يقول أحمد نوح لـ"العربي الجديد"، إن لديه ثيمة واحدة اشتغل عليها هي السمكة والحروف، لافتاً إلى أن هذا ليس جديداً في عالم الفنانين، لكنه دمج السمكة والحرف ليحكي من خلالهما أحلامه أو عتبات أحلامه.
يقول: "انطلق مشروعي من حلم، ذات ليلة، رأيت فيه سمكة كُتِبت عليها حروفٌ مبهمة، ما دفعني إلى الانشغال في البحث عن حضور السمكة، في الأساطير والقصص القديمة والتراث ومنه أغاني البحر الشعبية".
ويضيف أنه لم يشبع نهمه إلا قصة النبي موسى مع الخضر في سورة "الكهف" في القرآن، وارتباط السمكة التي حملها النبي موسى في طريق المعرفة، الأمر الذي جعلني بعد حلم السمكة وحروفها، أنهض للدراسة بعد أن انقطعت عن التعليم عشرين عاماً، فقررت إكمال تعليمي الثانوي، وأنا الآن على العتبة الجامعية الأولى أدرس التاريخ في جامعة قطر، وأواصل مشروعي الفني الذي منه هذا المعرض "عتبات الحلم".
يتحدث الفنان عن رسمه وسيرته في آن معاً، حتى إن سرديته تبدو كأنها من العناصر البصرية المضافة لمشروعه الفني.
إنه يخبرك عن عتبات الحلم المبهم، ويشركك في محاولته التعبير عن ذلك من خلال الرسم.
اكتسب أحمد نوح مهارته الفنية خلال أربع سنوات قضاها في مركز الفنون البصرية، حيث تعلم أساسيات الرسم بالرصاص والألوان، ومواضيع الطبيعة والبورتريهات والطبيعة الصامتة.
بيد أن الخامات المتعددة على سطح اللوحة، أصبحت شغله الشاغل. يقول: "إنني شعرت بإمكانية أن أقدم هنا شيئاً خاصاً في تعدد الخامات، أو ما يسمى "الكولاج"، خصوصاً أن قلة من الفنانين يتطرقون إليه".
جمع افتتاح معرض أحمد نوح فنانين معروفين في المشهد التشكيلي، أشرفوا وواكبوا تجربته، سواء التأسيسية في مركز الفنون البصرية أو خلال شروعه في طريقه الفني الخاص.
يقول الفنان سلمان المالك إن نوح أثبت من خلال هذا المعرض أنه يتطور بشكل لافت، قد يكون لإقامته الفنية في باريس تأثير في ذلك.
أما الفنان فرج دهام فأشار إلى أن أحمد نوح يتبع مبدأ الالتزام بصناعة اللوحة، وهي "تجربة متميزة تضاف إلى مسيرته الفنية التي يقدم فيها في كل مرة الجديد والمبتكر"، مضيفاً أن "الفنان تناول فيها عتباته؛ السمك والحرف والخامات المتعددة، ضمن أطر تعبيرية واسعة".
مصطفى عيسى الفنان والباحث في جماليات الفن المعاصر، قال: "بينما لا يحلو لنوح أن يترك للمباشرة فرصة الانحياز إلى تفسيرات معدة سلفاً. سيبدو من الضرورة أن يجري لقاء بين المتلقي ولوحة تتضافر فيها مفردات لأجل صياغة حالة حلم لا تعتمد قراءة تتعلق بالحرف فقط، كونها صياغة تتخارج من علاقات تجاور وتراكم وفهم يحمل لغزه معه أينما حلَّ".
وقال الفنان حسن الملا، إن نوح قفز قفزات جريئة تجمع بين مختلف المدارس والمذاهب الفنية.
بدوره قال الفنان أحمد البحراني إن نوح من الأسماء التي سجلت حضورها بقوة في السنوات الأخيرة، وهو "دؤوب وذكي وهادئ".
تجدر الإشارة إلى أن الفنان أحمد نوح عضو في جمعية الفنون التشكيلية القطرية، وشارك في العديد من المعارض المتنوعة داخل قطر وخارجها.