استهلاك أطفال المدارس للخضار والفواكه ينعكس إيجاباً على صحتهم العقلية

09 أكتوبر 2021
سوء التغذية يمكن أن يؤثر على الأداء الدراسي للطلاب ونموهم الصحي (Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة جديدة أعدها باحثون من جامعة "إيست أنجليا" أن الأطفال الذين يخضعون إلى نظام غذائي أفضل، يحتوي على كميات جيدة من الفواكه والخضروات، يتمتعون بصحة نفسية أفضل. تعد الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين تناول الفاكهة والخضروات، وخيارات الفطور والغداء، وبين الصحة العقلية لدى أطفال المدارس.

يقول فريق البحث الذي أجرى الدراسة العملية على تلاميذ المدارس في المملكة المتحدة إنه يجب تطوير استراتيجيات الصحة العامة، والسياسات المدرسية، لضمان توفير التغذية الجيدة لجميع الأطفال، قبل وفي أثناء المدرسة، لتحسين الرفاهية العقلية وتمكين الأطفال.

تشير نتائج الدراسة، المنشورة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، في مجلةBMJ Nutrition  Prevention & Health إلى حدوث تطورات إيجابية في مستوى الصحة العقلية لدى طلاب المدارس الثانوية الذين جرت متابعتهم، والذين يستهلكون خمس حصص أو أكثر من الفاكهة والخضروات يومياً.

حلّل الباحثون بيانات ما يقرب من 9000 طفل من 500 مدرسة في مقاطعة نورفولك الإنكليزية. وشمل ذلك 1253 طفلاً في 30 مدرسة ابتدائية، و7570 تلميذاً في 26 مدرسة ثانوية. أبلغ الأطفال المشاركون في الدراسة بأنفسهم عن الطعام الذي اختاروا تناوله في أوقات الوجبات، وشاركوا في اختبارات الصحة العقلية التي شملت مؤشرات، مثل مستويات البهجة والاسترخاء، وكيف شعر الأطفال بقضاء الوقت مع الآخرين. كما أخذت الدراسة، في الاعتبار، العوامل الأخرى التي قد يكون لها تأثير على الصحة العقلية، مثل حال الأسرة وطريقة الحياة في المنزل.

كشفت النتائج أن ربع أطفال المدارس الثانوية، و28% فقط من أطفال المدارس الابتدائية، أفادوا بتناول الفاكهة والخضروات الموصى بها في اليوم. في حين، قال أكثر من واحد من كل خمسة طلاب في المرحلة الثانوية، وواحد من كل 10 طلاب في المرحلة الابتدائية، إنهم لم يتناولوا أي وجبة إفطار، وأن أكثر من واحد من كل 10 طلاب ثانوي لم يأكل أي وجبة غداء. وأفاد واحد من بين كل 10 أطفال، شملهم الاستطلاع، إنهم لم يتناولوا أي فاكهة أو خضروات في أثناء أوقات الوجبات على الإطلاق.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال المؤلف الرئيسي في الدراسة، ريتشارد هايهو، المحاضر في الصحة العامة في جامعة "أنجليا روسكين"، إن النتائج التي أسفرت عنها الدراسة مقلقة للغاية، وأن سوء التغذية يمكن أن يؤثر على الأداء الدراسي للطلاب، وكذلك على النمو الصحي لهم. وأضاف هايهو أن الدراسة ركزت على الارتباطات بين استهلاك الفاكهة والخضروات أو خيارات الوجبات مع الصحة العقلية. وأظهرت النتائج عدداً من الارتباطات المهمة، بما في ذلك الخيارات الصحية للوجبات، وزيادة استهلاك الفاكهة والخضروات، التي ارتبطت بدرجات أعلى للرفاهية بين الطلاب. 

استطرد الباحث: "نحن نعلم بالفعل مدى أهمية التغذية الجيدة والنظام الغذائي للصحة البدنية طوال الحياة، وخاصة أثناء نمو الطفولة، ولكن ما لم يثبت جيداً هو ما إذا كانت التغذية قد تؤثر بالمثل على الصحة العقلية. ومع مخاوف الصحة العامة المتزايدة، أردنا استكشاف الروابط بين التغذية والرفاهية العقلية لتحديد ما إذا كان يمكن أن تكون التغذية هدفا لتحسين الصحة العقلية".

وعن وجود فروقات بين أنواع الفاكهة والخضار التي تناولها الطلاب، أو أي أنواع ترجحها الدراسة، قال هايهو إن الاستبيان الخاص بالدراسة، كان بسيطا جدًا، ليتمكن الطلاب من التعامل معه بسهولة. سأل الباحثون الأطفال عن إجمالي استهلاكهم من الفاكهة والخضار، لكنهم لم يسجلوا تفاصيل حول أنواع الفاكهة والخضروات التي تناولها أولئك الطلاب.

المساهمون