وفاة الفنان تلاوي حمو أحد شيوخ التراث الغنائي "الأهليل"

03 ابريل 2018
يعتبر الأهليل تسجيلا للذاكرة الشعبية (فيسبوك)
+ الخط -
توفي اليوم الثلاثاء، الفنان تلاوي حمو، المدعو حمو كوكو، عن عمر يناهز 80 سنة، وهو أحد شيوخ التراث الغنائي "الأهليل"، المصنف ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي لدى اليونيسكو، لأنه مهدد بالزوال وقد طوي في النسيان لمدة طويلة، حتى في موطنه الجزائر.



والأهليل تراث غنائي جزائري ويتصل اتصالاً وثيقاً بنمط الحياة لدى قاطني منطقة قورارة، التي تبعد بحوالي 1000 كلم جنوب غرب الجزائر، حيث ينتشي السكان هناك بتراث "الأهليل" الشعري الغنائي الأصيل المترع بأشعار الحب الصوفية.

ويعتبر الأهليل ديواناً شعرياً ضخماً، يعكس مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للإنسان الجنوبي، ويراه عشاقه الكثر من سكان الصحراء الكبرى، فناً روحانياً عريقاً مرتبطاً بالموروث الثقافي المحلي.

وبحسب الباحث عثمان دلباني، يحكي "الأهليل الملاحم التي عرفتها المنطقة والحروب العائلية وقصص النصر والهزيمة، و كل ما تخزنه الذاكرة الجماعية لأهل المنطقة من أجل الحفاظ على الموروث. فهناك نصوص قديمة تغنى بها القدامى ما زالت تصنع شهرت الأهليل مثل أغاني داده عائشة، المتوفاة في 956 م، ذات المواضيع المتعددة".



ويتعيّن على كل من يريد فهم أصول هذا التراث، الاعتماد على موروث أبرز مدارس تعنى بتراث الأهليل، وهي: تيميمون، كالي، أولاد سعيد، أوقروت، شروين ومدرسة طلمين، وهذه المدارس جميعها تتسم بمنهجها الصوفي، ويشير الشيخ "البشير" كبير فرقة "القورارة" على أنّ موسيقى الأهليل ثلاثية الاتجاه فهي "إسلامية الطابع، مغربية المنشأ، تربوية الروح"، وتهدف بمنظاره إلى بعث الوعي الروحاني لدى جمهور المتلقين وتحفيزهم على التأمل في بدائع الخالق ونواميس الكون.

ويرفض البشير (61 عاماً) اعتبار موسيقى الأهليل جزائرية محضة، معللاً ذلك بأنها موجودة وبشكل متفاوت في دول الجوار كمالي وتونس وليبيا، إضافة إلى فرنسا وألمانيا بفضل تأسيس الجالية المغاربية هناك لعديد الفرق. وبينما قاوم هذا الشكل التعبيري الشفوي تحولات الزمان، وفيما لم يبرح موطنه الأصلي، تجد العديد من مقطوعاته الشعرية وألحانه المنشدة قد استعان بها مشاهير المطربين الجزائريين مثل: الشاب مامي، والشاب خالد.

وحسب تعبير بيار بورديو صار هذا الفنّ واحداً من الطّقوس الصّوفية والطرقية التي ميّزت علاقة الإنسان القوراري بفضاء الأولياء والمرابطين، مما ولد إسلاماً ثقافياً. والأهليل كان يقتصر قديماً على بضع آلات إيقاع ويقوم على الأهازيج، ليتطور لاحقاً إلى مستويات استعراضية جرى فيه المناغمة بين الأشعار الصوفية والفولكلور المحلي.

ويشارك فيه عازفو آلات القنبري الوترية (عود ذو رقبة طويلة وعليه وتران من الأمعاء الحيوانية) والإمزاد، البندير، الطبلة، الدف، فضلا عن البانجو، الكمان، والقيثارة، ويؤدى هذا اللون من طرف فرق تتألف غالباً من سبعة منشدين، ويشترك في الأداء النساء والرجال، وهم واقفون مصطفو الأكتاف ويتحركون في شكل دائري. ويتوسط الحلقة رئيس الفرقة، يرددون الكلمات نفسها مع مرافقتها بالتصفيق الذي يتلاءم مع الألحان التي تدعم بحركات أجسادهم ويعرض على مراحل في السهرة الواحدة.

 

دلالات
المساهمون