ربما يبدو عادياً أنْ يُنظَّم لقاء أو تظاهرة حول ثيمة سينما التحريك، في بلد لا تقاليد له في هذا الصّنف. لكنّه إنجازٌ استثنائيٌّ، أنْ يبلغ مهرجانٌ كـ "فيكام"، المُقام في مكناس، وسط المغرب، دورته الـ20، مُحقِّقاً سمعةً طيّبةً بين مخرجين مُهمّين، من كلّ العالم، ويغدو موعداً في أجندتهم، وموطن نقاش وترويج ثقافة إعادة الاعتبار إلى هذا الفنّ، الذي لطالما اختُصر في مسلسلات موجّهة إلى الأطفال، والمساهمة في التكوين على تقنيّاته، وتشجيع حركة إنتاجه وعرضه.
إنجازٌ استثنائي، استحق الاحتفاء به في دورة تاريخية (6 ـ 11 مايو/أيار 2022)، تميزت بغنى فقراتها، وزخم محتوياتها، وتوجّهها إلى جمهور متنوّع، لم يخلف الحضور والمشاركة الفاعلة في النقاش الملهم، الذي أثارته أنشطة مختلفة تناولت واقع التحريك ورهاناته ومستقبله في المغرب (باعتبار التحريك المغربي ضيف الدورة هذه) أساساً، وفي العالم، عامة.
نظرة إلى الوراء
قليلون راهنوا على محمّد بيوض، مسؤول الثقافة في "المعهد الفرنسي في مكناس"، عند إطلاقه الدورة الأولى لـ"فيكام"، عام 2001، بإمكانيّات محدودة، وعروض أُقيمت في صالة المعهد و"فندق الحنّة"، في قلب المدينة القديمة، لـ8 أفلامٍ، بشريط 35 مم فقط. لكنْ، مع عزيمة ورغبة صادقتين في وضع مكناس على خارطة المهرجانات السينمائية المغربية، أولاً، وتحسيس الفاعلين الثقافيين، مسؤولين وإعلاميين قبل المُشاهدين العاديين، أنّ الأمر يتعلق بـ"سينما تحريك"، لا بـ"رسوم متحرّكة" أو "قصص مُصوّرة"، كالحاصل في تصوّر هؤلاء، وكما يرد في تغطيات أولئك. كم كانت الطريق طويلة.
محطات فارقة أثّرت في مسار المهرجان، بدءاً من انخراط "مؤسسة عائشة" في التنظيم، عام 2003، ما منح إمكانيّات أفضل لتطوير مقاربة المهرجان، وبلوغ حِرفية أكبر في التنظيم. كما ساهم قدوم أسماء كبيرة إلى مكناس في منح ثقة أعمق للمنظّمين والشركاء، كمُشاركة ميشال أوسلو عام 2002، الذي افتُتن بالمهرجان، وخلّد الأبواب التاريخية لمكناس، وجانباً من هندستها، في فيلمه الطويل "أزور وأسمر"، فدأب على خطاه عديدون، منهم إزاو تاكاهاتا وروجي آلرز وإريك كولدبرغ وألكسندر بتروف.
عام 2006، أُطلقت "جائزة عائشة الكبرى"، التي تتوّج أفضل مشروع فيلم قصير لمخرج/ة مغربي/ة شاب/ة بمنحةٍ مالية، قيمتها 50 ألف درهم، وترافقه/ها بالتطوير والدعم اللازمين، بفضل إقامة إبداعية لشهر واحد في "فانتيفرو". خطوة مهمّة لتفعيل دور "فيكام" في انبثاق سينما تحريك مغربية، اكتملت بذراع دولية، أتاحت احتكاكاً وإشعاعاً أكبر للمهرجان منذ عام 2009، من خلال المسابقة الدولية للأفلام القصيرة، التي تمنح جوائز عدّة، منها الجائزة الكبرى، بمكافأة 3 آلاف يورو.
تنظيم أول إقامة فرنكوفونية لكتابة مشاريع أفلام التحريك، عام 2016، إشارة مهمّة إلى تركيز المهرجان على دعم تطوير الأفلام، وملء النقص الفادح والتهميش شبه التام لمرحلة التطوير، بالنسبة إلى مخرجي المنطقة العربية والإفريقية خاصة.
المسابقة الرسمية
يمنح "فيكام" أهمية كبرى لمسابقة الأفلام القصيرة، التي منحت جائزتها الكبرى للكندي كلود كلوتيي، عن "بذور سيّئة"، بعد مداولات لجنة التحكيم، التي ترأستها الفنانة اللبنانية زينة أبي راشد، وضمّت المخرج الإيرلندي توم مور، وكاتبة السيناريو البوركينابية أدجا سورو. يُذكر أنّه بعد انتقاء احترافي، تُشاهد لجنة مستقلة الأفلام كلّها في الصالة السينمائية، بعد استيفاء شروط المسابقة.
أما المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ففيها 7 عناوين، أهمّها وأكثرها وقعاً على الجمهور "قمّة الآلهة" لباتريك إمبير، و"العبور" لفلورانس مِيْاي، و"الحظّ يبتسم للسيدة نيكوكو" لأيومو واتانابي. يروي الأول ـ المقتبس عن قصة مُصوّرة لكاتب المانغا الياباني الكبير جيرو تانيغوشي، المقتبسة بدورها عن روايةٍ لباكو يوميماكورا ـ حكاية تنافس متسلّقَين على بلوغ جبل الهملايا، في ثمانينيات القرن الماضي، بعينيّ المراسل الصحافي فوكاماشي، المنجذب إلى السحر الغامض الذي يجعل رجالاً يخاطرون بحياتهم لبلوغ هدف عبثي. تكمن قوّة الفيلم في إيقاعه المتوتّر، المبني على براعة المخرج في التقاط التفاصيل، وفي نتيجة تقنية التحريك ثنائية الأبعاد، المُذهلة بصدقيّتها وألوانها الحقيقية، بالإضافة إلى موسيقى رائعة أنجزها أمين بوحافة.
كان لروّاد المهرجان موعد مع الفيلم الطويل الأول لمخرجة مُقتدرة، فلورانس مِيْاي (66 عاماً)، أنجزته بعد مسار 30 عاماً في إنجاز أفلامٍ قصيرة متفرّدة. مفارقة تقول كلّ شيء عن خصوصية سينما التحريك، وكيف يمكن لمخرجين شغوفين أنْ يمضوا مسارهم في صنع أفلام قصيرة، تكفل لهم الحرية والتجريب في ظروف الصناعة التقليدية. يتمحور "العبور (La Traversee)" حول طفلين من عائلة مضطهدة، تضطر للنزوح من بلد متخيّل في وسط أوروبا. رغم انطوائه على عناصر مستقاة من سيرتي المخرجة ووالدتها، فإن إحالاته الفنية تجعله مفتوحاً على أفق تلقّي واسع، يشمل الحروب في كلّ الأزمنة، ومعاناة الإنسان الذي لم يكفّ يوماً عن الهجرة الجماعية واللجوء، هرباً من اضطهاد أخيه الإنسان. الرهان الرابح لمِيْاي، رغم جنونه، كامنٌ في التعبير عن كلّ ذلك بتقنية الرسم بالصباغة الزيتية على الزجاج، بأسلوبٍ حرّ وتعبيريّ، يكاد يتحوّل، أحياناً، إلى تجريديّ صرف، لا تفشل (التقنية) في أيّ من لحظات "العبور" في سحر المُشاهد بألوانها المبهجة، وفنية الانتقال بين المَشاهد، وديناميكية تحوّل الأشكال، رغم قتامة الطرح.
من جهته، التصق أيومو واتانابي بحبكة فائقة التفرّد، تقتفي شخصية مختلفة لامرأة بدينة ومفعمة بالغرارة وحبّ الأكل، تعيش مع ابنتها المراهقة كيكورين، التي تتناقض معها في كلّ شيء، من الشكل الخارجي إلى صفات الشخصية. يفرد واتانابي ماضي نيكوكو، وسرّ عدم تشابهها مع أمّها، في "فلاش باك" آسر، يهزّ المُشاهد بقوّته، من دون أنْ يخسر "الحظّ يبتسم للسيدة نيكوكو" ولو إنشاً من لمسة التبصّر اللعوبة، التي تصنع تميّز سينما التحريك اليابانية. نال واتانابي، بجدارة، جائزتي الجمهور ولجنة التحكيم الشابّة ـ الوحيدتين الممنوحتين في هذه الفئة ـ رغم أنْ الاستحقاق يقتضي أن يفوز أحد الفيلمين الآخرين، المذكورين أعلاه، بإحدى الجائزتين.
رهانٌ على المستقبل
تدبّ الحركة في "المعهد الفرنسي" منذ الصباح الباكر، استعداداً لاستقبال وفود الأطفال، التي تصل تباعاً في سيارات النقل المدرسي الصفراء، ليلجوا ـ في صفّ طويل ومُنظَّم ـ قاعة العرض، ويلتحقوا بأماكنهم في حماسة وترقّب، تشي بهما عيونهم وحركاتهم. طقسٌ مؤثّر، دأب عليه "فيكام"، يُمكّن تعريف تلاميذ المدارس، الذين بلغ عدد المستفيدين منهم في هذه الدورة 5000 تلميذ، بسينما تحريك مُتطلّبة، بحضور مخرجيها أو منتجيها. ما إنْ تنطفئ الأضواء، وتبثّ آلة العرض الروح في الشاشة، حتّى يدخل الأطفال في حالة انجذاب وتوحّد مع الفيلم (خاصة إذا كان معروضاً بتقنية ثلاثية الأبعاد)، ولا يخرجون منها إلاّ بعد إشعال الأضواء مجدّداً، فيشرعون في طرح أسئلة بريئة وصادقة على المخرج، المتمكّن غالباً من بيداغوجيا كثيرة، وخفّة روح، ليُبسّط عملية معقّدة، كصنع فيلم تحريك، لجمهور من الصّغار.
إضافة إلى العروض، نظّم المهرجان ورشاتٍ، حضرها 150 تلميذاً، بينها ورشة تطبيقية لتقنية الأوراق المقصوصة (استعملها ميشال أوسلو في أفلامه الأولى)، عرّفت فيها عضوتين في استوديوهات "تريبل أَ" على مفهوم التحريك، وصنع دمية ورقية مع مفاصل تتيح تحريكها وفق لوحات مستوحاة من أفلام أوسلو، ثم عرضها ونقاشها مع المستفيدين من الورشة. كما نُظّمت ورشتين أخريين: الأولى للسيناريو، تضمّنت تمارين الكتابة الإبداعية ونقاش/تحليل الأفلام مع المخرجة مارين بلان؛ والثانية للـ"ستوري ـ بورد"، مع المخرج فابريس فوكيه ومبدعة القصص المصوّرة أود ماسّو، عن فهم رهانات الـ"ستوري ـ بورد"، من خلال مفاهيم تقنية وسردية، كالربط والتأطير ودمج الزمن أو تمطيطه.
حَلّ ميشال أوسلو، مرة أخرى، ضيفاً على المهرجان، من أجل فقرة "كواليس الإبداع"، عارضاً صُوَراً ومقتطفات تُقتسم للمرّة الأولى مع الجمهور، من فيلمه المقبل "الفرعون، المتوحّش والأميرة"، الذي تجري أحداثه في مصر، في الفترة الفرعونية؛ وفيلماً آخر في طور الإنجاز، يجمع 3 حكايات شعبية، يجري الجزء الأول منها في المغرب.
كما قدّم المخرج الكيبيكي فيليكس دوفور ـ لابوريير، في لقاءٍ سخيٍّ، مقتطفات وإشارات دالّة على مساره، المبنيّ على أعمال مغرقة في التفرّد وروح التجريب، وأهمية التزامه السياسي بفكر الفوضوية في صوغها، والرؤية الفلسفية والتقنية الثاويّة في مشروع فيلمه الطويل المقبل "لا وجود للموت".
أمّا تقديم أيومو واتانابي حصّة "ماكينغ أوف" لرائعته "أطفال البحر"، فشكّلت ـ مع جمهور من الطلبة والمهنيين ـ إحدى أقوى لحظات الدورة الـ20، مُجيباً على أسئلة الصحافي والجامعي المتخصّص في التحريك ألكس هونو، عن صعوبات الاقتباس من قصة مصوّرة "مونغا" لدايسوكي إغاراشي، والمجازفات التي خاضها.
في اليوم الأخير، كان روّاد المهرجان على موعدٍ مع عرض مستفيضٍ لتجربة المخرج جيل كوفيليي، في الانتقال السّلس من الاشتغال على أعمال مؤلّف بموازنات ضعيفة وطموح غير محدود، إلى طلبات الاستديوهات الكبرى التي تلقّاها بعد اشتغال شركته الصغيرة على تحريك "فقدت جسدي" لجيربمي كلابان، مُقدّماً لمحات من مسار إنشاء الشركة في منزل والده في مدينة "ليل" (أقصى شمال فرنسا)، وانتقاله التدريجي من العمل على أفلام قصيرة، نالت جوائز مهمّة، إلى العمل على تحريك الوثائقي البيوغرافي "فرار"، للدنماركي يوهان بوهير راسموسن، المُرشّح لـ3 جوائز "أوسكار"، بداية العام الحالي.
خطوات أولى
احتضنت مكتبة "المعهد الفرنسي" جلسات تقديم مُنجز ومشاريع مسلسلات وأفلام، تشتغل عليها 3 استوديوهات مغربية، في إطار فتح القناتين التلفزيونيتين الأولى والثانية طلب عروض مسلسلات تحريك قصيرة تخييلية، تنطلق من أحداث وشخصيات تنتمي إلى الثقافة المغربية. يتعلق الأمر بـ"نيفرسين"، القادم من تجربة أشغال صغيرة، لكنّها مستلّة من مشاريع ألعاب فيديو ضخمة، كـ"أمير فارس"، ثم تجربة إنجاز كبسولات تلفزية، يطغى عليها الجانب التحسيسي، بالإضافة إلى العمل على المؤثرات الخاصة لجنريك البرامج؛ واستديو "لوريم"، لصاحبه أنس الفيلالي، المتسلّح بالشغف والرغبة في إطلاق فيلم تحريك طويل مغربي، بعنوان "دايزر"، يروي قصة فانتازية تحمل شخصيات في رحلة في الزمن، من مستقبل بعيد، يتربع فيه المغرب على عرش التكنولوجيا والتقدّم، إلى مغرب اليوم، تعزيزاً لرؤية تناقضات المجتمع المغربي، والخصوصيات الثقافية الكفيلة بتحرير طاقاته. فيما يمزج أستوديو "آرت كوستيك" بين مقاربتي الخبرة المهنية والشغف، لرواية حكايات شعبية من صميم التراث الشعبي والتاريخ المغربي، محمولا بطموح علي الركيك وشعبية مصطفى الفكاك، المشهور بـ"سوينغا"، اللّذين يسعيان أيضاً إلى إنشاء أول مدرسة للتكوين في تخصّصات التحريك، لملء فراغ الكفاءات التقنية المتخصصة الذي يعانون منه، بالإضافة إلى قلّة الإمكانات مقارنة بمتطلبات سينما التحريك، على مستوى المعدّات وحجم فريق العمل وتخصّصه.
كُلّلت مشاركة الاستديوهات المغربية بتنظيم أول منتدى للتحريك في المغرب، في الأيام الـ3 الأولى للدورة. إشكالات القطاع وجدت لها صدى في لقاء من فقرة "شاي مع"، مثرٍ وغنيّ بتعدّد وجهات النظر، واحتدام النقاش فيه، تقاسمت خلاله المسؤوليتين الرفيعتين عن البرمجة في القناتين الأولى والثانية، إلهام الهراوي وسلمى الصقلي، مقاربتهما لإنتاج برامج التحريك، وأنصتتا إلى مشاكل التجربة الوليدة ورهاناتها، وناقشتا رؤيتهما لمستقبل الشراكة مع الاستديوهات، وقلّة الإمكانات المالية، الخاصة بإنتاج أعمال التحريك، مقارنة بالمعايير الدولية (نحو 12 ألف يورو للدقيقة)، بينما رُصِد للمسلسلات المغربية ميزانية 20 ألف درهم للدقيقة (نحو ألفي يورو) فقط. هناك أيضاً "الإكراهات القانونية"، أي ما يتعلّق ببند يُحدّد أجل تسليم الأعمال التلفزية في 6 أشهرٍ.
كما كان اللقاء المهم مع بيار سيراكوزا، المدير المنتدب للتّحريك في "فرانس تلفزيون"، فرصة للانفتاح على التجربة الفرنسية، الرائدة أوروبياً، في إنتاج سينما وتلفزيون التحريك، واستخلاص الدروس منها، والصعوبات التي تواجهها في الاستهداف وتكييف البرامج، بالنظر إلى تنوّع العرض والمنافسة الشديدة من وسائط جديدة، كالعروض التدفقية على الانترنت، والتحديات التي قطعتها منذ إطلاق وزير الثقافة السابق جاك لانغ "مخطّط الصورة"، الذي كان له مفعول البلسم السحري على القطاع، عبر منح الإمكانات وظروف الإبداع المناسبة لسينما التحريك الفرنسية، وفتح أفق النموّ والتطوّر للكفاءات الفرنسية، بدل هجرتها إلى الخارج.
وقفة اعتراف
كرّمت الدورة الـ20 فيليب بيتيوه وفيرونيك أوجيرو، مُدبلجان كبيران، عُرفا خاصة بأداء النسخة الفرنسية من أصوات شخصيتي هومِر ومارج سمبسون، في السلسلة الظاهرة، لكنْ أيضاً بحمل أصوات ممثلين كبار، من قيمة جو بيتشي وداني دي فيتو بالنسبة إلى بيتيوه، وجيمي لي كورتيس وليندا هاملتون بالنسبة إلى أوجيرو. اللقاء مع المدبْلِجَين فرصة للتعرّف على صعوبات هذا التخصّص المجحف، نظراً إلى أنّ الممثل ينبغي أنْ يتسلّح بتواضع كبير كي يبقى في الظلّ، مُشهراً صوته فقط، والمتطلّب، بحكم أنّه (التخصّص) يلزم الكوميدي نقل الأحاسيس بالاعتماد على حباله الصوتية، والبحث عن طرق ملاءمة نص الترجمة ليوافق حركة الشفاه في اللغة الأصلية، وإيقاع المشهد الذي ينبغي العثور عليه قبل الشروع في التمرّن على الدبلجة.
لكنّ التكريم الأكثر تأثيراً، كان وقفة اعتراف مفاجئة لمحمد بيّوض، المدير الفني للمهرجان. دقائق من التصفيق المتواصل، والاحتفاء بالزغاريد على الطريقة المغربية، لم يتمكّن فيها من حبس دموعه. بمثابرة ونكران ذات، حمل بيّوض المهرجان على كتفيه، وتحمّل تبعات أكثر قراراته صرامة وحزماً، لأنّها نابعةٌ من الشّغف والرغبة الصادقة في بلوغ الأفضل دائماً، ما مَكّن "فيكام" من أنْ يُصبح مرجعاً لفنّ التحريك، عربياً وإفريقياً.
ونظراً إلى المستوى الرفيع، الذي تميّزت به الدورة الـ20، ينبغي القول إنّ المهرجان بلغ أشدّه، وأصبح جاهزاً لرفع تحدّي إيجاد موطئ قدم بين أفضل مهرجانات التحريك في العالم، قبل انصرام عقده الثالث.