ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 103

25 ديسمبر 2023
يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، استشهاد صحافيَين فلسطينيَين بقصف إسرائيلي شمالي القطاع، ما يرفع عدد الشهداء الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي الذين قتلتهم قوات الاحتلال إلى 103، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، بأن "عدد الشهداء الصحافيين ارتفع إلى 103 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة". وأضاف أن "هذا الارتفاع جاء بعد ارتقاء الزميل الصحافي محمد يونس الزيتونية، مهندس الصوت في إذاعة الرأي الفلسطينية، والصحافي محمد عبد الخالق العف، المصور في وكالة الرأي المحلية، على يد الغدر الإسرائيلي في محافظة غزة".

وفي وقت سابق من أمس الأحد، أفاد المكتب الحكومي، في بيان، بأن عدد الصحافيين الشهداء خلال العدوان على قطاع غزة بلغ 101 صحافي، بعد "ارتقاء الصحافي الشهيد أحمد جمال المدهون، نائب مدير وكالة الرأي الفلسطينية (تابعة لحكومة غزة)، على يد الغدر الإسرائيلي في محافظة شمال القطاع"، قبل ارتفاع الحصيلة مجدداً.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن، السبت، ارتفاع عدد الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي الذين قتلوا بهجمات إسرائيلية على القطاع إلى 100، وذلك بعد "ارتقاء الصحافي الشهيد محمد أبو هويدي بقصف للاحتلال في حي الشجاعية (شرق مدينة غزة)".

والجمعة، أفاد المكتب الحكومي، في بيان، بأن عدد الشهداء الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي ارتفع إلى 99، بـ"استشهاد الصحافي الفلسطيني محمد خليفة الذي قتل بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة".

هذا يعني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل كل يوم صحافياً على الأقل في غزة.

كما قدّر المكتب الإعلامي الحكومي الاعتقالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بأكثر من 2600 معتقل، بينهم 40 من الطواقم الطبية و8 صحافيين.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة، ضياء الكحلوت، منذ السابع من ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

عمليات تعذيب إسرائيلية لمعتقلي غزة

كشف نادي الأسير الفلسطيني، الأحد، أنه تلقى مزيداً من الشهادات عن حالات تعذيب "مروعة" لفلسطينيين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، فضلاً عن حالات تعذيب لمعتقلين من الضفة.

وجاء في بيان لنادي الأسير الفلسطيني: "تتصاعد الشهادات لمعتقلين من غزة أفرج عنهم أخيراً، تتضمن تفاصيل مروعة لعمليات تعذيب وتنكيل نفذها جيش الاحتلال بحقّهم، وأجسادهم شاهدة عليها".

تعذيب وحبوب مخدرة.. شهادات لفلسطينيين احتجزهم جنود الاحتلال في غزة

وأضاف: "في وقت تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهم، ترفض الإفصاح عن مصيرهم، وأماكن احتجازهم وأعدادهم منذ بداية العدوان، علما أن من بينهم أسيرات، من بينهن طفلات ومسنّات".

وطالب النادي "كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالضغط على الاحتلال، للكشف عن مصيرهم، ووقف عمليات التّعذيب والتّنكيل التي يتعرض لها الأسرى".

نمط واضح لاستهداف الصحافيين

أفادت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها الولايات المتحدة، بأن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة إلى الصحافيين"، مع تسجيل أكبر عدد من الشهداء الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد.

وأشارت لجنة حماية الصحافيين، الخميس، إلى أنها "قلقة على وجه التحديد إزاء وجود نمط واضح لاستهداف الصحافيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي".

وكانت لجنة حماية الصحافيين أصدرت تقريراً في مايو/ أيار الماضي، انطلقت فيه من جريمة قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لتوثّق مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 20 صحافياً على الأقل منذ 2001، ووجدت "نمطاً في الاستجابة الإسرائيلية يبدو مصمماً للتملص من المسؤولية. فقد أخفقت إسرائيل في إجراء تحقيقات كاملة بشأن أحداث القتل هذه، ولم تجرِ تحقيقات معمقة إلا عندما يكون الضحية أجنبياً أو موظفاً لدى مؤسسة إعلامية بارزة. وحتى في تلك الحالات، سارت التحقيقات ببطء شديد، واستغرقت أشهراً أو سنوات، وانتهت بتبرئة الأشخاص الذين أطلقوا النيران".

وأشارت لجنة حماية الصحافيين حينها إلى أنّ التحقيقات في مقتل الصحافيين على يد الجيش الإسرائيلي تتبع تسلسلاً روتينياً، يتضمن تجاهل المسؤولين الإسرائيليين للأدلة وللشهود، وظهورهم خلال التحقيقات لتبرئة الجنود من عمليات القتل. فضلاً عن أنّ هذه التحقيقات تستغرق سنواتٍ، ولا تعرض نتائجها أبداً أمام الرأي العام، إذ يحرص الاحتلال على إبقائها سرية.

ومنذ عام 2014، فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقات لتقييم الحقائق في 5 جرائم قتل صحافيين، منهم شيرين أبو عاقلة، وفتح تحقيقاً لتقييم الحقائق في قصف واسع النطاق أدى إلى مقتل ثلاثة صحافيين آخرين خلال العدوان على غزّة عام 2014. لكنّ جماعات حقوق الإنسان في دولة الاحتلال حذرت من غياب الاستقلالية عن هذه التحقيقات وبطئها، إذ يمكن أن تستمر لسنوات، ما يعني إمكانية تلاشي ذكريات الشهود، وإتاحة الفرصة لإخفاء الأدلة، أو لتنسيق إفادات الجنود الخاضعين للتحقيق.

شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بحالات الصحافيين الشهداء

أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، أنها "قدمت شكوى ثانية إلى المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية مقتل 7 صحافيين فلسطينيين في غزة، بين 22 أكتوبر و15 ديسمبر".

ورداً على المأساة المستمرة في غزة، قدمت "مراسلون بلا حدود" شكواها الثانية بخصوص "جرائم حرب محتملة" من جانب القوات الإسرائيلية، وفق ما أفادت به في بيان لها.

وأوضح البيان نفسه أن "مراسلون بلا حدود" حثت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، "على التحقيق في جميع حالات مقتل الصحافيين الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر".

ومن بين الشهداء الصحافيين الذين وردت أسماؤهم في الشكوى: مصور وكالة الأناضول منتصر الصواف، والصحافي في إذاعة النجاح عاصم البرش، وبلال جاد الله من بيت الصحافة الفلسطيني، ورشدي السراج، وحسونة سليم من وكالة أنباء القدس، والمصور الصحافي في قناة قدس نيوز ساري منصور، والمصور في قناة الجزيرة سامر أبو دقة.

كانت "مراسلون بلا حدود" قد أعلنت، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنها رفعت شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب "جرائم حرب" بحق صحافيين خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، "تتضمّن تفاصيل حالات 9 صحافيين قتلوا منذ السابع من أكتوبر (8 فلسطينيين، وإسرائيلي)، واثنين أصيبا في أثناء ممارسة عملهما". وأشارت الشكوى إلى "التدمير المتعمد، الكلي أو الجزئي، لمباني أكثر من 50 وسيلة إعلامية في غزة".

وقال الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار حينها، إن "حجم الجرائم الدولية التي تستهدف الصحافيين وخطورتها وطبيعتها المتكررة، ولا سيما في غزة، يستدعي إجراء تحقيق ذي أولوية من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. نحن ندعو إلى ذلك منذ عام 2018. وتظهر الأحداث المأساوية الحالية مدى الحاجة الملحّة إلى تحرك المحكمة الجنائية الدولية".

هكذا تكون "مراسلون بلا حدود" قد قدمت أربع شكاوى إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحافيين الفلسطينيين في غزة منذ عام 2018.

قدمت الشكوى الأولى في مايو 2018، وتتعلق بالصحافيين الذين استُشهدوا أو أصيبوا خلال احتجاجات مسيرة العودة الكبرى في غزة. أما الشكوى الثانية، فقدمتها في مايو2021، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على أكثر من 20 وسيلة إعلامية في قطاع غزة. كذلك دعمت "مراسلون بلا حدود" الشكوى التي قدمتها قناة الجزيرة بشأن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في الضفة الغربية، يوم 11 مايو 2022.

كان نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، قد قال إن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان "ليس لديه قرار واضح بفتح أي تحقيق في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين، بل هناك ضغوط هائلة من الإدارة الأميركية وبريطانيا عليه من أجل ألا يفتح أي تحقيق وأن يماطل قدر المستطاع"، وذلك خلال كلمة له في مؤتمر عقد في نقابة الصحافيين المصريين في 19 ديسمبر.

على الحدود اللبنانية

أصيب المصور في قناة المنار التابعة لحزب الله، خضر مركيز، بجروح في عينه اليمنى، بشظايا صاروخ ألقته المقاتلات الحربية الإسرائيلية أثناء غاراتها التي طاولت صباح السبت مجرى نهر الخردلي، جنوب لبنان.
وكان خضر مركيز برفقة المراسل علي شعيب عندما أغارت المقاتلات الإسرائيلية، صباح السبت، في محاذاة طريق مرجعيون ــ النبطية، وصودف مرورهما مع العديد من السيارات المدنية، وبينهم أيضاً مندوبة الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في مرجعيون ألين سمعان، ومراسل قناة إم تي في (mtv) في مرجعيون روجيه نهرا.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة حماس، اندلعت الاشتباكات على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث جرى تبادل للقصف بين قوات الاحتلال الإسرائيلية من جهة، وفصائل فلسطينية وحزب الله من جهة ثانية.
وقتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة صحافيين لبنانيين خلال هذه الفترة، هم المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله، ومراسلة قناة الميادين والمصور فيها فرح عمر وربيع المعماري.
وفي 13 أكتوبر، أدت الضربة الإسرائيلية التي قتلت العبدالله إلى إصابة مصورَي وكالة فرانس برس كريستينا عاصي (28 عاماً) التي بُترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصوري وكالة رويترز ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا.
وطالبت منظمتا العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش بالتحقيق في "جريمة حرب"، بما يخص استشهاد العبدالله.
المساهمون