طُلاب فلسطينيون وإيطاليون يناقشون حق العودة على خشبة المسرح في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
08 يناير 2023
"ما تبقى لي".. مسرحية عن حق العودة في غزة بمشاركة إيطالية
+ الخط -

جسد طلاب إيطاليون وفلسطينيون، حق عودة الفلسطينيين إلى مُدنهم وقراهم التي هُجروا منها قسراً عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية، في عرض فني مساء يوم السبت، على خشبة مسرح "أيام المسرح"، وسط مدينة غزة.

وتناقِش المسرحية التي حملت عنوان "ما تبقى لي"، قضية حق العودة، وقد جرى اقتباسها عن قصيدة إغريقية، كتبها الشاعر اليوناني القديم هوميروس، يحكي فيها عن مغامرات بطل أسطوري يُدعى أوديسيوس أثناء عودته إلى وطنه بعد نهاية حرب طروادة.

وتدور أحداث المسرحية حول فكرة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حيث استضاف شخص موجود في وطنه، فلسطينياً يُحاول الرجوع إلى وطنه منذ أكثر من عشرين عاماً، فيما توضح باقي الأحداث والتفاصيل، الغصة التي يشعر بها الفلسطيني نتيجة عدم تمكنه من العودة، فيما يتنعم الاحتلال بخيراته التي حُرم منها.

تميزت خشبة المسرح بالإضاءة الخافتة، ولوحات فنية رُسمت باللونين الأبيض والأسود، من بينها شجرة الزيتون ولوحة البحر. كما تضمنت المسرحية إلقاء بعض الأغاني التراثية والوطنية، إلى جانب وصلات الدبكة الشعبية الفلكلورية، ورسم خريطة فلسطين بالإضاءة، وارتدى المشاركون في المسرحية الملابس التراثية الفلسطينية، وكذلك الملابس التي تعود للحضارة الإغريقية.

ويقول الفلسطيني إبراهيم صيدم، الذي يؤدي دور أوديسيوس، إن "المسرحية تتحدث عن قصة أوديسيوس، ولكن على الطريقة الفلسطينية، حيث كان ضائعاً في البحر ويحاول الرجوع إلى وطنه، وهذا ما يحصل مع الفلسطينيين، في محاولاتهم للرجوع إلى وطنهم".

وعن أهمية المسرح في إيصال الفكرة، يبين صيدم لـ"العربي الجديد" أن "المسرح يعتبر إحدى ركائز الفنون السبعة، ومن أبرزها الرسم والنحت والشعر والأدب والسينما لإيصال أي فكرة، وذلك لقربه من الجمهور، ولسلاسة إيصال وتوضيح الفكرة من خلاله". ويبين صيدم، أهمية قضية حق العودة، وتجسيدها من خلال عمل فني مشترك بين طلبة فلسطينيين وإيطاليين، لافتاً إلى أنه "حلم لكل الفلسطينيين"، إلا أنه في الوقت ذاته واقع يجب المُحاربة من أجله، حيث يعتبر الوطن الملاذ الآمن لأي شخص حول العالم.

أما المُشارِكة الإيطالية مارجريتا فتوضح لـ"العربي الجديد" أنها شاركت في المسرحية بإلقاء قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش باللغة الإيطالية، تتحدث عن الأرض والوطن، إلى جانب مشاركتها في كل اللقاءات التي عقدت عبر برنامج "زوم"، ومساعدة زملائها في تنفيذ المسرحية. وبخصوص مشاركة طلبة فلسطينيين وإيطاليين خشبة مسرح واحدة، فتبين مارجريتا أن هدفها من المجيء لغزة هو "لتبادل الثقافة الفلسطينية والإيطالية، والتعرف إلى طلبة فلسطينيين في قطاع غزة، ومساعدتهم في تقديم مسرحية فريدة من نوعها".

من ناحيته، يوضح منسق الفعالية كرم جاد، أن المسرحية جاءت نتيجة تعاون بين ممثلين ومدربين من إيطاليا وقطاع غزة، وقد بدأ التحضير لها من شهر أغسطس/ آب 2022، عبر جلسات مطولة باستخدام برنامج التواصل "زوم"، جرت فيها كتابة السيناريو والتمثيل المبدئي، فيما شهدت الأيام الماضية العديد من البروفات، وصولاً إلى العرض النهائي.

ويشير جاد في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "التعاون المشترك بين الطلبة الإيطاليين والفلسطينيين، يوضح أهمية الربط بين الثقافتين الفلسطينية والإغريقية، على الرغم من الاختلاف الكبير بينهما، فإن هناك روابط وتشابهاً كبيراً في العديد من العادات والتقاليد، خاصة فيما يتعلق بحق العودة إلى الوطن، وهو القاعدة الأساسية في كل الثقافات حول العالم، وهو لا يتعلق بفلسطين فقط، حيث تُحارِب كل الثقافات من أجل هذه الفكرة".

ذات صلة

الصورة
أبناء قبائل في مصر يطالبون بالعودة إلى قراهم في شمال سيناء (فيسبوك)

مجتمع

أعلنت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أن محكمة عسكرية مصرية، قررت تجديد حبس 11 من أبناء سيناء، على خلفية القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تظاهرات حق العودة".
الصورة
الدكتورة فيحاء عبد الهادي خلال حديثها لـ"العربي الجديد"

سياسة

تروي الباحثة الفلسطينية الدكتورة فيحاء عبد الهادي، في مقابلة مع "العربي الجديد" من الدوحة، فصولاً من سيرة المرأة الفلسطينية، وهي المتخصصة في هذا الشأن.
الصورة
دمار هائل في ممتلكات سكان مخيم عين الحلوة (العربي الجديد)

مجتمع

بعد توقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، تجولت مراسلة "العربي الجديد" في المخيم لرصد الأضرار. حي الطوارئ مغلق، والاستنفار ما زال قائماً، والسواتر تمنع الناس من الاقتراب، والجميع قلقون.
الصورة
تحرك في الضفة الغربية من أجل حل أزمة العاملين في أونروا (العربي الجديد)

مجتمع

للمرّة الأولى منذ أشهر، طالب ممثلو اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية السلطة الفلسطينية بالتحرّك والتدخّل لإنهاء الأزمة النقابية المتفاقمة ما بين وكالة أونروا واتحاد العاملين فيها.
المساهمون