عاصي الحلاني يواصل إصداراته العشوائية

28 ابريل 2023
في انتظار جولة حفلات للترويج للعمل الجديد (يوتيوب)
+ الخط -

يُتعب المغني اللبناني عاصي الحلاني نفسه في تسجيل وإصدار أغان بالجملة، مستعيناً بمجموعة من أصدقائه الملحنين، كمحاولة دائمة لتقديم ما يراه جديداً، لكن كل هذا الجديد هو مجرد استهلاك لألبومات يتخطى عدد أغنياتها العشر.

قبل أسبوع، نشر الحلاني وشركة روتانا مجموعة من المقاطع الغنائية، وفيديو كليب لأغنية "تعرف شنو أحبك"، من ألحان عادل العراقي. كان الأخير والحلاني قدما عام 2013 ديو عنوانه "وينك حبيبي" لاقى نجاحاً. هذا التعاون يتكرر اليوم في أغنية بطابع عراقي، تلاقي نسبة مشاهدة جيدة على "يوتيوب"، بعد أن صورها الحلاني بالاتفاق مع المخرج الشاب سيرج مجدلاني.

في حديث للمخرج مجدلاني، قال إن الحلاني أعجب بفكرة الكليب الذي استمر التحضير له مدة شهرين، وقال إنه أعطي الضوء الأخضر لتطبيق الفكرة التي تصور صاحب "يا ميمة" ملكاً، لتظهر النتيجة مغايرة للواقع وللأغنية معاً. مشاهد تعيدنا إلى عصر بدايات صناعة الكليب في العالم العربي، حملت المخرج على حصر التصوير في موقع واحد، والاستعانة بفريق من الواضح أنه مبتدئ في تنفيذ مثل هذه المشاريع لجهة الملابس أو الرقصات، وإتمام الكليب بصور ومشاهد تشبه سلسلة كرتونية مخصصة للأطفال عرضت في ثمانينيات القرن الماضي، وحكايات سندباد وعلاء الدين، وصولاً إلى الأميرة النائمة التي تظهر نهاية الكليب إلى جانب "الجواري"، لتقدم نفسها عروساً للعاشق المنتظر.


كليب غير مكلف، والمؤكد أنه من إنتاج الحلاني نفسه، وليس شركة ورتانا التي تتولى توزيع الأعمال الغنائية من دون المساهمة والإشراف على إنتاجها، كما كان يحصل قبل سنوات، وهو أمر أصبح يشكل عبئاً على الفنان بالدرجة الأولى، ويجعله أسيراً لميوله وخططه وفرضها على الشركة المنتجة التي تحولت إلى حيز للتسويق، سعياً وراء العائد المالي الذي تجينه المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي.

يحاول عاصي الحلاني مواجهة محيطه الفني والبقاء على أرض ثابتة، وعلى الرغم من "الطلب" على الحلاني في الحفلات والمهرجانات والأفراح، إلا أنه يتسرع دائماً في الحفاظ على مستوى جيد في أعماله، وبالتالي ينعكس ذلك بشكل واضح على عدد هذه الأغاني وانتشارها، وكلفة إنتاجها، لتدخل بشكل أو بآخر عصر الاستهلاك الذي يعانيه الفن العربي عموماً، وذلك أمام سيطرة الميديا البديلة على هذه المجموعة من المغنين، ومن ضمنهم الحلاني نفسه، ومحاولة إغرائهم عبر إيهامهم بأن ما يقومون به هو الصواب، ويبقيهم ضمن دائرة الضوء والشهرة والنجاح الذي حصدوه في البدايات.

لا يمكن التسليم بنجاح أو فشل ألبوم الحلاني الجديد، في انتظار ما ستحققه الأغاني من رواج على المواقع البديلة بداية، وفي الحفلات المزمع أن يحييها المغني اللبناني خلال فترة الصيف المقبلة. لكن ذلك لا يعفي الحلاني من إعادة تموضعه، وعدم الاستعجال بهدف إصدار أغان جيدة، خصوصاً وفي رصيده العشرات من الأعمال التي كتب لها النجاح، لكن بعضها بقي مجرّد "كمالة عدد" في الألبوم.

المساهمون