حُجبت حسابات عدد من الصحافيين الفلسطينيين على تطبيق "واتساب" في الأيام الماضية، على أثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وفق ما نقلت "فرانس برس" و"أسوشييتد برس". و"واتساب" أداة ضرورية بالنسبة للصحافيين للتواصل مع المصادر والمحررين والعالم خارج القطاع المحاصر.
فبعيد إعلان وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة في غزة ليل الخميس الماضي، تلقى صحافيون في غزة رسالة بالعربية من تطبيق واتساب لإبلاغهم بحجب حساباتهم. وقالت "أسوشييتد برس" إنّها مع 17 صحافياً في غزة أكدوا أن حساباتهم على التطبيق محظورة منذ يوم الجمعة. ونقلت "فرانس برس" عن صحافيين آخرين في الضفة الغربية والقدس تأكيدهم أن حساباتهم حُجبت، وبين هؤلاء فريق من 4 صحافيين تابع لشبكة "الجزيرة" التي أعلنت لاحقاً أن حسابات فريقها أعيد تفعيلها بعد شكوى قدّمتها لمنصة "فيسبوك"، مالكة تطبيق "واتساب".
وقال نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل إن "نحو مئة صحافي" في قطاع غزة حُجبت حساباتهم على واتساب في الأيام الأخيرة.
وأوضح 12 من أصل 17 صحافياً تواصلت معهم "أسوشييتد برس" أنهم كانوا ضمن مجموعة على تطبيق "واتساب" تنشر معلومات متعلقة بعمليات حماس العسكرية. ولم يتضح ما إذا كان الصحافيون قد استهدفوا لتلقيهم إشعارات من الجماعة على "واتساب".
وتملك وزارة الصحة في غزة مجموعة على التطبيق أيضاً يتابعها أكثر من 80 شخصا معظمهم من الصحافيين. لكن تلك المجموعة لم تتعرض للحظر.
وقال حسن صليح، وهو صحافي حر في غزة حجب حسابه على "واتساب"، إنه يعتقد أن حسابه ربما يكون قد استهدف لأنه كان يتابع مجموعة يطلق عليها "إعلام حماس". وأضاف "أثر هذا على عملي وعلى دخلي لأنني فقدت محادثات مع مصادر وأشخاص".
وأشار وائل الدحدوح، كبير مراسلي "الجزيرة" في غزة، إلى حظر وصوله للتطبيق فجر الجمعة، وعودته اليوم الإثنين. وقال إن الصحافيين يتابعون مجموعات حماس فقط للحصول على معلومات يحتاجونها لعملهم الصحافي.
ومن جانبه، قال متحدث باسم "واتساب" إن الشركة تحظر الحسابات بما يتفق مع سياساتها "لمنع الإيذاء ووفقا للقانون المعمول به".
كما ذكرت الشركة أنها كانت على اتصال بوسائل إعلام خلال الأسبوع الماضي لتوضيح ممارساتها. وأضافت "سنعيد إتاحة حسابات الصحافيين إن تأثر أي منها بذلك".
تبرز الواقعة أحدث خطوة اتخذتها شركة "فيسبوك" ضد المحتوى الفلسطيني، والتي تستمر بنهجها في حجبه وتقييده منذ عام 2015. ولا يدرك المستخدمون الفلسطينيون من سبب استهداف الشركة لهم، أو سبب فرض رقابة عليهم من الأساس.
وجاء في تقرير لـ"حملة-المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" أنه تم توثيق "ما يزيد عن 500 بلاغ" عن انتهاكات للحقوق الرقمية الفلسطينية في الفترة الممتدة بين 6 و19 أيار/مايو، أي منذ اندلاع الاحتجاجات في القدس الشرقية وحتى عشية الإعلان عن الهدنة. وبحسب التقرير "تنوعت أسباب الانتهاكات ما بين إزالة المحتوى، وحذف وتقييد الحسابات، وإخفاء الأوسمة، إضافة إلى تقليل الوصولية لمحتوى بعينه، وحذف المحتوى المؤرشف، وتقييد الوصول".
وتابع التقرير "وثق المركز 50% من هذه الانتهاكات على منصة "إنستغرام" و35% على منصة "فيسبوك" بينما وثق ما نسبته 11% من مجمل الحالات على منصة "تويتر" و1% من الحالات على "تيك توك"".