيم.

حصل ذا غيم على ما أراده. تحول إلى ترند لفترة قصيرة، لكنه في ذات الوقت تحول إلى سخرية الجميع؛ مغنّو الراب أنفسهم، كما أن المستمعين لم يتوقفوا عن السخرية منه، بل إن بيزار Bizarre، عضو الفرقة التي أسسها إمينيم، علّق على الأغنية، في فيديو مدته 40 ثانية، بأخذه نفساً عميقاً، قبل أن يتفوّه بكلمتين: Butt Boy. في حين أن "تويتر" اشتعل بأوصاف للأغنية، يمكن اختزالها بـ "قمامة"، و"مضيعة للوقت"، و"ضعيفة".

اللافت في كل ما سبق، أن إمينيم نفسه لم يعلق بشيء على الموضوع. وكأن الأغنية لم تصدر، وربما هذا الرد الأنسب؛ إذ لا يرتقي ذا غيم ليكون خصماً لائقاً لإمينيم، خصوصاً أن هذه الأغنية، كشفت أن ذا غيم الذي يدّعي أنه لا يعرف إمينيم ولا يستمع إلى موسيقاه، طالب نجيب، يعرف كثيراً من المعلومات والإحالات الشخصية المتعلقة بإمينيم. وكأن الأغنية أشبه برسالة ماجستير حول إمينيم، أعدها ذا غيم ظاناً أنه ينتقده، لكنه كشف عن هزالة أسلوبه، وتبجحه الفارغ بنفسه، واقتصار الأغنية في الكثير من المقاطع على الكلمات المُقفّاة، من دون أي معنى واضح.

المساهمون