"موسم الرياض" يثير الجدل بسبب النقاب... هل تتخلى السعودية عن فرضه؟

04 نوفمبر 2019
أجبرت المرأة على ارتداء النقاب لعقود(فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -
ادعت عاملات في مهرجان "موسم الرياض" تعرضهن لمعاملة عنصرية من قبل إدارة المهرجان، ومنعهن من الدخول والعمل، بسبب ارتدائهن النقاب، ما أثار جدلاً كبيراً بين السعوديين، بين مؤيد ومعارض لفرض لباس رسمي على النساء، ومنع النقاب في العمل.

وكان من بين المدعيات، مريم الحازمي، إحدى منظمات الموسم، التي نشرت مقطع فيديو من داخل الميدان، أكدت فيه مضايقتها من قبل البعض بسبب نقابها، ورفض مدير منطقة المطاعم مقابلتها، ومنعها من العمل في أي مطعم إن لم تخلع النقاب.

وردّ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الانتقادات التي طاولت "موسم الرياض" هذا العام، واعترضت على اضطهاد المرأة المنقبة، ومنعها من المشاركة والعمل فيه.

ونفى آل الشيخ وجود حالة عدم رضى شعبية عن تنظيم المهرجان، الذي بدأ فعالياته على مستوى المملكة في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بهدف "تحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية".

وأكد أنّ عدد الزوار بلغ 5 ملايين زائر، و100 ألف سائح خلال أسبوعين، وأنّ جميع المطاعم والأماكن الترفيهية ممتلئة، وقال مستنكراً: "أبي أعرف مين اللي زعلان من الترفيه؟".


وصفت الحازمي سلوك منظمي الموسم، بـ "محاولة الاستعراض بها كأنثى"، ونشرت مقطع فيديو آخر لها في اليوم التالي، أكدت فيه منعها من الدخول نهائياً مع العديد من العاملات المنقبات الأخريات، ما دفع آل الشيخ إلى نشر تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر"، أرفقها بفيديو مريم وأكد فيها أنه سيفتح تحقيقاً في القضية، ويتخذ الإجراءات المناسبة إن ثبتت صحتها.


وأثار رد فعل آل الشيخ غضباً كبيراً بين مستخدمي "تويتر"، خاصة بعد إعلان المديرة العامة لشركة "أعسان" المساهمة في الموسم، انسحاب شركتها من التعاون مع شركة "سلا" السعودية المسؤولة عن الموسم، التي طلبت عدم دخول المنقبات أرض الميدان، حيث أشارت سما الحارثي إلى أنّ "إدارة الموسم أساءت إلى السعودية أمام أنظار العالم".

كذلك اتهمت أفنان تركي آل الشيخ، بالتكتم عن "الجرأة غير الطبيعية" في معاملة المنقبات، ونشرت صورة نموذج التقدم للعمل في الموسم، الذي تضمن سؤالاً للمنظمات إن كنّ يرتدين النقاب أو الحجاب، معتبرة أنّ صحة مسألة الإساءة إلى المنقبات في الموسم لا تحتاج تحقيقاً.


وكتب عبد الله الحربي: "للأسف يا تركي آل الشيخ، وعدت مريم الحازمي قبل أيام قليلة، والآن نجد كثيرات مثلها يشتكين، وللأسف لا يوجد أي ردّ فعل، لا نريد أن تكتب، فالكل يستطيع الكتابة، فقط نريد ردّ فعل يعيد الثقة إلى الفتاة المحجبة المحافظة على دينها".


وقال محمد اليحيا: "هل ستدرك هيئة الترفيه الأسباب التي تجعل شريحة كبيرة من المواطنين، تتحفظ على طريقة عملهم وتنتقد فعالياتهم؟!".

ووسط غضب العديد من السعوديين، من سياسة المملكة الجديدة تجاه المرأة، بعد عقود من إجبارها على ارتداء النقاب، برز مؤيدون لكشف الوجه وفرض اللباس الرسمي على النساء في العمل، حيث كتبت عبير الأركان: "ما الذي أزعج سما من اللباس الرسمي؟ هذا يعطي طابعاً رسمياً أكثر على العمل، والنقاب بصراحة يخفي الهوية، الوجه هو الهوية يا سما، وإلا فلم تكشفين وجهك؟!".


وأكد مستخدم في "تويتر" أنّ النقاب ليس فرضاً دينياً، بل "عادة بدوية قديمة ترمز إلى احتقار المرأة وطمس هويتها"، وأضاف: "حذر الله النساء في كتابه الكريم، من تغطية وجوههن في آية صريحة واضحة (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، لمن يتدبر وكان له قلب وعقل صادق مع نفسه".


وكتبت مستخدمة "تويتر" أخرى: "كيف تكون منظمة وهويتها مخفية؟ من الطبيعي أن تكشفي وجهك لنتعرف عليك، بطاقة فيها اسمك غير كافية، إخفاء الهويات أمر غير حضاري أبداً".

المساهمون