"مراسلون بلا حدود": عدد غير مسبوق من الصحافيين المسجونين حول العالم

14 ديسمبر 2022
اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحافية شيرين أبو عاقلة في مايو الماضي (غَي سمولمان/Getty)
+ الخط -

وثقت منظمة مراسلون بلا حدود هذا العام احتجاز 533 صحافياً ومقتل 57، في حصيلة قياسية للانتهاكات المرتكبة ضد العاملين في هذا القطاع حول العالم، كما أحصت ما لا يقل عن 65 رهينة و49 من الصحافيين في عداد المفقودين.

كما سجلت "مراسلون بلا حدود" رقماً قياسياً آخر في حصيلة 2022، إذ تقبع حالياً 78 صحافية خلف القضبان، في ارتفاع نسبته نحو 30 في المائة عن العام الماضي، علماً أن النساء أصبحن يشكلن 15 في المائة من إجمالي الصحافيين المحتجزين، بينما لم تكن هذه النسبة تصل إلى 7 في المائة قبل خمس سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن 70 في المائة من الصحافيات المحتجزات يقبعن في سجون 4 دول فقط: الصين (19)، وإيران (18)، وميانمار (10)، وبيلاروسيا (9). الدول هذه من الأسوأ ترتيباً في مؤشر حرية الصحافة الذي أصدرته "مراسلون بلا حدود" هذا العام.

وفي السياق نفسه، لفت التقرير إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر "يلجأ إلى أسلوب اتهام ناقديه بالضلوع في الإرهاب لتبرير استمرار احتجاز 3 من أصل الصحافيات الست والعشرين القابعات في سجون البلاد حالياً، علماً أن اثنتين منهن اعتقلتا هذا العام، وإحداهما هالة فهمي".

وفي تقرير "مراسلون بلا حدود" الصادر اليوم، أشارت إلى أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر سجن للصحافيين في العالم، حيث تحتجز السلطات ما لا يقل عن 110 صحافيين في "بلد يشهد مستويات فظيعة من الرقابة والتجسس". وطاولت موجة الاعتقالات الصحافية المستقلة هوانغ شوكين، التي "تدفع ثمن تحقيقاتها في حالات التحرش الجنسي بالنساء والفتيات، وتطرقها لقضايا تتعلق بالفساد والتلوث الصناعي".

وفقاً للتقرير نفسه، "عززت جمهورية إيران الإسلامية موقعها في المركز الثالث على جدول ترتيب أكبر سجون العالم للصحافيين (47 محتجزاً)، وذلك بعد شهر واحد من مسيرات احتجاجية واسعة النطاق في شتى أنحاء البلاد التي أصبحت تئن تحت وطأة قمع شديد منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي".

وشهد عام 2022 ارتفاعاً في عدد الصحافيين الذين لقوا حتفهم أثناء ممارسة نشاطهم المهني، إذ سُجلت زيادة بنسبة 18.8 في المائة مقارنة بحصيلة 2021، وذلك بعد مقتل 57 فاعلاً إعلامياً خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وتعد الحرب في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022 من الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع، حيث قُتل ما لا يقل عن 8 صحافيين في الأشهر الستة الأولى من الغزو الروسي للبلاد، ومن بينهم الصحافي المصور الأوكراني ماكس ليفين ومراسل قناة بي إف إم الفرنسية فريدريك ليكليرك-إيمهوف.

تقارير عربية
التحديثات الحية

في المكسيك وحدها قتل 11 صحافياً، أي نحو 20 في المائة من إجمالي القتلى في أوساط الفاعلين الإعلاميين عبر العالم، إضافة إلى 6 في هايتي و3 في البرازيل، ما جعل القارة الأميركية أخطر منطقة في العالم على حياة الصحافيين خلال عام 2022.

وفي العالم حالياً 65 صحافياً ومعاوناً إعلامياً، على الأقل، في عداد الرهائن، ومن بينهم أوليفييه دوبوا، المحتجز منذ أكثر من 20 شهراً لدى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة في مالي، والأميركي أوستن تايس المختطف في سورية منذ نحو 10 سنوات. كما شهد هذا العام اختفاء صحافيَين جديدَين، لترتفع حصيلة المفقودين إلى 49.

وكشفت المنظمة أن البلدان الأخطر على حياة الصحافيين هي: المكسيك، وأوكرانيا، وهايتي، والبرازيل، واليمن، وسورية.

في العالم العربي، ذكرت المنظمة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي هذا العام، من دون أن يحاسب أي من المسؤولين عن اغتيالها إلى الآن.

وتطرقت إلى ما واجهه الصحافي الجزائري محمد مولودج الذي "اعتقل لمجرد إرساله رسالة نصية قصيرة إلى فرحات مهني، زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل، طلب منه فيها إجراء مقابلة في سياق إعداد مقال لصحيفة ليبرتي اليومية التي لم تعد تصدر الآن. أصبحت تلك الرسائل حجة سخيفة على انتمائه إلى منظمة إرهابية، إذ استخدمت لتبرير ملاحقته قضائياً وإبقائه قيد الحبس الاحتياطي لمدة 13 شهراً".

ولم تفتها معاناة الناشط والمدون المصري علاء عبد الفتاح وإضرابه عن الطعام، وكتبت أنه "كاد أن يفقد حياته في السجن، حيث حاول بكل الأشكال والسبل التعريف بقضيته أمام العالم بينما كانت مصر تستضيف قمة المناخ، احتجاجاً على حبسه تعسفاً منذ عام 2019".

المساهمون