علي طليس من مبدع لبناني إلى منتحلٍ لألقاب "غينيس"

تصدّر اسم الشاب اللبناني علي الهادي طليس العناوين هذا الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المحلية والعربية، بدايةً بادعائه أنّه أصغر مخترع ومهندس ودكتور محاضر جامعي وحائز على براءات اختراع يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ولاحقاً بعد اتهامه بالكذب ونشر تقارير تكشف زيف مزاعمه.

كان طليس (19 عاماً)، والذي يعيش في بلدة بريتال في البقاع اللبناني، قد ظهر في مقطع فيديو مصوّر يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، ليعرّف عن نفسّه بأنه "كسر 3 أرقام قياسية، منها أصغر مخترع وأصغر مهندس ينال براءة اختراع في مشروع متكامل نظرياً وعملياً وأصغر دكتور محاضر في الجامعة".

وادعى طليس أنّ موسوعة غينيس تواصلت معه لتسجيل أرقامه القياسية، مضيفاً: "بعد تقديم المستندات واطلاع فريق من الخبراء والمحققين تم التواصل معي ليل أمس وإبلاغي رسمياً كسري لثلاثة أرقام قياسية". كما أشار إلى أنّه يحضّر لاختراعات كثيرة في المستقبل سيمهرها بختم "صنع في لبنان".

وحظيت قصّة طليس بانتشار واسع، خاصةً بعد قيام عضو كتلة "حزب الله" البرلمانية النائب إبراهيم الموسوي بالإضاءة على "الإنجاز"، ونشر خبر يقول إن طليس مبدع حفر اسمه في موسوعة غينيس بعد نيله 3 شهادات دوِّنت وسجّلت في الموسوعة.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية تغريدة الموسوي، وتبعتها موجة من التهليل والتبريك على مواقع التواصل الاجتماعي، للإنجاز اللبناني. وبعدها، انتشرت أخبار مفادها أن طليس تلقى دعوة من رئيس البرلمان نبيه بري لزيارته في مقرّه في عين التينة في بيروت لتكريمه وتهنئته على إنجازه.

دفعت هذه الضجة عدداً من المنصات الإعلامية لإجراء مقابلات مع طليس، فيما عمد البعض الآخر إلى الغوص أكثر في قصّته والتحرّي عنه. وكشفت إحدى محطات التليفزيون المحلية بعد تواصلها مع "غينيس" أنّ الأرقام القياسية التي تحدّث عنها الشاب اللبناني "غير موثقة بعد أو لا تعود إليه أو تعود إلى أشخاص آخرين"، لافتةً إلى "وجود طلبين مقدمين من قبله لكن لم يتم النظر فيها بعد". كما لفتت المحطة إلى أنّ طليس زوّر الشهادات الجامعية التي عرضها.

حول العالم

التحديثات الحية

مهارات مختلفة في اليوم العالمي لموسوعة غينيس للأرقام القياسية

وتواصل "العربي الجديد" مع مكتب رئيس البرلمان نبيه بري الإعلامي الذي أكد أنّه لم يحدّد أيّ موعد مع طليس يوم أمس الخميس، فيما أصرّ الأخير على التمسّك بروايته، مشيراً إلى أنّه كان بصدد لقاء بري قبل إلغاء الزيارة بعد الاتهامات التي طاولته بالاحتيال وتزوير الشهادات.

واعتبر طليس أنّ الحملة ضدّه سياسية، وعلى الرغم من كشف بطلان مزاعمه، إلّا أنّه تمسّك في حديث مع "العربي الجديد" بادعاءاته، وقال: "أنا لم أنشر الموضوع على الإعلام بل نشرت على خاصية ستوري واتساب عقداً رسمياً من غينيس، والألقاب قيد الدراسة، علماً أنها معي، فأنا لست فقط أصغر مخترع بعمر 19، بل أول اختراع كان لي منذ كان عمري 15 عاماً"، مضيفاً: "قدّمت اختراعات خلال فترة فيروس كورونا وقمت بمشاريع واختراعات صناعية هذه السنة".