شهد برنامج "صار الوقت" الذي يقدّمه اللبناني مارسيل غانم عبر قناة إم تي في المحلية، مساء الخميس، شجاراً حادّاً بين الجمهور، تخلله تضارب بالأيدي وإطلاق نار وسقوط جرحى.
وبدأ الخلاف مع توتّر الأجواء داخل الاستديو بين النائب وضاح صادق من جهة، والنائب شربل مارون الذي ينتمي إلى التيار الوطني الحر، برئاسة النائب جبران باسيل، ومناصريه من جهة ثانية. المواجهات الكلامية بين جمهور التيار ومعارضيه تطورت إلى تدافع وتضارب، قبل تدخل رجال الأمن.
وفي وقتٍ استؤنفت الحلقة، انتقل الخلاف إلى الباحة الخارجية للقناة، حيث انضم عدد كبير من مناصري التيار الذين يعرفون بـ"الحرس القديم"، وحصلت مواجهة مع أمن القناة، قبل حدوث إطلاق نار، ما استدعى تدخل الجيش والقوى الأمنية، في حين سقط عددٌ من الجرحى.
وقال غانم، خلال الحلقة، إن "كاميرات وبعض الميكروفونات سرقت"، و"جرى التعامل بحقد" مع الاستوديو الذي تعرّض للتخريب والتكسير. وأضاف أن ما حصل "مفتعل ومحضَّر له" قبل الإطلالة عبر الهواء، على حد قوله، واضعاً ما جرى في عهدة الأجهزة الأمنية.
ونقلت قناة "إم تي في" مقطع فيديو لامرأة حضرت بين الحضور، وهي تتحدث من الاستوديو وتقول عبر الهاتف لأحد الأشخاص: "فوتوا (ادخلوا) بسرعة"، وذلك بالتزامن مع الحادثة.
هذا بدأ الاشكال بين الجمهور بالأمس في برنامج #صار_الوقت pic.twitter.com/88VbbD4W9c
— Fouad Khreiss (@fouadkhreiss) November 4, 2022
وقالت القناة: "بدا واضحاً أن من يسمّون أنفسهم الحرس القديم استعدّوا عمداً للإشكال الذي حصل في استديو صار الوقت، وكاد ربما يتسبّب بوقوع ضحايا، وبدا واضحاً أن هؤلاء يرغبون بالفوضى، بعضهم هدّد بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم هدّدوا المحطة بشكل مباشر بعدها". وأعلنت القناة، في بيان اليوم الجمعة، أنها "سترفض حتى إشعار آخر استقبال هذا الجمهور الموتور في برنامج صار الوقت، نتيجة ما قام به أمس على الرغم من إتاحة المجال له للتعبير مراراً عن الرأي، وهو ما يظهر جلياً من خلال متابعة الحلقة، على أن يبقى الضيوف المنتمون إلى التيار مرحباً بهم للتعبير عن مواقفهم ومواقف حزبهم، وهو ما تحرص عليه القناة مهما تعرّضت من حملات مسيئة".
وأكد النائب وضاح صادق، عبر "تويتر"، أن "لا علاقة" له بما حصل. وغرّد: "الإشكال وقع بين أمن MTV وبعض الحضور الذي كان يشتم الضيوف".
في المقابل، يتهم أنصار التيار الوطني الحر البرنامج ببث الفتنة والتحريض ضدهم وإهانة "شهداء 13 تشرين".
ففي 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990، هاجم جيش النظام السوري القصر الرئاسي في لبنان، حيث قتل عشرات العسكريين اللبنانيين، فانتقل ميشال عون، وكان حينها رئيساً للحكومة العسكرية، وعدد من مساعديه، إلى السفارة الفرنسية طالبين اللجوء السياسي، كما طلب من الجيش أخذ الأوامر من الرئيس السابق إميل لحود. وغادر عون إلى باريس، قبل عودته عام 2005، علماً أنه تاريخ يلقى انقساماً كبيراً بين المواطنين والقوى السياسية، وسط اتهامات لعون بالهروب والتخلي عن مسؤولياته.
وعلى وقع التضامن السياسي الذي لاقاه برنامج "صار الوقت" ومقدمه مارسيل غانم، دانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية ما حصل "من هرج ومرج نتيجة الاحتقان السياسي الذي نتج عنه اعتداء على المحطة وممتلكاتها في حرمها وسقوط إصابات وجرحى".
وأكدت في بيان أنها "تشجب بشدة هذا الاعتداء، ومبرراته، وأسبابه، لأنه يتعارض كلياً مع وجوب الحفاظ على حرمة المؤسسات الإعلامية"، ودعت القضاء اللبناني إلى "وضع يده على هذا الحادث الخطير، المدان والمؤسف، وإجراء تحقيق سريع وشفاف لكشف ملابساته وتوقيف المتسببين به والمشاركين فيه".
وكررت دعوتها "القوى السياسية ووسائل الإعلام إلى مراعاة الوضع العام في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الوطن، والتحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية". وسيعقد مجلس النقابة اجتماعاً استثنائياً الأسبوع المقبل "لمناقشة دور الإعلام في هذه المرحلة".