بلوسكاي تلتحق بقامعي مناصري الفلسطينيين

22 نوفمبر 2024
16 مليون مستخدم لـ"بلوسكاي" حالياً (ياكوب بورجتسكي/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منصة إكس هجرة جماعية للمستخدمين نحو بلوسكاي بعد فوز ترامب وتعيين ماسك، حيث ارتفع عدد مستخدمي بلوسكاي من 10 إلى 16 مليوناً بسبب تخفيف قواعد الإشراف وهيمنة اليمينيين.
- واجهت بلوسكاي انتقادات لقمعها المحتوى الفلسطيني خلال حرب غزة، واعترفت بأخطاء في أنظمة الفلترة التلقائية، مؤكدة العمل على تحسين نظام المراجعة.
- تعرضت منصة إكس لاتهامات بنشر محتوى مضلل، وواجه ماسك انتقادات بعد ترويجه لنظريات معادية للسامية، وزار الكيان الصهيوني لمناقشة قضايا مع نتنياهو.

منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية وإعلانه عن تعيين إيلون ماسك على رأس وزارة مستحدثة لـ"الكفاءة الحكومية"، يفر المستخدمون من منصة إكس (تويتر سابقاً) التي يملكها الأخير نحو منصة بلوسكاي. وكان ماسك الذي يملك أيضاً شركتي تسلا وسبايس إكس قد دعم المرشح الجمهوري رسمياً في سباقه إلى البيت الأبيض، ووفّر التمويل لحملته. تشهد المنصة إذاً هجرة جماعية (مليون مستخدم جديد يوم الجمعة الماضي وحده) أدت إلى ارتفاع عدد مستخدميها من عشرة ملايين في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي إلى 16 مليون شخص في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. من بين الهاربين من منصة إكس صحيفتا ذا غارديان البريطانية ولا فانغارديا الإسبانية، احتجاجاً على تخفيف قواعد الإشراف على المنصة وهيمنة اليمينيين عليها.

وسط هذا الإقبال، سرعان ما وجدت "بلوسكاي" نفسها متورطة في ما تورط فيه قبلها عمالقة منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً منصتي إنستغرام وفيسبوك المملوكتين لشركة ميتا، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023: استهداف حسابات الفلسطينيين والمناصرين لهم، والتحيز إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.

اعترفت منصة بلوسكاي، التي أسستها وموّلتها "تويتر" نفسها عندما كان مؤسسها المشارك جاك دورسي يقودها، بأنها أخطأت بقمع المحتوى الفلسطيني، من خلال حذف الحسابات الفلسطينية ومنع روابط هدفها جمع التبرّعات للفلسطينيين في غزة. وبعد الجدل حول ممارساتها بين مستخدمين، برّرت وقائع قمع الصوت الفلسطيني بأخطاء في أنظمة الفلترة التلقائية.

مولي شاه مستخدمة لـ"بلوسكاي"، ولاحظت أن المنصة تحذف حسابات المتضامنين مع الفلسطينيين، كما تحذف الروابط التي تدعو إلى التبرع لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة. وكتبت منشوراً أعربت فيه عن قلقها بشأن تصنيف "بلوسكاي" للحسابات المؤيدة للفلسطينيين على أنها "غير مرغوب فيها" (spam)، مشيرةً إلى أن حسابات عدة تعرّضت للحظر من دون مبرر واضح. وأكدت أنها شهدت تعرّض أكثر من 12 حساباً للحذف أو التصنيف كـ"غير مرغوب فيه". ويبدو أن الحسابات المحذوفة كانت تشارك جميعها روابط لجمع التبرّعات من موقع "غو فاند مي" المخصص لهذه الغاية.

شاه ليست إلا واحدة فقط من بين مستخدمين استغربوا حذف الحسابات المتعلقة بفلسطين عامة وغزة خاصة على المنصة. وإثر ملاحظتها لما تتعرض له الحسابات الفلسطينية، أرسلت شاه رسالة إلكترونية إلى إدارة "بلوسكاي" في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، سعياً للحصول على توضيحات بشأن ممارسات الإشراف على المحتوى. في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، ردّت الشركة على شاه موضحةً أن بعض السلوكيات، مثل اكتساب عدد كبير من المتابعين في فترة زمنية قصيرة، يمكن أن يؤدي إلى تشغيل فلاتر "الحسابات غير المرغوب فيها" بطريقة تلقائية، مما يؤدي إلى تحديد الحسابات أو إزالتها. وأقرت المنصة بالمخاوف التي أثارها المستخدمون، وأشارت إلى أنها تعمل على إجراء تغييرات لتحسين نظام المراجعة الخاص بها للحد من الإبلاغات غير الضرورية. كما أكدت أن "الحسابات الغزية مرحب بها لبناء قاعدة من المتابعين بشكل أصيل وعضوي، لسرد قصصهم وجمع الأموال".

وعلقت شاه: "لم أَرَ ما يثبت أنها (بلوسكاي) كانت تستهدف الفلسطينيين بشكل مباشر. ومع ذلك، تعرّضت حسابات الفلسطينيين للتصنيف والحذف بمعدلات أعلى بكثير من الحسابات الأخرى". وحذّرت من أن الدورة الحالية من حذف الحسابات، يليه إنشاء المستخدمين حسابات جديدة ونشر محتوى مماثل، قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من عمليات الحذف من دون أن يفهم المستخدمون السبب.

وبالعودة إلى "إكس"، اتُهمت المنصة بإتاحة المحتوى المضلل والعنيف والكراهية، ووجهت إلى مالكها إيلون ماسك انتقادات حادة، بعدما رد على منشورات تروج لنظريات معادية للسامية. أصر ماسك منذ ذلك الحين على أنه ليس معادياً للسامية، وفي سياق تأكيد موقفه هذا، زار الكيان الصهيوني في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتوجه رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إحدى مستوطنات غلاف غزة؛ حيث نفذ المقاومون الفلسطينيون عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما عقد حواراً مع نتنياهو عبر "إكس"، قال فيه الأخير: "علينا نزع سلاح غزة بعد تدمير حماس" و"القضاء على التطرف" في الأراضي الفلسطينية.

المساهمون