- شهرة "أبولو" أثرت إيجابياً على التجارة المحلية، حيث ارتفعت مبيعات الهدايا التذكارية بنسبة 20%، وأصبح جزءاً من الجولات السياحية بربطه بإله الموتى "أنوبيس".
- تعمل جمعيات حماية الحيوان مع الحكومة لتحسين ظروف حياة كلاب الجيزة، من خلال توفير نقاط ماء وطعام وإنشاء مركز بيطري دائم، مما يبرز أهمية رعاية الحيوانات الضالة.
منذ أكثر من قرن، يتوافد السياح على أهرام الجيزة لمعاينة هذه المعالم الحجرية المهيبة، لكن البعض باتوا يقصدون الموقع راهناً لسبب آخر: إلقاء نظرة على "أبولو"، الكلب الضال الشهير الذي بات يُعرف بـ"جرو الأهرام". وأثار هذا الحيوان ضجة كبيرة على شبكة الإنترنت بعد أن صُوّر في أكتوبر/ تشرين الأول وهو يتسلق هرم خفرع، إحدى عجائب الدنيا السبع، بقوائمه الرشيقة.
هذا المقطع المصور غير الاعتيادي الذي انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، التقطه الأميركي أليكس لانغ المولع بالطيران الشراعي، ونشره صديقه مارشال موشر عبر الإنترنت. ويظهر فيه "أبولو" متسلقاً الهرم الذي يبلغ ارتفاعه 136 متراً من دون خوف بينما كان ينبح على الطيور من الأعلى.
ويقول أليكس لانغ لوكالة فرانس برس: "لقد كان يتصرف مثل الملك". ومنذ عملية التسلق الجريئة هذه، أصبحت الكلاب الضالة بالجيزة عامل جذب للزوار الذين اكتشفوا أنه ينتمي إلى عائلة كلاب تعيش بين المواقع الأثرية. وبات سياح كثر، مثل البولندي أركاديوش يوريس، يزورون الأهرام على أمل رؤية "أبولو" ورفاقه، حيث شاهده يوريس "يتسلق، ثم يتكئ على أحد الحجارة (...) ويلتقط الناس الصور حوله فيما هو ينظر إلى الجميع من الأعلى". كما جاء السائح الأرجنتيني دييغو فيغا للهدف نفسه. فعنده أن "هذه الكلاب الضالة لها روح الأهرام"، مضيفاً: "التقرب منها أشبه بالاتصال بالفراعنة".
ده السايح الى شاف الكلب البلدى وهو طاير فوق قمة الهرم وصوره. قرر يتبنى واحد من اولاده واختار اضعف واحد علشان يراعيه. فى الفيديو بيتكلم عن جمال الكلب البلدى وبيطلب من الناس تروح مأوى الكلاب فى القاهرة وتتبناهم. الى محيرنى بيقول الكلب الى طلع الهرم اسمه ابولو، مش كان اسمه باكو 🤔 pic.twitter.com/9riYHWH8qs
— May Ghoneim (@DrMayGhoneim) November 2, 2024
"أبولو".. نعمة للتجار
لم تُسعد شهرة "أبولو" المفاجئة السياح فحسب، بل أعطت أيضاً دفعة لمتاجر الحلي على هضبة الهرم. وتقول أم بسمة (43 عاماً)، التي تبيع الهدايا التذكارية، إن مبيعاتها ارتفعت بنسبة 20% بفضل تدفق السياح الذين يأتون للقاء "كلاب الأهرامات". وتوضح مبتهجة لوكالة فرانس برس: "كنا نراها تتسلق الأهرامات، لكننا لم نعتقد أبداً أنها ستصبح نعمة بالنسبة لنا".
وبلغ الاهتمام بهذه الكلاب الشاردة درجة كبيرة حتى إن بعض المرشدين باتوا يتحدثون عنها للسياح في الموقع. ويشرح أحد هؤلاء المرشدين لاثنين من السياح الأميركيين: "إنه أنوبيس"، في حين بدأ كثر برسم أوجه التشابه بين "أبولو" وإله الموتى لدى المصريين القدماء، والذي غالباً ما يتم تمثيله برأس ابن آوى.
يقول المرشد صبحي فخري: "كثير من السائحين، هم من الشباب النشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يستمرون في سؤالنا عن هذا الكلب، وأصبح هو وقطيعه جزءاً من محادثاتنا خلال الزيارات". يضيف: "على الرغم من أن الكثيرين لا يعرفون (أيّ من الكلاب هو) أبولو، إلا أن السياح دائماً يسعدون بالتقاط الصور لهم مع أحد رفاقه". ويشير أحد حراس الهرم أن مذيعاً تلفزيونياً مصرياً شهيراً دفع المال مقابل تصوير كلبه مع "أبولو".
وهذا الأخير، البالغ ثلاث سنوات، هو جزء من مجموعة مكونة من ثمانية جراء من سلالة محلية معروفة بمرونتها وقدرتها على الصمود في مناخ مصر القاسي. ويصف إبراهيم البنداري، المؤسس المشارك لـ"المؤسسة الأميركية لإنقاذ الحيوانات في القاهرة" American Cairo Animal Rescue Foundation - ACARF، التي تراقب الكلاب الهرمة، "أبولو" بأنه "الذكر ألفا" في القطيع. ويوضح أن "أبولو" هو "الأشجع والأقوى" بين كلاب القطيع ويوفر "الحماية" لباقي الحيوانات لكونه "الأعلى في اللياقة البدنية والشجاعة".
وقد وضعت والدته "ليكا" صغارها في أحد شقوق الأهرام، لكن الكثير من الجراء قضت بحوادث سقوط، فيما يدين "أبولو" ببقائه لحارسٍ نقل "ليكا" إلى أسفل المعلم.
حياة أفضل
وبعد الاهتمام الذي أثارته قصة كلاب الجيزة، قرر مارشال موشر أن يتبنى "أنوبي"، ابنة "أبولو". وكتب عبر حسابه على "إنستغرام": "أتخيل العلاقة التي ستتشكل معها". ويوضح أن "أنوبي" لا تزال في مصر، حيث تتلقى العلاج لتصبح "قوية وبصحة جيدة"، قبل أن تنضم إلى سيدها الجديد في الولايات المتحدة.
وفي الموقع، تعمل جمعيات حماية الحيوان مع الحكومة على تركيب نقاط ماء وطعام لهذه الكلاب الضالة. كما أعلن وزير السياحة قرب إنشاء مركز بيطري دائم بهضبة الهرم لرعاية الحيوانات في المنطقة، وسيتلقى موظفو الهرم تدريبات على كيفية التعامل معها. وتشعر فيكي ميشال براون، المؤسسة المشاركة لـACARF، بالرضا إزاء هذا الاهتمام المستجد. وتقول: "إنه أمر رائع لأنه يسلط الضوء على الكلاب والقطط هنا". وتضيف: "أعتقد أن صعوده (أبولو) إلى الأهرام يمكن أن يساعد كل كلاب مصر في الحصول على حياة أفضل".
(فرانس برس)