استمع إلى الملخص
- تضليل الجمهور: وكالة "فرانس برس" كشفت أن الفيديوهات والصور المتداولة لا علاقة لها بالأحداث الجارية، ونفت شركة طيران الشرق الأوسط شائعة اختفاء طائرة.
- دعوات للتحقق: جهات إعلامية دعت إلى تدقيق المعلومات قبل نشرها والاعتماد على المصادر الرسمية، وتجنب نشر مشاهد دموية أو صور الأطفال دون موافقة.
مع بدء تصعيد العدوان الحربي الإسرائيلي على لبنان صباح أمس، بدأ انتشار الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعة المراسلة على واتساب وتليغرام وغيرها.
صباحاً انتشر على نطاق واسع فيديو يظهر ما يبدو أنه حشد كبير للآليات العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، مدعيًا أنه يعكس استعدادًا لغزو وشيك. ومع تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، أثار هذا الفيديو حالة من الذعر بين المشاهدين.
ولكن، وفقًا لموقع "مسبار" للتحقق من المعلومات، تبين أن الفيديو قديم ولا يرتبط بالتطورات الحالية. الفيديو المتداول يعود إلى أحداث سابقة ولم يُصور خلال العدوان الأخير على لبنان. يأتي انتشار هذا الفيديو في إطار حملة للتلاعب بالمشاعر العامة وزيادة التوتر في الشارع اللبناني.
كذلك ومن ضمن الأخبار الكاذبة انتشرت على مواقع التواصل صورة تُظهر حطام طائرة عسكرية مع إشارة إلى أنها تعود لطائرة إسرائيلية أُسقطت خلال العدوان على الحدود اللبنانية. وقد تُدوولت هذه الصورة كثيراً، وادعى ناشروها أنها دليل على تقدم المقاومة اللبنانية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
لكن وفقًا للتحقيق الذي أجرته وكالة "فرانس برس" لتقصي الحقائق، تبين أن الصورة قديمة وتعود لحادثة إسقاط طائرة في عام 2020، وليس لها علاقة بالأحداث الجارية. استخدام هذه الصورة في هذا السياق كان محاولة للتلاعب بالمعلومات وتضليل الجمهور حول مجريات الصراع.
كذلك كشف وكالة فرانس برس أن الفيديو الذي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وزعم ناشروه أنّه لانفجارٍ ضخمٍ إثر القصف الإسرائيليّ على جنوب لبنان. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود، بحسب الوكالة، لانفجار مخزنٍ للأسلحة في روسيا إثر هجومٍ أوكرانيّ. يظهر في الفيديو، الملتقط على ما يبدو من سيّارة، انفجارٌ هائلٌ ولّد كتلة نارٍ هائلة في السماء. وجاء في التعليق المرافق له أنّه مصوّر في جنوب لبنان ليل السبت 21 سبتمبر/ أيلول 2024 تزامناً مع تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية هناك.
وبالتزامن مع تصاعد العدوان خلال أمس، أعاد مستخدمون لمنصة إكس، بنشر مجموعة من الأخبار الكاذبة بينها فيديو سبق أن ظهر للمرة الأولى بعد عملية طوفان الأقصى، تظهر شعار حزب الله، أمينه العام حسن نصرالله يسير ويدير ظهره للكاميرا، على اعتبار أنه يتحضّر لإلقاء خطاب كبير للتعليق على تصاعد القصف الإسرائيلي. إلا أن الفيديو لم يصدر عن حزب الله، ولا علاقة له بالتصعيد الحديث ضد قرى الجنوب اللبناني.
وخلال اليوم ومع تزايد الشائعات حول حركة الطيران في الأجواء اللبنانية نفت شركة طيران الشرق الأوسط (الخطوط الجوية اللبنانية)، في بيان، ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن اختفاء إحدى طائراتها، عن الرادار، مؤكدة أنه عار من الصحة جملة وتفصيلاً. وكان خبراً قد انتشر على مجموعات واتساب في لبنان أن طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط قد اختفت عن الرادار مع تصاعد القصف على الحدود الجنوبية، ما خلق حالة من البلبلة عند أهالي المسافرين، ليتبيّن أن الخبر كاذب.
وساهمت مؤسسات إعلامية عدة بنشر أخبار كاذبة طيلة يوم أمس، إذ انتشر على سبيل المثال خبر منسوب إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ضرورة إخلاء البيوت في بيروت لأن القصف الإسرائيلي سيطاولها بعد ظهر الاثنين (أمس)، لكن تبيّن لاحقاً أن الخبر غير صحيح، ما اضطر المؤسسات الإعلامية إلى حذفه. كذلك انتشرت تسجيلات صوتية نسبت إلى حزب الله تحذّر فيها الاحتلال من رد مزلزل قادم، لكن التسجيل لا علاقة له بحزب الله، ولم يتبنّه الحزب، ولم يصدر عنه أنه جهاز رسمي تابع له.
ومع تدفّق الأخبار الكاذبة، التي أغرقت مواقع التواصل والحسابات اللبنانية منذ تفجير البيجر الأسبوع الماضي، وما تلاه من تصعيد، أعادت جهات عدة التذكير بضرورة التدقيق بالملعومات قبل نشرها. ونشر تجمّع الصحافة البديلة مجموعة من التوصيات أثناء تغطية العدوان الإسرائيلي، أبرزها "تدقيق المعلومات قبل نشرها والاعتماد على المصادر الرسمية، وعدم تصوير مشاهد دموية وعدم نشرها احتراماً لحرمة الأشخاص ومستقبلهم"، كذلك طلب التجمّع من الصحافيين "عدم تصوير الأطفال من دون الحصول على موافقة أهلهم، وعدم نشر صورهم، وعدم إعلان أسماء الضحايا من دون وجود تأكيد رسمي". وكانت أسماء عدد من المفقودين في قصف الاحتلال للضاحية الجنوبية لبيروت قد انتشرت في الأيام الماضية على أساس أنهم في عداد شهداء، ليظهر لاحقاً أن الدفاع المدني وفرق الإسعاف لم تعثر عليهم بعد.