البكتريا النافعة أو "البروبيوتيك"، عبارة عن كائنات حية دقيقة تعيش في الأمعاء ويمكن الحصول عليها عن طريق المكملات الغذائية أو الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخللات. ما هي المنافع الصحية لـ"البروبيوتيك"؟
الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي
تشير الدلائل إلى أن مكملات "البروبيوتيك" يمكن أن تساعد في علاج الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، لأن المضادات الحيوية تقتل العديد من البكتيريا الطبيعية في الأمعاء مما يغير من توازن الأمعاء ويسمح للبكتيريا الضارة بالنمو. كما قد تساعد "البروبيوتيك" أيضًا في مكافحة متلازمة القولون العصبي وتقليل الغازات، والانتفاخات والإمساك والإسهال. وتشير الأبحاث إلى أن تناول مكملات "البروبيوتيك" لمدة تزيد عن 8 أسابيع قد يؤدي الى تحسن في القولون العصبي.
فقدان الوزن والدهون في البطن
يعتقد العديد من العلماء أن بكتيريا الأمعاء مهمة في تقليل وزن الجسم، من خلال عدة آليات منها منع امتصاص الدهون الغذائية في الأمعاء، أو من خلال المساعدة على الشعور بالشبع لفترة أطول. وتظهر الأبحاث وجود صلة بين ميكروبات الأمعاء والسمنة عند الرضع والبالغين، ففي إحدى الدراسات التي نشرت في "المجلة البريطانية للتغذية"، وأجريت على 210 أشخاص ممن يعانون من السمنة المركزية في البطن، وجد أن تناول "البروبيوتيك" (Lactobacillus gasseri) يومياً أدى الى فقد 8.5٪ من دهون البطن خلال 12 أسبوعاً. وتشير الدلائل أيضًا إلى أن سلالات "البروبيوتيك"، Lactobacillus rhamnosus وBifidobacterium lactis يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن والوقاية من السمنة، ولكن ذلك لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث.
دعم الصحة العقلية والنفسية
تظهر بعض الأبحاث أن بعض الميكروبات في الأمعاء يمكن أن تؤثر على أدمغتنا، إذ إن الأمعاء والدماغ مرتبطان بنظام يسمى محور الأمعاء والدماغ، ويتحكم هذا المحور في عملية الهضم. وأشار الباحثون الى أن تناول سلالات معينة من "البروبيوتيك" عند بعض الأشخاص قد يكون أفضل من تناول الأدوية النفسية للتعامل مع حالات الإجهاد العقلي والوحدة والحزن. ففي مراجعة لـ 15 دراسة نشرت في مجلة "الجهاز الهضمي العصبي والحركة"، وجد أن تناول مكملات Bifidobacterium وLactobacillus لمدة شهر إلى شهرين يمكن أن يُحسِّن من اضطرابات القلق والاكتئاب والتوحد واضطراب الوسواس القهري وضعف الذاكرة. كما يمكن لتناول "البروبيوتيك" أن يساعد أيضاً في علاج الاضطرابات المعرفية والعصبية مثل التوحد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون.
دعم نظام المناعة
قد تساعد "البروبيوتيك" في تعزيز نظام المناعة ومنع نمو بكتيريا الأمعاء الضارة، كما ثبت أيضاً أن بعض أنواع البروبيوتيك يعزِّز إنتاج الأجسام المضادة الطبيعية في الجسم. ووجدت دراسة مسهبة نشرت في "قاعدة بيانات كوكران للمراجعات المنهجية" أن تناول "البروبيوتيك" يُقلِّل من احتمالية أمراض الرئة والتهابات الجهاز التنفسي ومدتها، مما قد يساعد في الحماية من مسببات الأمراض مثل "كوفيد-19". ووفقاً لبحث نشر في دورية "الحدود في علم الأحياء الدقيقة"، قد يؤدي تحسين ميكروبيوم الأمعاء عن طريق مكملات "البروبيوتيك" والنظام الغذائي الى تقوية جهاز المناعة ومحاربة الالتهاب وعلاج العدوى وتسريع التعافي من فيروس كورونا، عن طريق وقف غزو الفيروس لخلايا الجهاز الهضمي.
تحسين صحة الجلد
تلعب "البروبيوتيك" دورًا مهماً في مواجهة بعض الأمراض الجلدية كحب الشباب، فوفقاً لمجلة "دايركت سَينس" تساعد "البروبيوتيك" على منع نمو البكتيريا الضارة على مسام الجلد، مما يمنع ظهور حب الشباب ويساعد في الحصول على بشرة صحية ونقية. كذلك قد تُقلِّل سلالات من "البروبيوتيك" من شدّة الأكزيما عند الأطفال والرضع، فقد وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في دورية الحساسية السريرية والتجريبية" أن أعراض الأكزيما قد تحسَّنت عند الرضع الذين تناولوا الحليب المُدعم بـ"البروبيوتيك" مُقارنة بالرضع الذين يتغذون على الحليب من دون "البروبيوتيك".