"بي بي سي" تعوّض فضيحة مقابلة الأميرة ديانا بـ 1,5 مليون جنيه إسترليني

15 اغسطس 2021
التسوية المالية ستوجه لجمعية خيرية اختارتها العائلة المالكة (Getty)
+ الخط -

تأمل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تسوية فضيحة مقابلة مارتن بشير مع الأميرة ديانا، من خلال دفع مبلغ 1,5 مليون جنيه إسترليني لجمعية خيرية اختارتها العائلة المالكة.

ونشرت صحيفة "ذا ميل أون صنداي"، مساء أمس، أنّ التبرع يشمل المبلغ الذي حققته "بي بي سي" من بيع الحقوق العالمية لمقابلة بشير مع الأميرة ديانا، والذي يساوي 1,15 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى التعويضات.

واعترفت الشبكة البريطانية بفضيحة مقابلة بشير التي تعود إلى عام 1995 مع أميرة ويلز، بعد أن وجد تحقيق أجراه اللورد دايسون في مايو/أيار الماضي أن بشير كذب للحصول على هذه المقابلة، وأنّه انتهك قواعد المؤسسة من خلال إنشاء بيانات مصرفية ووثائق مزيفة لكسب ثقة الأميرة.

واللافت أنّه على الرغم من إجراء "بي بي سي" تحقيقاً داخلياً حول هذه القضية في وقت سابق، لم يُتخذ أي إجراء ضدّ بشير، وتمّ التستر على أساليب الخداع التي استخدمها.

وقال اللورد دايسون، القاضي الذي أشرف على التحقيق، إن هيئة الإذاعة البريطانية "لم ترق إلى مستوى المعايير العالية للنزاهة والشفافية التي تعتبر السمة المميزة لها".

ومن المفهوم أنّ الاموال ستأتي من استوديوهات "بي بي سي" التي تعدّ الذراع التجارية للمؤسسة، وليس من رسوم الترخيص التي يدفعها المشاهدون. مع ذلك، لا تزال الشروط الدقيقة غير واضحة ولم يحدّد تاريخ دفع التعويضات.

إلى ذلك، تقول مصادر ملكية إنّه من المحتمل أن يشارك الأميران ويليام وهاري في تقرير كيفية استخدام الأموال.

من جانبها، عبّرت صديقة ديانا المقربة روزا مونكتون، الليلة الماضية، عن إعجابها بهذا القرار، على الرغم من أنه لن يصلح الضرر الذي نتج عنه ولن يزيل الذنب.

وتلفت صحيفة "ذا ميل أون صنداي" إلى أنّها على الرغم من كشفها عن هذه الفضيحة قبل 25 عاماً، فقد احتاجت "بي بي سي" إلى كل تلك السنين قبل الاعتراف بخطأ بشير في وقت سابق من هذا العام فقط.

وقد أدان الأمير ويليام الابن البكر للأميرة ديانا، بعد نشر تقرير اللورد دايسون، هيئة الإذاعة البريطانية لخداعها والدته، وتدمير حياتها والمساعدة في تسريع طلاقها.

وقال إن إخفاقات "بي بي سي" ساهمت في "الخوف والبارانويا والعزلة" التي أصابت ديانا في سنواتها الأخيرة، وإن المقابلة ساهمت بشكل كبير في المزيد من المشاكل في علاقة والديه.

أمّا التبرع بالمال، فقد اقترحه في البداية شقيق ديانا إيرل سبنسر، حين قال إن بعض الأموال التي جنتها المحطة يجب أن تذهب إلى جمعيات ديانا الخيرية. ومن المفهوم أن مسؤولي القصر لم يطلبوا من المؤسسة أي تبرّعات ولم يتم إبلاغهم بعد بالتفاصيل.

ويقال إن ويليام يعتقد أن هناك المزيد من الأدلة للكشف عنها، وقد أعرب عن اهتمامه بمواصلة المحادثات الخاصة مع "بي بي سي" لمعرفة النتائج.

من جهته، أرسل تيم ديفي، المدير العام الحالي للمؤسسة، خطابات اعتذار إلى الملكة وتشارلز وويليام وهاري وإيرل سبنسر. كما اعتذر للمخبر مات ويسلر الذي كشف خدعة بشير، والذي من المقرر أن يحصل على تعويضات تتراوح بين 750 ألف جنيه إسترليني ومليون جنيه إسترليني، بعد أن أدرجته هيئة الإذاعة البريطانية على القائمة السوداء عندما كشف احتيال بشير.

فقد تقدم فنان الغرافيك الحائز على جائزة قبل ربع قرن بفضح مراسل بانوراما لإصداره بيانات مصرفية مزيفة، يقال إنها ساهمت في تأمين مقابلة ديانا.

وتعهّد ديفي، قبل شهرين، بأنّه لن يبث مقابلة عام 1995 بالكامل مرة أخرى، لكنّه قال إن استخدام مقاطع منها يجب أن يبقى مفتوحًا لمزيد من المناقشة. بيد أنّ موافقته المشروطة أثارت غضب القصر الذي طالب بعدم بث أي مقطع من المقابلة، وطالب رجال الحاشية بالتزام "بي بي سي" بوضع قيود أقوى على استخدام المقابلة، بحسب ما أوردت الصحيفة.

ويّقال إن الأمير تشارلز كان غاضباً من "الأكاذيب الفاضحة" في المقابلة، بما في ذلك الادعاءات بأنه لم يكن مناسباً ليكون ملكاً. ويُعتقد أنه شعر بقلق شديد من بث أي جزء من المقابلة بسبب التأثير الذي يمكن أن يحدثه على الرأي العام بشأن وراثة العرش.

المساهمون