أطفال "فرقة الكوفية "من عين الحلوة إلى العالم

10 ابريل 2014
+ الخط -
الكوفية الفلسطينية بلونيها الأبيض والأسود كانت تعكس بساطة الحياة الفلاحية في قرى فلسطين. لاحقا ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني، منذ ثورة 1936 في فلسطين، حين تلثّم الفلاحون الثوّار بالكوفية لإخفاء ملامح وجوههم أثناء مقاومة القوات البريطانية، لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم. ثم وضعها أبناء المدن بأمر من قيادات الثورة آنذاك، لأنّ القوات الإنجليزية راحت تعتقل كلّ من يتلثّم بها ظنّا منها أنّه من الثوار. فصارت مهمة الإنجليز صعبة بعد أن وضعها كلّ شباب القرى والمدن وشيوخها.
ومن الكفاح ضدّ الانتداب البريطاني ، إلى مقاومة المهاجرين اليهود وعصاباتهم، مرورا بالثورة الفلسطينية الجديدة في ستينيّات القرن الفائت، وصولا إلى يومنا هذا، ما زالت الكوفية رمز الثورة الفلسطينية، وحتّى باتت رمزا لأيّ ثورة. ومع مرور الزمن صارت رمزا تراثيا يحمل إرث مئة عام من النضال الفلسطيني ضدّ الاستعمار والاحتلال.
من هذا المنطلق حمل أطفال فلسطينيون بعمر الزهور، من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، إرث أجدادهم ليؤسّسوا "فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني" للرقص الشعبي.
رئيسة "الفرقة" ومدرّبتها" حورية الفار "قالت لـ"العربي الجديد" إنّ "التمسّك بالفلكلور هو أحد وجوه النضال الفلسطيني". وهنا أجوبتها عن عدد من الأسئلة:
 
- بدأت الفرقة بـ13 طفلاً، من عمر 7 حتّى 11 عاما. في بيتي بدأت بتدريبهم. لم يكن حلمي يتعدّى مخيّم عين الحلوة. حتّى إنني لم أكن آمل أن تحيي الفرقة حفلات خارج المخيم.
- لكنّ الحفلة الأولى أقمناها في طرابلس. ومن بعدها بدأت الفرقة تكبر وتتوسع. إلى أن شاركت في المهرجانات الوطنية اللبنانية والفلسطينية، ثم خرجنا من لبنان إلى بلدان عربية وأجنبية عدّة.
- الهدف من تشكيل الفرقة هو النضال من خلال الفلكلور الفلسطيني.
- كان حلمي أن يكون عندي فرقة للأطفال، لأنني مؤمنة بأنّ الأطفال هم الذين يحملون التراث ويتناقلونه من جيل إلى جيل.
- اهتممت بداية بالأطفال الموجودين دائماً في الشوارع، أي المتسرّبين من مدارسهم، وأيضاً الأطفال الذين يعانون من أوضاع خاصّة.
- الصعوبة الكبرى تكمن في نقص الدعم المادي الذي يمكن لو وُجِدَ أن يسهّل عملنا.
- رسالتنا نشر الثقافة الفلسطينية من خلال التراث الفلسطيني، وأنا أعتبر أنّ الشعب الفلسطيني شعب حضاري، مثقّف، ليس إرهابياً، بل صاحب قضية وتراث، وسيحمل هذه الرسالة أطفال فلسطين.
- الإنجاز الأهمّ هو أنّنا خرجنا من أزقّة مخيم عين الحلوة واستطعنا أن نوصل رسالتنا إلى العالم أجمع.
- زرنا أرض الوطن فلسطين، وقدّمنا عروضا في مختلف المدن الفلسطينية.
- شاركنا في مهرجانات عربية ودولية وكانت الفرقة سفيرة التراث الفلسطيني حول العالم.
- يجب أن يعلم الجميع أنّ الفنان هو الصوت الذي تُبعَث من خلاله رسائل الوطن وثقافته.
المساهمون