أدّت سياسات مراجعة المحتوى المتراخية في شبكة ماستودون إلى انتشار مواد إباحية تتضمن أطفالاً، وفقاً لتقرير جديد نشره مرصد الإنترنت في جامعة ستانفورد الاثنين.
كشف هذا التقرير أن "ماستودون" وأمثالها من الشبكات اللامركزية فيها عيوب خطيرة تتعلّق "بالبنية التحتية لسلامة الأطفال"، ما يجعلها لا تختلف في هذه النقطة عن المنصات الاجتماعية التقليدية.
والمنصات اللامركزية مجموعة من المنصات ضمن كون رقمي فيدرالي، تتجنب الملكية المركزية والحوكمة، وتعطي الأولوية لاستقلالية المستخدم وخصوصيته. ويعمل الكون الرقمي الفيدرالي على سلسلة من بروتوكولات الويب المجانية ومفتوحة المصدر التي تسمح لأي شخص بإعداد واستضافة المنتديات الاجتماعية عبر خوادمهم الخاصة. وتُعد "ماستودون" واحدة من أشهر الأمثلة عن هذه الفيدرالية. ومع ذلك، لا تزال المنصات اللامركزية أقل استخداماً بشكل ملحوظ، إذ حتى في أوج نموها، بلغ مستخدمو "ماستودون" 2.5 مليون فقط، مقارنة بـ250 مليوناً في "تويتر" مثلاً.
وأشارت دراسة ستانفورد الجديدة إلى أن الافتقار إلى الرقابة المركزية يعني عدم وجود حواجز حماية كافية مدمجة في هذه البيئة للدفاع ضد انتشار المحتوى غير القانوني وغير الأخلاقي.
وقال الباحثون إنهم واجهوا ما يقرب من 600 منشور يتضمن تصويراً إباحياً للأطفال، على مدار يومين في أبرز خوادم "ماستودون". وحذر الباحثون من أن الوصول إلى هذا المحتوى سهل، ويمكن البحث عنه بسهولة.
وجاء في التقرير أن "الفاعلين السيئين يميلون إلى المنصة ذات سياسات الإشراف والتنفيذ الأكثر تساهلاً. وهذا يعني أن الشبكات اللامركزية، التي تمتلك فيها بعض الخوادم موارد محدودة أو تختار عدم التصرف، قد تواجه صعوبة في اكتشاف أو تخفيف المواد الإباحية للأطفال". وأضاف أن النظام الاتحادي هذا ينتج عنه "حالياً حالات التكرار وعدم الكفاءة التي تجعل من الصعب إيقاف التصوير الإباحي للأطفال والصور الحميمة من دون موافقة أصحابها، وغيرها من المحتوى والسلوك الضار وغير القانوني".
ولا يبدو أن مواقع التواصل المركزية أفضل؛ أظهر تقرير لـ"نيويورك تايمز"، في فبراير/ شباط، أن "تويتر" قد أزال 400 ألف حساب بسبب "إنشاء أو توزيع أو التعامل مع التصوير الإباحي للأطفال". وعلى الرغم من الإزالة الاستباقية للحسابات من "تويتر"، فإن التقرير ذكر أن فريق السلامة "فشل" في مهمته في تخليص المنصة من كميات كبيرة من المواد المسيئة.
وبينما تكافح كل من الشبكات المركزية واللامركزية بشكل واضح مع انتشار التصوير الإباحي للأطفال، قال الباحث الرئيسي في تقرير جامعة ستانفورد، ديفيد ثيل، إن الكون الرقمي الفيدرالي معرض بشكل خاص لهذه المشكلة. وشرح أن المنصات "المركزية" لديها الأدوات اللازمة لإزالة المحتوى المسيء حين تضطر لذلك. في المقابل تفتقر المنصات مثل "ماستودون" إلى البنية التحتية الموزعة للتعامل مع التصوير الإباحي للأطفال على نطاق واسع.