أتاحت عملية نادرة في العالم لملاحقة قراصنة برامج الفدية المعلوماتية توقيف سبعة أشخاص بينهم أوكراني يبلغ 22 عاماً اتُّهم في الهجوم المعلوماتي الكبير على شركة كاسيا في تموز/يوليو كما أعلنت السلطات الأميركية والأوروبية الاثنين.
وشملت العملية التي أطلق عليها اسم "غولد داست" أو "كويك ساند" 17 دولة واستهدفت مجموعة مقرصنين ناطقين بالروسية "ريفيل" وفي بعض الأحيان تدعى "سودينوكيبي" ومجموعة غراندكراب كما أعلن يوروبول في بيان.
ويشتبه في أن الأشخاص الذين أوقفوا تسببوا "بحوالي سبعة آلاف إصابة" حول العالم ببرمجيات تقوم بتشفير بيانات أهدافهم، و"طلبوا أكثر من 200 مليون يورو كفدية" مقابل مفتاح فك التشفير بحسب وكالة الشرطة الأوروبية.
ويدعى المحرك الرئيسي للعملية، ياروسلاف فاسينسكي، وهو ملقب بـ"روبوتنيك". هذا الأوكراني متهم بأنه هاجم شركة المعلوماتية الأميركية كاسيا في 2 تموز/يوليو، ما أثر على ألف من زبائنها بما يشمل سلسلة السوبرماركت "كوب" في السويد التي بقيت متاجرها مغلقة لأيام.
وأوقف الشاب في 8 أكتوبر/تشرين الأول في بولندا بطلب من الولايات المتحدة. وقال وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، في مؤتمر صحافي "لقد طلبنا تسليمه بموجب المعاهدة التي تربط بلدينا".
من جانب آخر، أوقف مقرصنَان يشتبه في أنهما استهدفا سبعة آلاف ضحية وحصلا على نصف مليون يورو من الفديات الخميس في رومانيا. تم توقيف آخر في الكويت وثلاثة في كوريا الجنوبية بحسب الإنتربول.
من جانب آخر، أعلن القضاء الأميركي مصادرة 6,1 ملايين دولار من العملة الرقمية ما يعادل مبالغ مبتزة حصل عليها عضو آخر في مجموعة "ريفيل" الروسي يفغيني بوليانين (28 عاماً) فيما نفذ ثلاثة آلاف هجوم في الولايات المتحدة خصوصا في آب/أغسطس 2019 في تكساس كما أوضح الوزير.
وجّهت إليه التهم في الولايات المتحدة وهو موجود على الأرجح في روسيا، ربما في بارنول في سيبيريا، بحسب مذكرة بحث نشرتها الشرطة الفدرالية الأميركية.
وتحدث عمليات الابتزاز من خلال اقتحام شبكة شركة أو مؤسسة وتشفير بياناتها ثم المطالبة بفدية تُدفع عادةً بالعملة المشفرة مقابل المفتاح الرقمي لإعادة تشغيل الشبكة.
تهديد كبير جداً
في موازاة ذلك وللمرة الثانية، أعلنت السلطات الأميركية عقوبات بحق منصة تبادل عملات رقمية معروفة باسم "شاتكس" يشتبه في انها أستخدمت في هجمات الفدية.
بالإضافة إلى ذلك، عرضت وزارة الخارجية مكافآت تصل إلى عشرة ملايين دولار عن أي معلومات تتيح تحديد مكان أو هوية قادة مجموعة ريفيل.
وأشاد الرئيس الديمقراطي جو بايدن بهذه الجهود مؤكداً في بيان أنه جعل من أمان الإنترنت إحدى "أولوياته".
وذكر بأنه بحث في هذه المسألة في حزيران/يونيو في جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تواجه بلاده اتهامات بأنها تشكل ملاذا للمقرصنين. وقال "لقد قلت بوضوح إن الولايات المتحدة ستعمل من أجل أن يحاسب هؤلاء المقرصنون، وهذا ما قمنا به اليوم".
من جهته، أكد الأمين العام للإنتربول يورغن ستوك أهمية التعاون الدولي. وقال في بيان "أصبح مقرصنو الفدية تهديداً كبيراً جداً إلى حد أنه لا يمكن لشركة أو قطاع مواجهتها بشكل منفرد".
خطوة في الاتجاه الصحيح
هجمات المعلوماتية للحصول على فدية "رانسوم وير" هي نوع يدر المزيد من الأموال من عمليات الفدية الرقمية يقدرها الإنتربول بمليارات الدولارات، وتتزايد باستمرار.
وبحسب الخزانة الأميركية، دفعت 590 مليون دولار من الفديات في الولايات المتحدة لوحدها في الفصل الأول من العام 2021 مقابل 416 في 2020.
وقال المحلل في مجموعة الأمن الرقمي "ديجيتال شادوز" التي يوجد مقرها في كاليفورنيا، كريس مورغان، إن "عدد عمليات التوقيف والأموال المصادرة ضعيفة نسبياً مقارنة بعدد الهجمات التي تحصل كل أسبوع" مضيفاً "لكنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وطريقة عمل للسلطات مصلحة في اتباعها".
ويعتبر الخبراء أن ريفيل مجموعة مقرصني المعلوماتية الأكثر إثارة للقلق، في مجال برامج الفدية وتعتبر خليفة "غراند كراب".
وأثيرت أسئلة حول مصيرها في تموز/يوليو حين اختفت مواقع وصفحات عدة مرتبطة بهذه المجموعة فجأة عن الإنترنت بعد الهجوم على كاسيا. هذا الإغلاق أثار تكهنات لمعرفة ما اذا ما كان هذا القرار نتيجة عمل حكومي.
(فرانس برس)