يواجة صحافيون سودانيون ظروفاً صعبة، انعدم فيها الماء والغذاء، أثناء تغطيتهم الاشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" المستمرة منذ صباح أمس السبت.
وعَلِق نحو 15 صحافياً وعاملاً في مكاتب قنوات تلفزيونية ووكالات إعلامية، منذ أمس السبت، في العمارة الكويتية بشارع النيل في الخرطوم بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، ولم يتمكنوا من الخروج من المقر المحاصر بالمعارك التي تدور بالقرب من القصر الرئاسي وجسر المك نمر ومن اتجاهات أخرى متفرقة.
ومن العالقين الطاقم الذي نزل إلى سرداب العمارة للاحتماء من سقوط الرصاص المتكرر ودوي القاذفات، فريق شركة تانا فور ميديا، ووكالة رامتان، ومراسلي قنوات "الحرة" و"الغد" و"تي آر تي".
ويقول الصحافي أحمد عبد الغني، أحد الصحافيين العالقين هناك، لـ"العربي الجديد"، إن العالقين بلا أكل أو شرب منذ أمس، وإن الرصاص يأتي للعمارة من كافة الاتجاهات، ويحتمون الآن في الطابق الأرضي، مشيراً إلى وجود مدنيين آخرين معهم في نفس العمارة يواجهون ذات المشكلات.
وفي وكالة السودان للأنباء الحكومية، أفادت معلومات بأن 25 شخصاً من صحافيين وفنيين وإداريين عالقون في مبنى الوكالة منذ أمس، وما زالوا يبحثون أيضاً عن مسار خروج آمن.
وأطلقت نقابة الصحافيين السودانيين نداءً للمساعدة في إنقاذ الصحافيين العالقين، وناشدت في الوقت نفسه طرفي النزاع فتح الممرات والطرق والسماح لعربات الإسعاف التي تنقل المصابين والقتلى، والعربات التي تنقل الإمدادات الطبية والمتطوعين من الكوادر الطبية التي تعمل في حالات الكوارث الإنسانية، بإسعاف الضحايا وإيصال المساعدات وإجلاء العالقين.
ويواجه الصحافيون في الخرطوم هذه الأيام صعوبات في الوصول إلى مكاتبهم وضعفاً في خدمة الإنترنت أو انقطاعها نهائياً، إضافة إلى شحّ في المعلومات وتضاربها من دون وجود فرصة للتحقق من المعلومات التي ينشرها طرفا الحرب في السودان، من دون إغفال التوقيف المستمر لهم في نقاط التفتيش.
وتعرض مراسل "بي بي سي" محمد محمد عثمان، أمس السبت، للضرب من قبل عناصر من الجيش بعد توقيفه أثناء توجهه للعمل في وسط الخرطوم، كما تعرض مكتب قناة "الشرق للأخبار" لقصف يوم أمس السبت، ولم تسجل أي إصابات وسط أفراد طاقمه، حسب بيان لنقابة الصحافيين.
وشدد عضو المكتب التنفیذي لنقابة الصحافيين، وليد النور، على أهمية حماية الصحافيين أثناء أداء مهامهم وتجنيب كل المناطق المدنية، بما فيها المؤسسات الإعلامية، القصف، والسماح للصحافيين بممارسة مهنتهم وعدم توقيفهم أو تهديدهم أو الاعتداء عليهم.
وطالب النور، في حديث لـ"العربي الجديد"، الصحافيين باتخاذ كل إجراءات السلامة والأمان، وتأمين أدواتهم، قبل التوجه إلى عملهم الميداني.