افتتحت قطر، قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مركز زوار ميناء حمد، جنوبي الدوحة. تجسد مرافق المركز مجمل جوانب التراث البحري القطري وتطوره عبر الزمن، ويحتضن حوضاً مائياً للأحياء البحرية.
تقول مسؤولة مركز زوار ميناء حمد بشاير الكواري، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن المركز يتألف من مرافق عدة، مثل المتحف البحري، والحوض، والمسرح، وسينما رباعية الأبعاد، ومنطقة مخصصة للأطفال وكافيتيريا، موضحة أنه يضم 17 حوضاً مائياً بأحجام مختلفة، ويحوي 80 نوعاً من الأسماك والكائنات البحرية، بما يتجاوز ثلاثة آلاف كائن بحري. ويحاكي كل حوض طبيعة معينة، منها واحد للشعب المرجانية وأسماكه تنتمي إلى تلك البيئة، وآخر متخصص بالمنطقة الصخرية، وتكون الأسماك في هذه البيئة مفترسة، وأحواض أخرى يستطيع الزائر لمس الأسماك داخلها. وثمة حوض مخصص لقناديل البحر، موضحة أن معظم الأسماك الموجودة في الأحواض من الطبيعة القطرية.
كما يحتوي المركز على المتحف البحري الذي يحتضن قصصاً تحكي تاريخ الدولة، وتعرض لوحات فنية لطرق العيش قديماً في قطر، إلى جانب قصص التجارة البحرية وتطورها عبر العصور، وابتكار الحاويات وتطور السفن، والعمليات التشغيلية في ميناء حمد. وجُهّز المركز بشاشات تفاعلية توفر محاكاة للعديد من الأنشطة، مثل الحياة البحرية، وتشغيل الموانئ، وقيادة السفن وغيرها.
ويعرض في المتحف البحري إسطرلاب، وهو عبارة عن بوصلة وساعة في آن، إذ يمكن أن يقيس مواقع النجوم والتنبؤ بها وتحديد خط العرض والوقت، سواء في النهار أو الليل، وتعرف بطاقة توضيحية قرب الجهاز داخل المتحف بأن الإسطرلاب اختراع شعبي جرى استخدامه في البحر الأبيض المتوسط من قبل الملاحين في شمال أفريقيا وإسبانيا، ثم على نطاق أوسع في أوروبا القرن الثاني عشر.
ويغوص موقع في المتحف البحري في رحلة البحث عن اللؤلؤ الذي كان المصدر الأساسي للعيش في منطقة الخليج في القرن التاسع عشر، ليتحوّل راهناً إلى هواية يُمارسها أهل قطر. وكان "الطواش"، أي التاجر، يتنقل بين سفينة وأخرى لشراء اللؤلؤ، بل كان يُموّل رحلات الغوص للنوخذة الذي يُدير السفينة. وللقطريين تاريخ عريق في ركوب البحر والغوص من أجل البحث عن اللؤلؤ، إلى جانب الصيد خلال موسم الغوص، الذي يبدأ من إبريل/ نيسان ويستمر حتى سبتمبر/ أيلول من كل عام.
من ناحية أخرى، تتميز صالة السينما الرباعية الأبعاد باحتوائها على تكنولوجيا عرض الأفلام بتقنية رباعية، إذ تتحرك المقاعد مع المؤثرات في الفيلم الذي يسلط الضوء على ميناء حمد، ويوضح الرؤية والموارد والالتزام الكبير لإنجاز واحد من أكبر المشاريع الحيوية في قطر، لإضفاء المزيد من المرح والمتعة لزوار المركز.
قال وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي، خلال تدشين المركز، إن افتتاح مركز زوار ميناء حمد يساهم في تثقيف الأجيال الحالية والمستقبلية وتعريف الزوار والعالم بتاريخ وتراث دولة قطر البحري الذي يروي دور الأجداد في مجال الملاحة البحرية والتجارة عبر البحار على مدى حقبة طويلة من الزمن. وأشار السليطي إلى أن المركز سيدعم جهود الدولة في الحفاظ على هذا الموروث التاريخي، وترسيخه في ذاكرة الأجيال، من خلال مرافقه المتكاملة التي تجسد مجمل جوانب التراث البحري القطري وتطوره عبر الزمن نحو تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
كما يسلط المركز الضوء على ميناء حمد، والرؤية والموارد والالتزام والإصرار الكبير على إنجاز واحد من أكبر المشاريع العملاقة في قطر. ويصنف ميناء حمد، الذي افتتح رسمياً في سبتمبر عام 2017، من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، إذ له طاقة استيعابية تبلغ 7.5 ملايين حاوية نمطية سنوياً، ويعد أحد أهم المشاريع طويلة الأمد التي تجسد رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تعد رافداً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والبشرية في البلاد.
يشهد مركز زوار حمد إقبالاً من المواطنين القطريين والمقيمين وزوار البلاد، وقد استقطب خلال إجازة عيد الأضحى الماضي، في نهاية يونيو/ حزيران ومستهل يوليو/ تموز الحالي، نحو 7 آلاف زائر، وقد حدد رسم الدخول بـ50 ريالاً (الدولار الأميركي = 3.64 ريالات)، لمن تجاوز 12 سنة من العمر، وبـ30 ريالاً للأطفال من سن 5 إلى 12 سنة، ومجاناً للأطفال ما دون 5 سنوات.