من بين المشروبات الشائعة، تلك الغازية، ذات الأضرار الكبيرة على الصحة. في حديث إلى "العربي الجديد"، توضح اختصاصية التغذية مايا أبو جودة أن الضرر لا يقتصر على المشروبات الغازية العادية، كما يعتقد كثيرون، بل أيضاً على تلك الخاصة بالحمية، وإن كانت خالية من السكر.
الكثير من السكر
أولى المشكلات في المشروبات الغازية في أنها تحتوي على معدلات عالية من السكر؛ إذ تحتوي قنينة واحدة منها على 10 ملاعق من السكر، وعلى 150 وحدة حرارية، وهي كمية عالية جداً، لأنه يمكن تناول أكثر من قنينة واحدة في اليوم من دون أن تؤمن أي شعور بالشبع أو الاكتفاء.
أضرار السكر كثيرة، ونظراً إلى وجوده بهذه الكميات الكبيرة في المشروبات الغازية، لا بد لمن اعتاد تناولها أن يحذر مما يمكن أن يتعرّض له: تسوّس الأسنان، والسمنة بما أن السكريات تتحول إلى دهون في الجسم. من جهة أخرى، يسبب الأسيد الذي تحتوي عليه المشروبات الغازية، كثيراً من الأذى في الجسم، لكونه من المواد الكيماوية التي تؤثر سلباً بصحة العظام والأسنان والمعدة. الأسيد الذي تحتوي عليه المشروبات الغازية، يتخطى ذلك الذي في المعدة، ما يهدد بإصابتها بالقرحة، وارتداد الطعام والغازات، ومتلازمة القولون العصبي.
بين المشروبات الغازية والعصير
في مقارنة بين المشروبات الغازية والعصائر، تشير أبو جودة إلى أنّها كلّها تحتوي على كمية الوحدات الحرارية نفسها تقريباً. ففي كوب صغير من العصير 120 وحدة حرارية، بينما في قنينة المشروبات الغازية 150 وحدة حرارية. في المقابل، يجب ألا ننسى أن العصائر الطبيعية تحتوي على السكر الطبيعي، بينما تحتوي المشروبات الغازية على السكر الأبيض، وبالتالي لا فوائد لها من هذه الناحية.
وفي الوقت نفسه، ترتفع معدلات امتصاص هذا النوع من السكر في الجسم، مقارنة بذاك الموجود في العصائر، ما يزيد من أضراره في الجسم. كذلك يمكن الاستفادة من المكونات الغذائية العديدة الموجودة في العصائر. من جهة أخرى، يساهم نوع السكر المستخدم في تصنيع المشروبات الغازية في زيادة خطر الإصابة بأمراض في الكبد وفي ارتفاع معدلات الشحوم الثلاثية في الدم، كما أظهرت الدراسات.
ماذا عن المشروبات الغازية الدايت؟
يتصوّر كثيرون أنه يمكن تناول المشروبات الغازية الخاصة للحمية، من دون ضوابط، لكونها لا تحتوي على السكر، وهي حليفة للرشاقة والصحة. في الواقع، تشدد أبو جودة على أن كون المشروبات الغازية خاصة للحمية، لا يعني أبداً أنه يمكن تناولها بكميات غير محدودة؛ لأن الجدل لا يزال قائماً حول مضار السكر الصناعي البديل المستخدم فيها. تُظهر بعض الدراسات أنه قد لا يؤثر بمستويات السكر في الدم مباشرةً، إلا أنه يساهم في زيادة رغبة من يتجرّع هذا النوع من المشروبات في تناول أي مصدر للسكر لإرضاء رغبة لديه يجد صعوبة في مقاومتها، ويتجه إلى تناول الطعام الغني بالسكر، ويسبب خللاً في مستويات الأنسولين.
لا مشروبات غازية للأطفال
تنصح أبو جودة بعدم تخطي معدل قنينة واحدة من المشروبات الغازية كل خمسة أيام، وتحذّر من تناول الأطفال هذا النوع من المشروبات، كما هو شائع اليوم ومنتشر بشكل خطير، لأن آثارها السلبية كثيرة على صحة العظام لديهم ونموّها، لأنه يُفترض بهم تناول الماء والحليب وغيرهما من الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم، في الوقت الذي يتناولون فيه المشروبات الغازية. وبالتالي، تحلّ محل المكونات الغازية التي يحتاجها الأطفال في نموّهما مكونات غير صحية، تسبب الأذى لنموّهم وصحتهم، لا بل هي تؤثر سلباً بالدور الإيجابي الذي تؤديه المكونات الصحية. وبالتالي، يجب ألا يتناول الطفل أياً من المشروبات الغازية مع الأكل.