ماذا يحصل في محطة الفضاء الدولية؟

24 يناير 2021
تفضل أوروبا والولايات المتحدة إبقاء المحطة من أجل المستقبل (هيلين ريتشاردسون/ Getty)
+ الخط -

كان كل من كيت روبينز وشانون والكر وفيكتور جلوفر ومايك هوبكنز، رواد الفضاء الأميركيين في محطة الفضاء الدولية ISS، يتابعون أيضًا مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وصرح روبينز قائلاً: "نعمل مع شركائنا الدوليين لتحقيق اختراقات علمية جديدة. من اللقاحات المحسنة إلى مياه الشرب الأكثر أمانًا، وذلك لمساعدة الناس في جميع أنحاء العالم". 

في الواقع، كان على طاقم محطة الفضاء الدولية بذل المزيد من الجهد ليس فقط من أجل العلم والتعاون الدولي، وإنما من أجل الحفاظ على "منزلهم" بحالة جيدة. إذْ عانت المحطة من أعطال فنية مرارًا وتكرارًا في الأشهر الماضية. وظهرت هذه الصعوبات مجددًا تحديدًا في يوم تنصيب جو بايدن وكامالا هاريس في واشنطن. 

هذه المرة فشل نظام تكييف الهواء في المحطة SKV-2، وتحديدًا في الوحدة الروسية "زفيزدا". ليس هذا فحسب، بل إنّ نظام معالجة الأوكسجين نفسه أصيب بعطلٍ يوم الأربعاء الماضي، وذلك للمرّة السابعة منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.  ولكن الأمر الأخطر هو وجود تسريبَيْن يخرج منهما الهواء المعالج في المحطة، وهي موجودة في الوحدة الروسية من المحطة. واستخدم الطاقم من أجل حل هذه المشكلة كيس شاي! وتمكنوا من سد الحفرة. لكن المسألة لم تحلّ بالكامل. يُطرَح الآن سؤال عما إذا كان من الضروري إحضار إمدادات أوكسجين ضرورية من خلال ناقل إلى المحطة، بل إنّ بعضهم يتساءل: "هل محطة الفضاء الدولية فعلاً قادرة على البقاء في الواقع؟". 
 
ويقول رائد الفضاء الذي أمضى حوالي 3 أسابيع في محطة الفضاء الروسية "مير" عام 1997، رينهولد إيوالد، في لقاء مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، إنّ محطة الفضاء مثلها مثل أيّ شيء، تسوء حالتها مع التقدم في العمر. وعن التسرُّب الأخير في محطة ISS يقول: "تسرُّب مثل هذا هو أمرٌ مزعج فعلاً، ولكنه ليس خطيرًا".  ويشتبه إيوالد بأنّ المحولات التي تقوم بربط سفن الفضاء الروسية التي تزور المحطة، مع الوحدة الروسية من المحطة الدولية قد تكون معطلة. "النماذج الروسية قديمة وهي معرضة للخطأ، وهذا ما حصل تماماً مع مركبة (مير) أيضًا"، يقول إيوالد. 

تخطط موسكو للانسحاب من المحطة الدولية وبناء محطة روسية خالصة

الأصوات تخرجُ من روسيا أيضًا، إذا قال رائد الفضاء الدولي الروسي، جينادي بادالكا، والذي يحمل الرقم القياسي للأيام التي قضاها في الفضاء، إنّ محطة الفضاء الدولية قد تجاوزت عمرها منذ زمنٍ طويل. وأشار: "جميع الوحدات في الجزء الروسي من المحطة مهترئة تمامًا". علمًا أنّ بادالكا غادر المحطة بعد نزاعٍ نشب بينه وبين زملائه، وغالبًا أنّ هذا هو سبب النزاع.  ويرجح مراقبون هذا الإهمال الروسي إلى رغبة موسكو في بناء محطة فضاء دولية روسية بالكامل، غير مسكونة بشكل دائم. هذا المشروع لن ينجح إلا إذا قالت موسكو "وداعًا" لمحطة الفضاء الدولية، وتشير توقّعات إلى أن موسكو ستنحسب بحلول عام 2025 من الشراكة الدولية، كي تبدأ بمشروعها الخاص. 

وبينما تخطط روسيا للانسحاب من المحطة الدولية، تفضل أوروبا والولايات المتحدة إبقاء المحطة من أجل المستقبل، إذْ إنّ كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، سوف يصوّتان غالبًا لقرار من أجل تمديد وقت استخدام المحطة حتّى عام 2028 أو حتّى 2030. بل إنّ أميركا أعلنت مؤخرًا أنّ شركة "بوينغ" ستزود المحطة بألواح شمسية جديدة. 

المساهمون