جامعة جونز هوبكينز الأميركية محرجة لانكشاف صلات مؤسسها بالعبودية

13 ديسمبر 2020
كان لدى جون هوبكينز خمسة عبيد (Getty)
+ الخط -

كشفت جامعة جونز هوبكينز الأميركية العريقة أن مؤسسها، الذي تحمل اسمه والمعروف بوصفه محسناً مؤيداً للقضاء على العبودية، كان نفسه ضالعاً في أنشطة الاستعباد.

وتتسبب المعلومات في إحراج كبير لدى هذه الجامعة الأميركية العريقة في مدينة بالتيمور المنادية بقيم التسامح، وهي تأتي في ظل الجدل المحتدم منذ الربيع الفائت بشأن تاريخ العبودية والتمييز في الولايات المتحدة، وسط موجة احتجاجات تاريخية ضد العنصرية.

وقد شهدت البلاد دعوات كثيرة إلى إسقاط تماثيل لرموز حقبة الاستعباد في الولايات الجنوبية الأميركية، كما أن الجدل لم يستثن اثنين من "الآباء المؤسسين" للولايات المتحدة، جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، إذ كانا من أصحاب العبيد.

وأوضح رون دانييلز، رئيس جامعة جونز هوبكينز، في محادثة عبر تطبيق "زوم" الجمعة "منذ حوالي مئة عام، نروي قصة غير دقيقة بشأن أصولنا. لقد صُعقنا إثر اكتشاف هذا الجزء من حياة جونز هوبكينز".

وكان رجل الأعمال جونز هوبكينز المتحدر من عائلة ثرية في ولاية ميريلاند قد حقق ثروة في مجالي التجارة والمصارف.

وتربّى على أسس جمعية الأصدقاء الدينية (كويكرز)، وهو تيار بروتستانتي معارض للعبودية، كما دعم أبراهام لينكولن خلال الحرب الأهلية الأميركية.

وترك هوبكينز الذي توفي سنة 1873، جزءاً من ثروته لإنشاء ميتم للأطفال السود، وجامعة، ومستشفى يعالج المرضى، من دون أي تفرقة على أساس الجنس أو الأصول.

لكنّ سجلات اكتُشفت خلال الصيف الفائت وتعود إلى 1840 و1850، تبيّن أن جونز هوبكينز كان يملك عبيداً: واحداً سنة 1840 ثمّ أربعة بعد عشر سنوات.

ويشكّل ذلك صدمة للجامعة الخاصة العريقة التي أسست سنة 1876، وجعلت من التنوع عنواناً رئيسياً لها في مدينة بالتيمور ذات الغالبية السكانية من السود، والتي تعاني معدلات كبيرة من الفقر والجريمة.

وفي 2018، تبرع الملياردير مايكل بلومبرغ، وهو خريج الجامعة سنة 1964، بملياري دولار لتمويل تقديم منح للطلاب المتحدرين من عائلات متواضعة.

ولم يتبق سوى القليل من الوثائق بشأن جونز هوبكينز وعائلته. وتستند عملية التأريخ المتصلة به خصوصاً إلى مقالات صحافية تمدح فيه إثر وفاته، ومذكرات قريبته هيلين هوبكينز ثوم من العام 1929.

وقد عيّنت الجامعة لجنة لمحاولة التعرّف إلى هُوية هؤلاء العبيد المجهولين والمتحدرين منهم. وقد أكدت رئيستها مارثا جونز أن الجهد الكبير للكشف عن الحقيقة لا يزال في بداياته.

وقالت "بدأنا للتو تفكيك ما تبيّن أنها أكاذيب أساسية في شأن الأصول، ليس للسيد هوبكينز وحسب، بل لمسار حياته والهدية التي قدّمها لإنشاء هذه المؤسسة".

(فرانس برس)

المساهمون