الاحتلال يحرم الصحافي رمزي العباسي من طفلَيه

09 اغسطس 2023
رمزي العباسي معتقل منذ إبريل الماضي بتهمة التحريض التي ينفيها (فيسبوك)
+ الخط -

"بابا شوف (انظر إلى) الإسوارة"... جملة كررتها الطفلة كنز مرتين في بهو المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، بينما كان والدها الناشط والصحافي المقدسي رمزي العباسي يقاد مكبلاً بقيوده إلى داخل المحكمة التي أصدرت، الاثنين، حكماً بسجنه لمدة عام ويوم واحد.

رمزي العباسي، وهو في الثلاثينيات من عمره، اعتُقل في الثاني من إبريل/ نيسان من العام الحالي، بتهمة التحريض التي نفاها في كل جلسة محاكمة عُقدت له منذ ذلك التاريخ، إذ يصر على موقفه بأنه يحاكم ويلاحق على خلفية نشاطه الإعلامي.

أفادت شيماء عبد ربه، وهي معالجة نطق وأخصائية تربية الأطفال الذين يعانون التوحد، بأن زوجها كان يعمل في موقعين إخباريين (البوصلة، والسهل)، بعد إتمامه دورة تدريبية في تركيا. في جلسة المحكمة التي عقدت الاثنين، "كان واضحاً أن القضاء الإسرائيلي لا يختلف عن المؤسسات الرسمية الاحتلالية الأخرى في تعامله مع الفلسطينيين، وبدا ذلك واضحاً قبيل أن تصدر القاضية قرارها بسجن رمزي (العباسي) فعلياً"، قالت شيماء عبد ربه. وأضافت: "عبثاً حاولت كنز، ابنة العامين، أن تقترب من والدها، ليرى على معصمها الصغير إسوارة صنعها هو لها في السجن. كانت كنز فرحة بالإسوارة التي أهداها إياها والدها، لكن الاحتلال حرمها فرحتها بارتدائها، إذ منعها من الاقتراب من والدها الذي اكتفى بمبادلتها الابتسامة عن بعد. قبل ذلك، كان السجانون الذين اقتادوا والدها مكبل اليدين والرجلين، في جلسة المحكمة السابقة، منعوه من احتضانها، بعدما ركضت نحوه".

لم تكن الفترة التي اعتُقل فيها رمزي العباسي سهلة على أفراد عائلته، كما أكدت زوجته التي أردفت قائلة: "كوني إنسانة تربوية، فقد كنت قادرة على احتواء طفلَي والقيام بدور الأم ودور الأب وسد الفراغ الناتج عن غياب زوجي. كنت دائماً أحدثهما عن والدهما وأستعيد معهما صوره، وتحديداً مع طفلتي كنز التي لا تتجاوز العامين، حتى لا تنساه، علماً بأنها شديدة التعلق به، وكذلك الحال بالنسبة لطفلي لكنان. كان هذا صعباً عليّ، لكني لم أظهره لطفلَي حتى لا ينعكس عليهما سلباً".

ومن أقسى المواقف التي شهدت عليها الأسرة وفاة والدة الصحافي في أثناء احتجازه، وكذلك غيابه عن ذكرى ميلاد طفلته، وعن الاحتفال بتفوق طفله المدرسي. وكان العباسي عبّر عن حزنه العميق لوفاة والدته من دون أن يتمكن من وداعها، في رسالة مسربة من داخل سجنه.

العام الماضي، قال الناشط المقدسي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت قراراً بمنعه من السفر للمشاركة في مؤتمر تضامني مع الشعب الفلسطيني في مدينة إسطنبول التركية. واحتجزت استخبارات الاحتلال جواز سفر العباسي بعد استدعائه للتحقيق في المسكوبية. وقبل هذا القرار، أشار إلى أن الاحتلال طرده من وظيفته، إذ كان يعمل معالجاً طبيعياً لأطفال التربية الخاصة في وزارة المعارف، بحجة "أنه خطر على السلم العام في القدس". وتعرض العباسي سابقاً للاعتداء عليه من شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى، بتهمة ضرب جندي ما أدى لكسر قدمه، ولاحقاً رُفعت عليه قضية "ضرب جندي" رغم أنه هو الذي تعرض للاعتداء.

المساهمون