"كلاكيت"... إذاعة إلكترونية تحاكي الشباب الفلسطيني

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
19 أكتوبر 2020
إذاعة
+ الخط -

يعمل الشاب الفلسطيني نسيم أبو دقة، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، داخل غرفة متواضعة، لبثّ إذاعة "كلاكيت" الإلكترونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمًا أبسط الإمكانيات والمعدات. ويرتّب أبو دقة أجهزة البث، على طاولة صغيرة، في زاوية خصصها داخل منزله، تمهيدًا لبدء البث الساعة التاسعة والنصف من كل صباح، عدا يومي الجمعة والسبت، فيما ينسق فقرات زملاءه في العمل، حسب الجداول المعدة مسبقًا.

يبدأ يوم العمل باختبار الأجهزة والتقنيات التي يتم استخدامها، والكشف المبكر عن أي خلل، ومحاولة حله قبل بدء البرنامج الصباحي، وهو أول حلقات الإذاعة اليومية، فيما تبدأ عملية الإعداد والتجهيز للحلقات المقبلة، فور انتهاء البث. ويقول العشريني أبو دقة لـ "العربي الجديد" إن عمله الأساسي، هو تقديم برامج في الإذاعة، إلا أنه بادر، برفقة زملائه بالتكفل في عملية البث، بعد اكتساب الخبرة سابقًا، ويضيف: "نحاول خدمة أبناء شعبنا وقضيتنا الفلسطينية عبر المحتوى الإعلامي".

ويوضح أن الإذاعة تؤمن بتحقيق رؤية الحاضنة الأساسية، والتي تتمثل في تعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان التي تتضمن العدالة والمساواة والمساءلة وسيادة القانون والشفافية والتسامح والاحترام وعدم التمييز والمشاركة والتمكين للفئات الضعيفة وإعطاء اهتمام خاص بالتوجه السائد للنوع الاجتماعي.

الإذاعة تؤمن بتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية

اتجه اهتمام الجمهور أخيراً بمواقع التواصل الاجتماعي، وفق تعبير أبو دقة، حيث أصبحت المنصة الأنسب لتبادل الأخبار والأنباء، وقد ساعد في ذلك بساطتها الشديدة، وقلة تكلفتها، ووصولها إلى كل شخص أينما كان. ويساعد نسيم في عمله التطوعي، فريق من المذيعين والمذيعات الشباب، دفعتهم جائحة كورونا إلى عدم الالتقاء، ومتابعة العمل إلكترونيًا من بيوتهم، حرصًا على إجراءات السلامة والوقاية من الفيروس، وقد ساعدهم في ذلك، كونها إذاعة إلكترونية.

ويبدأ بث الإذاعة ببرنامج "بانورما الصباح"، الذي يتناول العديد من القضايا والمشاكل والمواضيع، وتركز على الجانب التثقيفي والتوعوي، كذلك على المشاكل النفسية التي يعاني منها نسبة كبيرة من أبناء قطاع غزة، خصوصاً فئة الشباب، ويأتي برنامج "نظرة" لمساعدة أبناء المجتمع على حل هذه المشكلات.
وتأسست إذاعة "كلاكيت"، وهي مبادرة شبابية، في مدينة خان يونس عام 2013، وقد احتضن الفكرة، المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، فيما تسعى إلى تفعيل دور الشباب في المجتمع، من أجل تمكينهم للعب أدوار متقدمة في مستويات المجتمع المختلفة، وذلك عبر توفير المساحة والفضاء الإذاعي المناسب لتطوير مهاراتهم وإبراز قدراتهم.

ويتبع راديو كلاكيت، والذي يطمح فريقه إلى أن يصبح منبراً شبابياً إعلامياً في قطاع غزة، نهج التدريب في كل برامجه، حيث يتم تجديد الكادر الإذاعي كل ستة أشهر، ويقوم المذيعون القدامى بتدريب المذيعين الجدد لمدة شهر ومن ثم يستكمل التدريب بالممارسة لمدة 6 شهور، ما يجعل المذيع قادرًا على العمل في أي إذاعة أخرى.

ويتم إعادة نشر الحلقات الإذاعية، عبر مقاطع صوتية، ومقاطع فيديو للبث المباشر على الصفحة الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى جانب عناوين تلك الحلقات والتي منها "أثر هجرة الأزواج على زوجاتهم في قطاع غزة"، "دور الصحفيات في الميدان"، "التراث الفلسطيني"، "فن التحدث أمام الناس"، "السعادة الأسرية".

وكانت "الغرف الافتراضية"، هي الحل لإشكالية حظر التجول، وعدم قدرة المبادرين على التحرك، وذلك على الرغم من عدم توفر غرف العزل، والضوضاء والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وضعف خطوط الإنترنت، حيث تم تجهيز غرفة، ووضع فيها الأجهزة اللازمة، إلى جانب "الكروما" للمساعدة على تغير الخلفية.

وبدأت المذيعة علا قديح، مشوارها في إذاعة كلاكيت بتقديم البرنامج الصباحي، والذي يناقش المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فيما اتجهت بعد ذلك لتقديم برامج "غرامافون"، والذي يتحدث عن مطربي الزمن القديم منذ النشأة حتى النهاية. وتقول قديح (23 عامًا)، وهي خريجة صحافة وعلاقات عامة وتصوير ومونتاج، إن البرامج يتم تقديمها عن طريق ربط برنامج "زوم" الإلكتروني، مع برنامج البث من المنزل، في محاولة لمواصلة العمل، بهدف الوصول إلى الهدف، وإيصال الرسالة.

وتبدأ قديح بالعمل منذ ساعات الصباح، حيث تقوم بمساعدة مهندس الصوت لاختيار الأغاني، والفواصل، تمهيدًا للبدء الساعة التاسعة والنصف، فيما تقوم داخل المنزل بتجهيز الإضاءة المناسبة للمكان، والتأكد من الاتصال بشبكة الإنترنت، إلى جانب المراجعة السريعة للإعداد، والتواصل مع الزملاء للبدء ببث الحلقة.

ويحاول فريق المبادرين تطوير قدرات الشباب من خلال المواضيع التي يتم بثها، وتناقش قضاياهم ومشاكلهم وأزماتهم اليومية وإيجاد حلول لها، وذلك تأكيدًا على أن للشباب الفلسطيني، رأيا وصوتا وسط المجتمع، يجب أن يدركه الجميع.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون